المطعم العائم في اللاذقية "أحلام الفقراء لا تصل إليه"(صور)

اللاذقية - لمى عبد الكريم

10 آلاف ليرة سورية هو المبلغ الذي يتوجب عليك دفعه للقيام برحلة مصحوبة بوجبة طعام مدتها ثلاث ساعات في بحر اللاذقية.

المطعم العائم أو سفينة أوشن ستار، تعتبر إحدى الوجهات السياحية الهامة في اللاذقية، حيث تتيح لروادها تجربة نوع جديد من الخدمات السياحية، حيث يتجول السائح في البحر وهو يتناول طعامه مستمتعا بالأجواء الجميلة.

المطعم العائم يجري رحلتان يوميا واحدة عند الظهيرة والثانية في المساء، وهو يعتبر وجهة محببة لدى العديد من أصحاب الدخل غير المحدود، بخلاف غالبية أهالي المدينة الذين لا يفكرون حتى بالحلم التفكير بالدخول إلى السفينة.

تقول مي لـ المشهد، إنه بمبلغ 5000 ليرة تستطيع اصطحاب أطفالها إلى أحد محال الوجبات الجاهز وتناول وجبة غداء كاملة، مشيرة إلى أن السفينة العائمة حكر على طبقة معينة من الناس.

أحمد الموظف والشاب الذي لم يقبل على الزواج بعد لا يمانع خوض هذه التجربة، "وبلا عشرة آلاف ليرة، مو كل يوم الواحد حيروح عليها، بتكفي مرة بالعمر".

أما لبنى القادمة من الإمارات لتمضية العطلة مع عائلتها، فقد استغربت سعر الصعود إلى السفينة، وأكدت أن هذا النوع من المطاعم منتشر في الإمارات بسعر لا يتجاوز 8000 ليرة سورية وهو مبلغ ضئيل جدا قياسا بدخل الفرد في الإمارات.

باختصار فإن التفاوت الطبقي شئ اعتاده غالبية الشعب السوري، ووجود المطعم العائم بهذه التسعيرة التي إذا ما حسبناها بسعر ما قبل الأزمة فإنها تعني 1000 ليرة فقط، لكن المشكلة أن راتب ما قبل الأزمة كان يكفي لأكثر من عشر رحل مشابهة في حين راتب الآن لا يكفي أكثر من ثلاث رحل.

تأتي فكرة إنشاء المطعم العائم في اللاذقية محاولة لتحسين القطاع السياحي ونقطة جذب للسياح تظهر جمالية شاطئ المدينة والمناظر الطبيعية الساحرة جبلا وبحرا.

المطعم العائم الذي وضع في الخدمة في عام 2017 وهو عبارة عن سفينة مؤلفة من ثلاثة طوابق وتتسع لنحو 250 شخصاً كما أنها مجهزة بمختلف عوامل الأمان ومستلزمات الإسعافات الأولية وتقوم على فكرة استقطاب الزوار والإبحار بهم ضمن المياه الإقليمية لمدة ثلاث ساعات مع تقديم وجبات وما يطلبه الزوار وتعمل الزائرة ابتسام اسماعيل برفقة ابنتها وحفيدتها على التقاط الصور التذكارية واعتبرت في تصريح لمراسلة سانا أن الرحلة كفيلة للتنعم بجو من الراحة والاسترخاء والاستمتاع بوجبة شهية بعيداً عن الأعباء المهنية والمشاكل الحياتية.

بدوره أشار ميشيل نعمة الذي جاء مع زوجته من محافظة حمص إلى سعادته بتجربة الركوب في المطعم العائم والتي شجعه عليها أصدقاؤه وزملاؤه بينما اعتبر مياس سعيد الذي جاء مع زوجته علا أحمد وعدد من أصدقائه أن رؤية المناظر الجميلة للمدينة وهي تتلون بلون الشفق أثناء الغروب تبعث الفرح والسعادة.

سهير حمودة ترافق مجموعة سياحية قادمة من دمشق مكونة من 20 فرداً بينت أن الطلب على الرحلات البحرية على متن السفينة يزداد في العطل والإجازات والمناسبات وتلقى اقبالا من قبل السياح كونها فكرة جديدة وممتعة.

ويقول محمد عبد الرحمن مدير المطعم العائم “أوشن ستار” إن السفينة توفر رحلة أو رحلتين يومياً في فترتي الظهيرة والمساء مع برنامج فني وتقديم وجبات حسب الطلب.