مونديال قطر بتوقيعٍ سوريٍ.. إرثٌ حضاريٌ عريق

مونديال قطر بتوقيعٍ سوريٍ.. إرثٌ حضاريٌ عريق

حسن يوسف فخور | المشهد

من يقرأ تاريخ الحضارات بحياديةٍ؛ يُدرك الأثر السوري الواضح على الحضارات الإنسانية منذ قضية جبل الأربعين حتى مونديال قطر اليوم.

ليس غريباً أن نربط الحضارة بكرة القدم؛ أحد أفضل نتاجات الحضارات الإنسانية إلى جانب الموسيقى والفنون التشكيلية، بل هي موسيقى مستقلةٌ بذاتها، وفنٌ تشكيليٌ عظيم؛ لطالما جمع الألوان على اختلافها وخلق مزيجاً إنسانياً، لطالما أنهى حروباً كالحرب العالمية الأولى، ولطالما أشعلها كحرب كرة القدم بين السلفادور وهندوراس، والتي دامت أربعة أيام.


ليس غريباً أيضاً أن نربط سورية بشتى الحضارات ونتاجاتها، وبعيداً عن المبالغة والانتماء؛ قدمت هذه الأرض الكثير للمجتمعات البشرية منذ أن وطئت قدم آدم هذا الكوكب.

بدأت بأول أبجديةٍ في العالم، مروراً بأول نوتةٍ موسيقيةٍ، وأول عجلةٍ سيارةٍ، وأول سفينةٍ شراعيةٍ، والاكتشاف الأول للزراعة، وأول محراثٍ زراعيٍ، كما قدمت كبير مهندسي روما المعماريين، ومؤسس التشريعات الأوربية؛ عدا عن العديد من الفلاسفة والشعراء والأدباء، والكثير من المسارح والملاعب والمراكز التعليمية والثقافية والدينية القديمة.

لم يتخلَّ السوريون عن هذه النزعة الحضارية على مر العقود، فاستمروا بترك بصماتهم في شتى المجالات الحضارية، وإن لم تتسع المجلدات للحديث عن ما يقدمه السوريون منذ البدء حتى اليوم سنكتفي بمواكبة "كأس العالم" الحدث الحضاري الذي يشغل شعوب الآرض الآن، والذي يجمعهم كل أربعة أعوامٍ على المدرجات وأمام الشاشات وفي الملاعب، فتتصافح المنتخبات ويتجاور المشجعون بعيداً عن كل الخلافات السياسيةٍ.

لم يكتفِ السوريون هذا العام بتشجيع المنتخبات التي تستهوي كلٍ منا وفق أيديولوجيته الرياضية والعرقية والفكرية، وإن لم يحالفنا الحظ هذا العام بالمنافسة بعيداً عن الأسباب والتفاصيل؛ أبى منتخب سورية الثقافي ألا يترك أثره العظيم في مونديال قطر.

لم تدخل سورية المونديال إلا أنّها تركت أربع بصمات  يتداولها العالم ويتحدث بها؛ بدأت بتصميم الفنان السوري "أحمد رجب" للكؤوس التذكارية للمونديال،  مروراً بالخطاط السوري "عبيدة النبكي" الذي خط مصحف  قطر وعملتها التذكارية الخاصة بالمونديال، والتي حملت قيمةً اسميةً مقدارها 22 ريال،  أما عن سيمفونية "وردة الصحراء" التي حملت ثقافة قطر وأطلقتها كإرثٍ ثقافيٍ لكأس العالم فقد أبدعها الموسيقار السوري العالمي "مالك جندلي"  صاحب سيمفونية "أصداء من أوغاريت" التدوين الموسيقي الأقدم في التاريخ البشري التي ترجمها للعالم، ختمتها الطفلة الرياضية والمودِل "شام فواخرجي" بظهورها بالإعلان الرسمي لكأس العالم إلى جانب اللاعب البرازيلي "نيمار" والفنان الكوميدي "خابي لام".

لم يدخل المنتخب السوري مونديال قطر، لكنه سينتهي بفوز منتخبٍ واحد يحملُ انتصاره أربعة تواقيعٍ لأبناء حضارة سورية؛ سيدة الحضارات في العالم.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني