عن الحب في زمن الكورونا

عن الحب في زمن الكورونا

 
 بعد الاعتذار من غ.غ.ماركيز أمير الرواية الأمريكية اللاتينية عن السرقة الموصوفة حيث سطوت على عنوان روايته الشهيرة الحب في زمن الكوليرا ولا أدري لماذا أخذني تداعي التباعد الاجتماعي إلى هذا التفصيل الذي ارتعش بقسوة أمام نهر الذعر الذي سال بعد تفجر وباء كورونا المستجد كوفيد-19 هتف أحد الأصدقاء مستجد وهذا مافعله كيف لو كان متقدماً؟

 لا يمكن التعويل على التجارب الزوجية في قضية التباعد الاجتماعي لما قام هذا المستجد بإلقاء كل شخص في زاوية بعيدة أو سرير منفصل أو غرفة مغلقة لأن التعويل على حيثيات تقوم على أرضية الزواج مثل التعويل على نتائج مديرية الإحصاء إنها باردة لا حياة فيها أرقام جمعت على عجل، لقد أعلن الزواج هزيمته سريعاً أمام كورونا المستجدة مؤكداً هشاشته في مواجهة الجوائح والأوبئة بينما يصر أحد أصدقائي على إطلاق لقب الجائحة على الزواج باعتباره إصابة مستجدة يومياً ولا فكاك منها إلا في كفن.

 هكذا صار بإمكان أي معادٍ للزواج أن يعلن أمام الملأ أن الزواج مهزوم سلفاً وهو غير قادر على الصمود في المعارك الإنسانية الكبرى ذات الطابع الوجودي وهنا لايمكن التعويل على الاستثناء الذي يؤكد القاعدة لأن نسبة واحد مقابل مائة ألف لاتعني شيئاً في علم الإحصاء.

 ما أن أعلنت الصين أن التقارب الاجتماعي قد يعني الإصابة حتى فر الأزواج عن بعضهم كريش في عاصفة  أو كما قال متزوج طريف لامرأته ياسيدتي لقد تم إغلاقه مثله مثل بقية الشركات التي أغلقت أبوابها وطردت عمالها طوعاً وكرهاً امتثالاً للخيار المستجد خوفاً من السيد كوفيد التاسع عشر، تحت عنوان التباعد الاجتماعي.

 أليس الزواج شركة؟ إنها حجة جاهزة وغير قابلة للنقض تباعدوا تسلموا هل تريدين أو تريد حسب طالب الحاجة أن تعرضني أو تعرضينني للمستجد كوفيد التاسع عشر وماذا تقصدين من وراء هذه الدعوة الملغومة قبل كورونا كنت أعرف معنى الدعوة الوظيفي أما الآن؟  لابد أن أحد الأزواج الذين أصيبوا بفوبيا كوفيد التاسع عشر  اعتبر دعوة زوجته إلى طقوس السرير الزوجي بمثابة فخ قاتل فصرخ في وجهها قائلاً  أنت تريدين اغتيالي

 وباعتباره معادياً للحلف الصيني ومؤيداً لأميركا وقيمها كرأس حربة الديمقراطية والليبرالية والنيوليبرالية وحقوق الإنسان على الطريقة الأميركية

  وهي بالمناسبة بغاية الطرافة فالحقوق الإنسانية على الطريقة الأميركية تصرف كما يلي:  من كان معنا فله كامل الحقوق وإذا لم يحصل عليها بالتي هي أحسن نحصلها له بالكروز والتوماهوك وطائرات الشبح أما اذا لم يكن معنا فلا حقوق له لا بل مستعدون لقصف مطالبه بالديمقراطية وحقوق الإنسان بما فيها حق التلقيح ضد كورونا المستجدة بذات الأدوات إذا طالب بحقوقه بالكروز والتوماهوك والدرون وحتى بقنبلة الكورونا كما فعلنا مع الصين فردت لنا الصاع صاعين

 يبدو أن القيامة على الطريقة الأمريكية قد بدأت مسارها إلى النفخ في الصور وهاهم  اليانكي  مستعدون لقصفه حتى لو ارادها من الانظمة التي قرروا اسقاطها لاحقوق لاحد الاما نقرره نحن هنا في واشنطن او بالاحرى ماتتلقاه ادارة واشنطن من الروكفلر والروثشيلد وحكومتهما السرية التي ثبت انها تدير العالم الديمقراطي المصاب بعور حول ماله وما لسواه فهو معادي للمسيح يسوع لان لهم ما للناس وما لقيصر ولاشيء لاحد سواهم هذه مجمل الوصية التي تتمسك بها اميركا حتى لو اضطرت لوضع مسدسها النووي في صدغ العالم وعلى الهواء مباشرة ولو وصلت العربدة مع كوفيد الاميركي المستجد ترامب الى خنق وتجويع وقتل شعوب وامم باكملها لانها لاتمشي كما يريد اليانكي الاميركي

 إنه الحب والكراهية على الطريقة الأميركية التي قررت اغتيال العالم بالدولار فجاء كوفيد وهز عرشها هزاً عنيفاً وألزم هذا المتغطرس السفيه على تسول الكمامات وأجهزة التنفس من دول العالم بل من أشدها كرهاً له أي الصين واضطر أن يكسر كيلو من البصل على أنفه متسولاً معدات لا بديل لها من روسيا المتهم بالعمالة لقيصرها فلاديمير بوتين

 هذه بعض التداعيات السريعة لكورونا ومنها ذلك الزوج الذي هدد باختراق الحجر اذاما ألحت عليه زوجته لأن التباعد يعني التباعد مثل ،،كلن يعني كلن

 لكن الاختبار لم يكن هنا بل إنه هناك،حيث الحب، هناك حيث قيس وليلى وجميل وبثينة وروميو وجولييت هنا الاختبار العظيم تراهما يتباعدان ام يكسرا الطوطم الكوروني ويحطمان قواعد اللعبة المستجدة لكوفيد التاسع عشر في مواجهة مكشوفة بين الحب والوباء، تراه ينتصر على الحب على شغف القلوب ولهفة العيون ورعشات الايدي والركب المهتزة والشفاه المرتعشة والافئدة المقشعرة والكلام الضائع في زحمة العواطف والهواجس والرغبات هكذا وقفت ليلى وكورونا قبالة بعضهما ووقف كوفيد وقيس وجها لوجه

 الحب قبالة الوباء كل منهما ينظر للآخر بتلك العين الحاقدة المستعدة للانقضاض وهنا بدأت تداعيات صامتة كورونا يهدد وقيس يستعيد شريط عاطفته وليلى تعد كل لمسة من أنامل قيس لخصلات شعرها فينفجر وجهها بحمرة الخجل والرغبة الفاتنة من جهة اليسار يدب كوفيد وأمه كورونا مثل جعل يدحرج بعرة فتشمئز وتقشعر وترتعش إنه سؤال المصير بين كورونا والحب أيهما سينتصر

 كأنك ياصديقي تنتظر إجابتي صدقني لا أعرف من ناحيتي فلم أعد مؤهلاً للفتوى في هذا الأمر

  لقد صرنا اثنان أوروبا العجوز وأنا
  اسأل الفتيان ياصديقي وهناك سترى بأم عينيك ضحايا كوفيد التاسع عشر الذين لا يطيقون صبراً على جفنها الذي علم الغزل مع علمهم أن من الحب ماقتل؟   

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني