رصاصة لمجرم معتق

رصاصة لمجرم معتق

الجريمة النكراء التي ارتكبتها تستحق ماهو أكثر من الإعدام لهذا ستبدو كل العقوبات التي تهددني بها أشبه بقرار إدانة مخفف جداً أو حتى أقرب إلى قرار عفو...
لايوجد محقق أو قاض أو حتى شاهد بعين واحدة أو بثلاثة عيون ولا ناشط في الموالاة أو المعارضة أو عسس محترف أو ضابط مخابرات تنقصف ركبتي التراب إذا مشى فوقه ولا واحد من هؤلاء ولاحتى كلهم مجتمعين يعرف جريمتي أكثر مني. فقد اشتركت فيها يداي الاثنتين وأصابعي العشر وعيوني وقلبي وجوارحي وشعري وأذناي وأسناني ولساني وحتى التنهدات العاشقة والآهات الخائبة والصرخات المستبشرة والمفحوعة ودمو ع الحزن والفرح والأحلام والكوابيس لم تبق في خلية لم تشارك في ارتكاب هذه الجريمة النكراء التي لا يستطيع أحد في هذا العالم تبرئتي منها أو الحد من آثارها النفسية والبيئية والثقافية والوجودية على البشرية
...إنني أكثر ضرراً من ثقب الأوزون نفسه
ومن بالع المجرات بعجرها وبجرها كأنه أحد حكام سحر الشرق الثقب الأسود المفدى
نعم يا سيدي أنا هو وها أنا اعترف فقد ناء منكبي بحمل هول جريمتي.
.منذ ستة عقود ونيف وأنا أحيا هنا في هذه البلاد الواقعة شرقي المتوسط التي كانت منذ ثلاثة آلاف عام ممراً لكل أنواع وأصناف القتلة والغزاة وحملة أكياس النهب والسراقين ولصوص القمح والمواشي والخيول والنساء والاتصالات والمناطق الحرة والمقيدة وحملة السواطير والرماح والبلطات والسيوف والقنابل بكل أنواعها حتى النووية والكهرو ضوئية والذين يحملون السكاكين بين أسنانهم ويقذفونها في نحورنا ولا واحدة أخطأت،
،يا سبحان الله وكأنها صنعت خصيصا لمقاتلنا
كل من ذكرت لك ياسيدي لم يتوقفوا يوماً واحداً عن العبور من بلادنا الجميلة على خيولهم المطهمة ودباباتهم المصممة وسيارات الدفع الرباعي التركستاني وشقيقاتها المعممة والمفيمة
والأدهى أنهم جاؤوا جميعاً يحملون الله على أكتافهم وفي رؤوسهم وجعبهم حيث يضعون طعامهم وآذان قتلاهم ليقدموها للسلاطين عربوناً على السمع والطاعة بعد أن أفقدوهم آذانهم وحناجرهم وأنوفهم لدرجة أن أطباء الأنف والأذن والحنجرة كانوا يغفون في عياداتهم من شدة الضجر، حيث لم يبق من الآنوف والآذان والحناجر شي فماذا سيعاينون ...
جريمتي ياسيدي ارتكبها بلا توقف منذ ستة عقود ونيف وانتبه للنيف سيدي إن لها جرسا أشبه بجرس الكنيسة الحزين وهو يدعو المؤمنين للصلاة على الجنازة وكنت شاهدا بكل جوارحي ،
رأيت،
وسمعت
، وخرست
ولم أشهد إلا أمامك الآن
،،أعلم منذ ثلاثة آلاف عام ونيف
منذ ثورة اوروكاجينا ومساعده ابرام في اور سومر
ومذابح الهكسوس والحثيين وعسكر يوشع بن نون
الذ ي ذبح أريحا وأحفاده الذين ذبحوا أهل شكيم
ومن ثم فلسطين وشعوب المنطقة بأسرها
من يومها لم تتوقف سكينه عن ذبحنا باسم الله يوماً واحداً
كيف يستطيع عقل أو قلب بشري أن يحتمل مذبحة مستمرة منذ ثلاثة آلاف سنة وكلما نحر عنق صاح الذابح
،،باسم الله بالذبح جئناكم،،
مرة باسم يهوه
وأخرى باسم الصليب
وثالثة الأثافي باسم الله أكبر
....لا أفهم إلى الآن وها أنا سأرحل ولم أدرك
سر غضب الله علينا في الأديان الشقيقة الثلاث وماهي الجريمة التي ارتكبناها لنقتل بلا توقف
ألا يستقيم الإيمان إلا بموتنا
،،أعلم أنك ستصفعني بلا رحمة وهذا حقك بل واجبك حتى لو عاجلتني بعصا بلوط مدببة على أم رأسي
. فقد احتملت ما لا يحتمل ولم أصرخ أو أتمرد، ورأيت مالاً يرى ولم استنكر أو أرفع دعوى أمامك أو أمام الله أو أرفع عصا أو سيفا لإيقاف هذا الهوس الفاجر مرة واحدة وإلى الأبد
لقد نكصت وذعرت واستسلمت
وها أنا أعترف أنني أستحق ألف إعدام
فقط كما في كل محاكم التاريخ
يحق للمحكوم بالإعدام طلب أخير ..
أطلق علي النار رصاصة واحدة أسفل ومنتصف القلب
ما يزال حبل من مسد المشنقة يلاحقني في أحلامي منذ اعتلى أول حاكم عندنا في التاريخ كرسيه الذي يشبه كرسي الحلاقين محاطا بالشفرات ومقصات حلاقة الأرواح والأمواس المسنونة والمزين بالمشانق كما تتزين قلابات الأعياد في الحدائق العامة والشعب يردد خلفهم...
ياولاد محارب يويوه
وما أزال ارتعد من سكين الذبح لأن المومنين بعد أن قضوا على الوثنية المسالمة التي بتنا نفتقدها ثلاث مرات في اليوم على الأقل ومعها جلجامش وانكيدو وعشتار وانانا واورنينا وجارتها دلعونا ثم جاؤوا بالرحمة للعالمين
لم تتوقف رحمتهم عن الذبح ساعة واحدة وقد فصلوا من الرؤوس عن الأجساد أكثر مما فصلوا من صغار الجمال
عن النوق لفطامها ومن فسائل النخل عن أمهاتها ..
لذاااااا ياسيدي أناشدك باسم العدالة الإنسانية
الإصغاء لي مرة واحدة
باسم الشعب العربي السوري
وباسم قاضي الإعدام
..طلقة في القلب
لهذا الشيطان الأخرس
المجرم الساكت عن الحق
منذ ستين عاما....و ن ي ف
...وتقبل احترامي وشكري
...... أيها السيد الجليل 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني