مفارقات موحشة بقلم الكاتب علي عويس

مفارقات موحشة بقلم الكاتب علي عويس

حتى لا ننسى .. بهجة الدوحة بالمونديال ..
وانكسار دمشق وبغداد وصنعاء بالاغتيال .. مفارقات موحشة ..!

لا نقلل مجهودا قامت به قطر في استضافة المونديال الأبهج وربما كان الأعظم يوم صرفت عليه وحوله مبلغ 220 مليار دولار في بهرجة غير مسبوقة بتاريخ المناسبة الكروية الأشهر في العالم بينما الجوع والخراب يدوى في أكثر من نطاق ببلاد المسلمين ..!

وفي نفس الوقت لا يمكن لنا أن نتغاضى أبدا عن ضخامة المجهود الأخطر الذى تولت كبرة الدوحة والغير مسبوق في تاريخ العالم والمنطقة وكما جاء موصوفا على لسان وزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم في حلقاته الممنتجه ببرنامج الصندوق الأسود معترفا مع شركائه برصد أكثر من ٢٠٠ مليار دولار لتمزيق بلاد الشام وحصار سوريا من الجنوب والشمال وفسخ حدودها أمام موجات الإرهاب التي جندت له هذه الأموال منظمات الإرهاب وسلفييها في الأرض مقاتلين وقنوات لدعم ما اسموه بالحراك في بلاد الشام  ..!!

لا يمكن أن نغفل عن جودة ما تبذله الدوحة من استخدام منصة الملاعب  حول الكرة المستديرة الأنيقة  في خدمة الدعوة إلى الإسلام وتصحيح صورته المشوهة في أذهان العالم عبر جهود متعوب عليها ومدفوع لها وصوت آذان بثته على أنغام المقامات المثيرة ..!!

بنفس القدر الذى لا يمكن بموجبه ألا ننسى أو نغفل عن دور نفس الدولة في تجنيد والإنفاق على المنظمات الإرهابية التي حرقت الطيار الأردني معاذ الكساسبة في القفص حيا تحت نداءات الله أكبر وتناقلتها شبكات العالم الإعلامية لتستدعي لنا صور تراثيه أكثر كارثيه تم تصديرها للعالم بكل إجرام وتبلد  ..

ولا نستطيع غض الطرف وسط بهجة الدولة اليوم عن الرايات السود التي رفعتها أسراب  سيارات اللاند كروزر اليابانية والتي تم شراءها وإدخالها إلى الاراضي السورية والعراقية لتكون مراكب احتلال وقتل للأمان وزحزحة للاستقلال وتمرير للفوضى حتى تمسك برقبه الشعوب العربية هناك تحت عناوين مناصرة ثورة أمريكية الهوى وصهيونيه الأدوات تنفق عليها وتديرها قطر ومن معها من العربان كما جاء تفصيلا على لسان وزير خارجيتها في برنامج الصندوق الأسود الذى وجدناه أشد سوادا من كل التوقعات...!!

صوت الآذان الذى تبثه في ملاعب المونديال اليوم بصوت رخيم ...هو نفس الصوت الذى اخرسته الدوحة في مسجد الامام البوطي يوم فجرته الجماعات التي دعمتها وفتاوى القرضاوي التي ساندتها ومعه مئات المساجد التي هدمها الإرهاب واسقط مآذنها ..!! 
والمسلمين الجدد الذين تدعوهم قطر اليوم إلى إسلام المونديال 
قتلت أضعاف أضعافهم من البسطاء والودعاء والضعفاء والنساء والأطفال والعجائز في خط ممتد من ادلب إلى الموصل ومن دمشق إلى بغداد ومن درعا إلى طرابلس الغرب في ليبيا  ..
 ومن صنعاء إلى سيناء ..

والمنابر التي يعتليها في الدوحة  اليوم أمثال ذاكر مايك وعمر عبد الكافي وطابور معه للدعوة إلى التسامح نفسها المنابر التي سمحت للقرضاوي أن يصعد إليها من قبل وهو يدعوا امريكا وإسرائيل للتدخل في البلاد العربية وصدرت من فوقها فتاوى قتل بها القذافي والإمام البوطي واستحل بها أمان سوريا واستقرار العراق وقوة مصر وتماسك اليمن تحت عناوين طائفيه ومذهبية قسمت الأمه الواحدة وأثارت العداوة والبغضاء بينها ببث الشائعات وحمايه الخرافات وتسويقها ..!!

 قطر التي افتتحت المونديال ونحن نرحب بذلك بأية في كتاب الله إنسانية الأبعاد حين رتلت  " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"   
هي نفسها بقنواتها الإعلامية وأموال الغاز والنفط من أنفقت على هرس منطقتنا بفكر جماعات الإرهاب  وتنظيمات الإسلام السلفي المسلحة والدعوية التي أثارت فتن طائفيه وعرقيه ومذهبيه في المنطقة متخذه من نفوذها على الجهلاء والبسطاء اداء لشق الصفوف وبث الحتوف خدمة لمشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي لتأسيس شرق أوسط جديد تهزمه الفرقة لتغلبه إسرائيل فيما بعد بادراه الصراع فيه  ..

لن ننسى أبدا إبداعات قطر 
التي تدعو العالم للإسلام بمنطق مغاير اليوم بينما يدها بالدولار والدرهم قد راحت تدعم بنفس السخاء نفوذ الإرهابيين بمنطقهم السلفي المجافي للتعايش والذى أنتهي يقتل المسلمين وغير المسلمين وتفجير شوارعهم ودور عبادتهم  أيضا ..

نحتفل مع قطر اليوم باستضافتها لكأس العالم ما بين الخمور والعمائم، وما بين الإبهار والإبحار، وما بين غلبة المال وقهر الحقيقة.

وندمع مع دمشق وبغداد وصنعاء وطرابلس  وسيناء وما دبروه فيها من الدمار والخراب بنفس الأيدي وبذات الأموال التي تنفق اليوم على المونديال ..!!

نبتهج لإسلام العشرات ...وندمع لاستشهاد مئات الآلاف من كل الناس على اختلاف مللهم وأديانهم وعقائدهم وتشريد من خلفهم..!!

نبتهج لإنارة الشوارع وإضاءة المباني والمسارح وواجهات البنيات الشاهقة الأنيقة بصور المونديال وفاعلياته واللاعبين وإبهارهم 

ونتكور حزنا خلف أبخرة الدخان التي راحت تشق سماواتنا بأحداث التفجير للمنشئات والهجمات  الإرهابية على المرتكزات الأمنية وتفخيخ الأبنية بمن فيها عبر تنظيمات وفكر انفقت عليه قطر بنفس السخاء الذى تصنعه اليوم في مونديال ٢٠٢٢ .

سيبقى للتاريخ كلمته ......

فالدماء التي سالت والمدن التي هدمت والشعوب التي شردت لا يمكن أن تمحوها ابدا من الذاكرة كل ما يمكن كتابته على بناية أو صوتا مبثوثا خلف راية أو زخارف أنيقة وبكل ألوان الطيف المثلي الذى تصنعه اليوم الدوحة في تناقضات تملأ الصورة  ..!

الثقاهرة - الكاتب الصحافي علي عويس 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر