أن تعيش في دمشق!
أن تعيش في دمشق فأنت رهينة لكل الأعراض الجانبية للحرب. بعيدا عن رومانسية الشام وجمالها الآسر الخفي الذي لا يمكنك التخفيف منه ولا النجاة من سحره،. فالمدينة متاهة ترميك بالمفاجآت.
أن تعيش في دمشق فأنت رهينة لكل الأعراض الجانبية للحرب. بعيدا عن رومانسية الشام وجمالها الآسر الخفي الذي لا يمكنك التخفيف منه ولا النجاة من سحره،. فالمدينة متاهة ترميك بالمفاجآت.
في هذا الشتاء البارد وفي الشتاء الذي قبله والذي قبله، ترى ما الذي يجعل كل شيء على حاله، ما الذي يجعل الأزمات الخانقة تتكرر بحذافيرها، ماذا يفعل الوزراء المعنيون لتخفيف معاناة المواطنين الذين لا يعرفون من أين تأتيهم المصيبة
لا تسامحيهم يا سورية ليس فقط في أعياد الميلاد ولا في أي أعياد مجيدة، لا تسامحيهم كما فعل يسوع على الأرض ذاتها قبل آلاف السنين،
الصباح في شوارع دمشق تنعشه نسمة باردة بعد منخفض جوي عابر، الشوارع تضج بحركة السيارات القديمة المتعبة، ويمشي فيها سكان دمشق ومقيمون فيها وزوارها ونازحون هجرتهم الحرب.
أينما اتجهت تجد من يضع العصي في الدواليب وتجد من يعرقل عودة الحياة الطبيعية إلى البلد، من الفساد في الوزارات والهيئات الحكومية إلى الفساد في المؤسسات الخاصة والحياة اليومية للمواطنين، الذين أصبحوا يشاركون الفساد باعتباره وليمة لاتخص أحداً محدداً، لا تخص الوطن ولا تخصهم لأنهم لا يملكون شيئاً فمن لا يملك لا معنى للوطن بالنسبة له.