المطعم البيئي في اللاذقية تنور وطبق قش و حفنة من الذكريات

المطعم البيئي في اللاذقية تنور وطبق قش و حفنة من الذكريات

اللاذقية - ميساء رزق
لا يمكن أن تمر من أمامه إلا و تطرق الرائحة العابقة في الأجواء باب الذكريات ، ذكريات تمتزج بالشوق والحنين لبيت الجد و الجدة في الريف البعيد أو القريب ، لشجرة توت تفترش الأرض تحتها بحصيرٍ وطبق قش وبعض طعام  مجبول من قمح و زيت و ماء  ودعاء : أن بسم الله والحمد لله على ما قسم الله ، إنه المطعم البيئي الذي يتوسط حديقة مديرية الزراعة في اللاذقية و هو المطعم الأول والوحيد حالياً في القطر الذي يتفرد بهذه المواصفات من حيث تصميم المكان  و ما يقدمه من وجبات والغاية من إقامته ، وحول هذه التفاصيل التقينا المهندس سومر مريم مدير محمية الفرنلق والمسؤول عن المطعم الذي أشار إلى أنَّ: الغاية من إقامته التعريف بثقافة الريف السوري الساحلي بشكل خاص و عاداته وتقاليده و مأكولاته الشعبية ، كذلك إدراجه كمكان للترويج للسياحة البيئية ضمن محمية الفرنلق كونه يستهدف النساء الريفيات ضمن وجوار الغابة الملحقة بالمحمية وخلق فرص عمل للمجتمع المحلي حيث أمّن فرص عمل لحوالي ٢٠ أسرة منهم وتعمل به ١٢ سيدة من ذوات الخبرة في الطهي و تحضير الوجبات الشعبية اللواتي يعددن الطعام المخزّن لتفاصيل صغيرة من رشة حبق ونثرة سمسم و بعض حبة بركة  وتصبيعة خمسٍ طاهرات عجنّ الخبز بحنان  كزوادة ابن يغدو يمّ البيدر ، فكل سيدة حدثتها وهنا أذكر منهن:  عبير خليل للطبخ وإلهام صبيرة على التنور و امتثال صبيح على الصاج جاوبتني بابتسامة حب ونقاء كوجوههن التي تشبه وجه أمي وأمك و جدتي و جدتك أنها تعد الطعام كما تعده في منزلها وكما تعلمته وورثت طريقة إعداده تباعاً من الجدات مع مراعاة العمل اليدوي لكل تفاصيل الإعداد والتحضير فجميع ما يقدم من إنتاج وحدات التصنيع التابعة لمحمية الفرنلق.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وأكدن أنهن يتقاضين رواتب شهرية مناسبة إضافة إلى الحوافز ما أمن لهن الاستقرار المادي والدخل الإضافي الذي يدعم معيشة أسرهن .
وبدردشة سريعة قطعنا خلالها فطور بعض رواد المطعم نذكر منهم كل من : سماهر ريا ، د. غيداء بركات حيث أكدتا على جمالية المكان و جودة و إتقان الطعام المقدم الذي ينقل أجواء الريف إلى داخل جدران المطعم بتفاصيله الدقيقة لدرجة انهما ترتاداه بشكل دوري مع صديقاتهما و لسان حالهما يقول: تأتينا الضيعة هنا بدل أن نذهب إليها ، كما تطفلنا على جلسة محي الدين الشامي من محافظة حلب مع بعض أصدقائه الذي لفت إلى أنه اعتاد اصطحاب كل من يزوره من خارج المحافظة إلى هذا المكان لأنه يختزل الريف الساحلي وتراثه وكرمه وموائده الشعبية للتعريف بها وقد لاقى الإعجاب من الجميع. كما يزور المطعم الذي أصبح معلماً سياحياً مجموعات كثيرة من الأصدقاء الروس والإيرانيين والأشقاء اللبنانيين.
من جهتها ذكرت سمر طراف إحدى المشرفات على صالة المطعم أن الزوار دائماً يثنون على جودة الطعام والوجبات الشعبية المقدمة من وجبة الفطور التي تضم كل ما يصنع بأيادٍ خبيرة من خيرات المحمية وتضم جميع مشتقات الحليب من لبنة وجبنة وقريشة وشنكليش ومربيات وعسل وبيض بلدي وزعتر وفطائر بأنواعها وخبز التنور وقد أضيفت مؤخراً وجبة الغداء التي تضم حسب الطلب البرغل بحمص وبندورة والمجدرة والفريكة والكبة بلحمة وسلق والفروج بالجرة إضافة إلى المقبلات الساحلية والعصائر الطبيعية التي تقدم بأطباق وأكواب فخارية مع الترويج لدفع الناس للجوء للمنتج الطبيعي الصحي البلدي التقليدي.
وحول إمكانية تعميم الفكرة والتوسع بها ذكر م. "مريم" أنه توجد خطة لتأهيل الحديقة الخارجية للمطعم لإقامة جناح صيفي و بعض النشاطات التوعوية للأطفال حول أهمية الحفاظ على البيئة و التنوع الحيوي بالإضافة إلى  رؤية للتوسع ضمن حدود المحمية التي تبلغ مساحتها ٥٣٦٠ هكتاراً لتصبح ٨٠٠٠ هكتار وبذلك تصل إلى بحيرة بللوران حيث الاختلاف في البيئة و التنوع الحيوي و بالتالي إمكانية إقامة مطعم بيئي آخر ضمن المحمية ، كما يوجد توجه من قبل الحكومة لتعميم فكرة المطعم البيئي في جميع المحافظات السورية ، منوهاً إلى أنه تم افتتاح المطعم  البيئي في ١٦ / ١١ / ٢٠١٧ بتوجيه من رئيس الحكومة للترويج للمنتجات الطبيعية و تشجيع السياحة البيئية و التعريف بالتراث الساحلي السوري وكدعم لمحمية الفرنلق و مجتمعه المحلي وهو تابع لمديرية زراعة اللاذقية.
هذا و يضم المطعم البيئي الذي صممه المهندس طوني دانيال على شكل منزل ريفي ترابي ١١ طاولة خشبية  وكراسٍ من القش وأغطية صوفية ملونة مشغولة يدوياً مع إكسسوارات وديكورات شعبية تراثية تحاكي بساطة وروعة البيئة الريفية الساحلية القديمة بأطباق القش والفخار والخشب ورائحة الماضي الجميل بلمات العائلة من الجد إلى الحفيد  وضحكات تصدح بذكريات كان ياما كان.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني