فرنسا والارجنتين وحلم النجمة الثالثة.. اليوم يسدل الستار على مونديال قطر 2022

فرنسا والارجنتين وحلم النجمة الثالثة.. اليوم يسدل الستار على مونديال قطر 2022

بينما أنهى المنتخب المغربي حكايته المونديالية باحتلاله المركز الرابع رافعاً السقف أمام منتخباات افريقيا والعرب في السنوات المقبلة، حصدت كرواتيا برونزية مونديال قطر وهي الثانية في تاريخها، بعد أن نالت فضية النسخة الماضية في روسيا.
اليوم نجمة ثالثة تبحث عمن يرسمها في نهائي الأحلام بين الأرجنتين وفرنسا، فهل تتوج مسيرة البرغوث الكروية أم يضعها مبابي على صدره للمرة الثانية على التوالي؟

المغرب ومونديال العمر

انتهت بالأمس حكاية المنتخب المغربي باحتلاله المركز الرابع بعد الخسارة من كرواتيا (2-1)، الحكاية التي عاشت معها الجماهير المغربية والعربية لـ 28 يوم، إنجاز كبير أبهر العالم كله، وأصبحت أسماء لاعبي المغرب على كل لسان، حتى الاسم اللي استصعب (لويس انريكي) لفظه بالمؤتمر الصحفي (أوناحي) صار اليوم معروف وصار مطلب للأندية الأوروبية الكبرى، لدرجة جعلت رئيس ناديه الفرنسي المتواضع (أنجيه) يقول: "أوناحي ليس للبيع".

طبعاً المشاركة المغربية والوصول إلى نصف نهائي كأس العالم واحتلال المركز الرابع إنجاز كبير، وبنفس الوقت درس مهم لكثـير من الفرق المصنفة بعداد الفرق الضعيفة، 28 يوماً كانت مرهقة كثيراً بالنسبة للاعبي المغرب الذين لم يعتادوا (رغم أنهم محترفون) لعب 7 مباريات بـ28 يوماً بمعدل مباراة كل أربعة أيام، لذلك رأينا انخفاض المستوى بالأمس أمام كرواتيا.

وسائل الإعلام العالمية ركزت على المغرب أكتر مما ركزت على كرواتيا بعد مباراة الأمس، صحيفة (إيكيب) الفرنسية أكدت أن المنتخب المغربي صنع التاريخ، لكن كرواتيا منعته من الحصول على أول ميدالية لافريقيا والعرب في كأس العالم، وقالت قناة (فرانس 24) إن المنتخب المغربي كتب أجمل القصص العربية اللي تعرف بـ(ألف ليلة وليلة) في كأس العالم باحتلال المركز الرابع، أما إذاعة مونتي كارلو فقد ركزت على مشاركة (بلال الخنّوس) صاحب الـ18 سنة في المباراة وتوقفت عند قصة حلمه بتمثيل المغرب بعد ما كان محط اهتمام المنتخب البلجيكي الأول الذي لعب لصالحه في الفئات العمرية.

صحيفة (آس) الإسبانية أكدت أن منتخب المغرب أفضل منتخب افريقي في تاريخ كأس العالم ووصفت خسارته للمركز الثالث بأنه مثل: (العسل الذي بقي على الشفاه ولم يتذوقوه)، وكتبت صحيفة موندو ديبورتيفو: المغرب كسب حب واحترام الجميع.. وأخيراً أشادت صحيفة (صن) البريطانية بروح المنتخب المغربي بمباراة كرواتيا وقالت: (رغم الإصابات اللي ضربت الفريق.. المغرب نجح بالظهور بشكل مميز للغاية.. 

المنتخب المغربي سيكون تصنيفه ابتداءً من 22 كانون الأول المقبل، هو المركز الحادي عشر على العالم وسيتربع على عرش صدارة المنتخبات الافريقية الذي سيطرت عليه السنغال بآخر أربع سنوات، لكن يبقى المركز العاشر الذي احتلته المغرب عام 1998 هو الأفضل بتاريخها على تصنيف الفيفا..

المنتخب المغربي لعب بروح قتالية عالية وبشكل واقعي جداً، لكنه  انكشف ابتداء من الدور نصف النهائي، أو بمعنى آخر لم يعد يلعب على عنصر المفاجأة ووقع في فخ (الضغط الإعلامي والجماهيري من أجل الاستحواذ).. ليس من قبيل الصدفة أن تفوز المغرب أو لا تتلقى أي هدف في البطولة لغاية الدور نصف النهائي (باستثناء الهدف العكسي أمام كندا) عندما كانت الأقل استحواذاً على الكرة وعندما كانت تلعب على المرتدات، وهدا الشي تدعمه الإحصائيات التي تشير إلى أن المغرب تلقت أربعة أهداف وخسارتين أمام فرنسا وكرواتيا (والمباراتين الوحيدتين التي كان فيهم الطرف الأكثر استحواذاً على الكرة بواقع 61 بالمئة ضد فرنسا و49 بالمية أمام كرواتيا).

فرنسا والارجنتين وحلم النجمة الثالثة

اليومم نتعرف على صاحب اللقب الثالث، منتخب الديوك سيسعى للمحافظة على لقبه وهو شيء استعصى على كل المنتخبات التي أحرزت اللقب منذ عام 1966 وحتى الآن، نتحدث عن إنكلترا، عن البرازيل 1970 وعن ألمانيا الغربية والأرجنتين وإيطاليا وحتى إسبانيا وفرنسا نفسها، أجيال ذهبية حفرت اسمها في التاريخ لم تتمكن من العودة بعد أربع سنوات لتكرار الإنجاز، بل أكثر من ذلك، منذ عام 2002 وباستثناء منتخب البرازيل، كل المنتخبات الأوروبية التي أحرزت كأس العالم ودعت النسخة التالية من المونديال من الدور الأول، لذلك فإن وصول منتخب فرنسا إلى المباراة النهائية وإن كان أمراً متوقعاً من قبل الكثيرين قبل بداية المونديال، إلا أنه سيكلل بالنجاح والإنجاز الكبير إن تمكن منتخب الديوك من الفوز باللقب.. 

بالنسبة للأرجنتين 36 عاماً وهي تنتظر، اقتربت أولاً عام 1990 مع مارادونا في ليلة بكى فيها مارادونا على ظلم الفيفا والحكم المكسيكي كوديسال، ثم عادت واقتربت مع ميسي عام 2014 في ليلة بكى فيها ميسي أيضاً وتوجت فيها ألمانيا أيضاً باللقب، والليلة الحياة تمنح فرصة أخرى لميسي ورفاقه بعد ثماني سنوات، من أجل كتابة المجد ومن أجل صناعة التاريخ بلقب ثالث لمنتخب التانغو في كأس العالم بعد 1978 و1986،. اليوم في بوينس آيرس وكل المدن الأرجنتينية لا أحد يرى سوى صورة واحدة، صورة ميسي وهو يتسلم كأس العالم من جياني انفانتينو ويحتضنها كما احتضنها مارادونا ورفع حينها فوق الأكتاف.

سكالوني وإيقاف امبابي

المدرب ليونيل سكالوني مطالب بإيجاد طريقة لإيقاف النجم الفرنسي كيليان مبابي (أو قطار فرنسا السريع)، طبعاً فرنسا أكثر من مجرد مبابي ولكن هداف الفريق ونجمه الأول هو مبابي الذي ركزت عليه صحيفة (أوليه) الأرجنتينية وقالت: إن سكالوني في حيرة من أمره، وجرب 3 خطط تكتيكية وأساليب لعب بالمران يوم الجمعة، التسريبات تقول إن الأرجنتين لن تحاول الاستحواذ على الكرة وستلعب بخطة (5-3-2) بوجود مولينا، روميرو، أوتاميندي، ليساندرو مارتينيز والعائد من الإيقاف أكونيا، أما في حال كان أنخيل دي ماريا جاهزاً فمكن التحول لخطة (4-3-3) من اجل إرهاق الخاصرة اليسرى لمنتخب فرنسا وخاصة أن مبابي ليس من الذين يعودون للدفاع.

لا أحد يمكنه إيقاف ميسي

بالنسبة لفرنسا لديهم هم وحيد وهو إيقاف ليونيل ميسي، وهي المهمة التي سئل عنها كل مدربي المنتخبات الذين واجهتهم الأرجنتين وكانت إجابتهم متطابقة: لا يمكن إيقاف ميسي.. 

ليونيل ميسي حكاية الطفل اللي انضم لبرشلونة بسن الـ13 بعد ما تكفل النادي الكاتالوني بدفع تكاليف علاجه اليوم ستكون الذروة والخاتمة السعيدة لمسيرة فاز فيها ميسي بكل شيء: 7 كرات ذهبية كأفضل لاعب في العالم، 4 ألقاب دوري أبطال أوروبا، وحوالي 30 لقب مع برشلونة وفرنسا وأخيراً لقب كوبا أميركا الصيف الماضي 2021 وكان هاد لقبه الأول مع منتخب التانغو بعيداً عن الذهبية الأولمبية عام 2008، وأول لقب تحرزه الأرجنتين من عهد مارادونا وتحديداً من لقب كوبا أميركا عام 1993.. 

ميسي سجل مئات الأهداف وسحر العالم بمراوغاته وتمريراته وسرعته.. 96 هدف بقميص منتخب الأرجنتين.. و171 مباراة دولية كرقم قياسي.. لكن خزانته فيها مكان فارغ .. مكان لكأس العالم..

ميسي في مباراة اليوم سيحطم عدة أرقام قياسية عالمية وسيصبح أكثر لاعب شارك بمباريات في كؤوس العالم بـ26 مباراة وينفرد بالمركز الأول الذي تقاسمه مع الألماني لوثار ماتيوس بعد مباراة كرواتيا.
الفرصة متاحة أمام ميسي ليسجل أو يمرر كرة حاسمة ليكون ساهم بعشرين هدف للأرجنتين بكؤوس العالم (ما بين هدف أو صناعة هدف) وهذا رقم قياسي جديد، طبعاً إذا سجل ميسي فستكون الفرصة متاحة  ليكون أول هداف كأس عالم من الأرجنتين منذ ماريو كيمبس عام 1978.. ويكون أول لاعب أرجنتيني يسجل في دور المجموعات وفي كل الأدوار الإقصائية لبطولة كأس العالم.

تاريخ مواجهات الفريقين:

المواجهة ستحمل الرقم 13 بتاريخ مواجهات المنتخبين: تاريخياً فازت الأرجنتين 6 مرات مقابل 3 تعادلات و3 خسارات.. في كأس العالم هذا هو اللقاء الرابع: أول مرة فازت الأرجنتين بهدف عام 1930 وكررت الفوز بعام 1978 لما استضافت المونديال بدور المجموعات 2-1 لكن المواجهة الأخيرة بين المنتخبين انتهت بفوز فرنسا 4-3 بدور الـ16 من كأس العالم الماضية بمدينة كازان الروسية.. 

فرنسا وحكاية الأب والابن:

بعيداً عن ميسي ومبابي، ينتظر اللاعب الفرنسي ماركوس تورام ابن المدافع الفرنسي ليليان تورام المتوج بكأس العالم 1998 مع ديدييه ديشامب، ينتظر تتويج فرنسا اليوم (حتى لو لم يلعب في المباراة) لتكون هي المرة الأولى بالتاريخ التي يقدر فيها أب وابنه على الفوز بكأس العالم.
تورام الأب شارك بست من 7 مباريات بكأس العالم 1998 وسجل هدفين مهمين ضد كرواتيا بالدور نصف النهائي.. أما ماركوس الابن والذي ما كان قد ولد لما فاز أبوه بلقب كأس العالم فالمدرب ديشامب (صديق تورام الأب) اعتمد عليه كبديل ولعب أربع مباريات من دون أن يسجل أي هدف.

طبعاً الانباء تشير إلى أن منتخب فرنسا استعاد قوته الضاربة وعاد كل اللاعبين المصابين بعد ما اضطر ديشامب لإراحتهم اليومين الماضيين بسبب إصابات عضلية وكدمات إضافة إلى نزلات البرد وفيروس الإبل، وتواجد بالمران الجماعي كل من كومان، كوناتي، فاران، ثيو هرنانديز، تشواميني، ورابيو.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر