كل عام وأنتم بخير ، ولكن هل نحن وأنتم بخير !!

كل عام وأنتم بخير ، ولكن هل نحن وأنتم بخير !!

المشهد- طرطوس – ربا أحمد
بداية جديدة ولكن كل ما نحمله هموم قديمة .. مازلنا ننهض من حرب ضروس وقدراتنا وأحلامنا مازالت ملطخة بدماء الأحبة أو بوجع الجروح والفراق..
حال المواطن بطرطوس اليوم وهو يستقبل العام الجديد منهك القوى ومثقل بهموم ومطالب يعجز ميزان الحياة على توازنها ، الفرح والسعادة بات زينة أو كماليات تضيع بين ضغوط الحياة الاقتصادية والاجتماعية .
وبين كل ذلك تجد الأمل يستيقظ صباحاً للبدء بعام جديد ، ولكنه يعود ليخبو دائماً في واقع لم يساند المواطن لا بتشريعات أو بواقع جديد بل بواقع اقتصادي وثقافي وتعليمي وتمويني يرزخ تحت ضغوط وفشل إداراته ومرؤوسيه..
حال الناس بالشارع الطرطوسي هموم لا نريد أن نزيدها ولكن لن نقلل من حجمها أو قيمتها المعنوية والمادية ، فإن لم نتطرق لهموم انتظار مفقود أو غياب جندي أو جلوس جريح ، ربما يجب أن ننقل هموم ووجع يومي .
في لقاء المشهد مع المواطنين في شوارع طرطوس ، كانت الآه والعتب كبيرين ، من انتظار طويل لكلمة شكر من الحكومة والجهات المعنية عن طريق دعم وتحسين لواقعهم المعيشي .
فالسنة تنتهي وتبدأ - وفق قولهم – بهموم الغاز وغلاء المازوت وسوقه السوداء ، وسوء نوعية الخبز وقلة الدخول قياساً بمعادلة المصروف من طعام وشراب ونقل ولباس وتمريض وفواتير وواجبات.
المتطلبات كثيرة والكل يحاول أن يعمل ليلحق ببعض منها ولكنه لا يشهق ولا يلحق ، لينتهي يومه بانتظار غد أفضل.
أبو علي أب لعائلة تتكون من /4/ أولاد ، أكد لنا أن بهجة رأس السنة ذهبت مع هموم تحضيراتها فكل شيء غالي الثمن من المشروب إلى اللحوم والفواكه .
بدورها السيدة يسرى موسى أكدت أن الطاولة هذا العام لن تكون كما السابق ، بل سيقتصر الأمر على بعض الحاجيات الضرورية وبالمشاركة مع الأقارب ، علها تعاد على الجميع بالخير والبحبوحة.
أبو جابر صاحب محل موالح أشار إلى أن الحركة لا بأس بها ، ولكن غالباً طلبات الناس تكون بكميات قليلة وأسعار مقبولة ، فمن يشتري النوعيات المميزة قليلون جداً ويقتصرون على البعض .
أما صاحب أحد أكبر السوبرماركات بطرطوس أكد أن المشروب هو المرغوب أولاً اليوم ، ولكن برغم ذلك كنا في السابق نبيع أضعاف هذه الكمية ، ولم تكن المشاريب بهذه الأرقام الفلكية ، مطالباً بزيادة الدخل لتنفرج على الناس قليلاً .
زيادة الدخل تنعكس علينا جميعاً ، هذا ما أشار إليه صاحب محل حلويات بطرطوس ، لأن الحركة تزيد والدخل سيعم على الجميع على اعتبار أن محافظة طرطوس تضم الطبقة المتعلمة المتوسطة التي تعتمد على العمل الوظيفي ، وإن كان الكثير منهم اليوم يتجهون نحو أعمال ثانية في الفترة المسائية ليسدوا رمق حاجاتهم.
أمل علي موظفة أكدت أن الأهل سيجتمعون اليوم معاً في منزلها ، ولكن دون بحبوحة كبيرة بالطعام ، بحيث يكون الطعام والمشروب كافياً ودون تنويع كبير.
في العائلة دائماً يوجد ذلك التاجر أو المساند للجميع بهذه الجملة المازحة أجاب حسين حسن الشاب الجامعي ، مبيناً أن عمه الميسور هو المسؤول الأكبر دائماً عن حفاوة طاولة رأس السنة ، لأن رواتب أهله لن تكفي بعض حاجيات الطاولة.
بينما أبوعزيز بادلنا بسمة صغيرة عندما سألناه عن تحضيرات رأس السنة ، لأن ابنه في القتال وصهره في درعا على أحد الحواجز ، فلن يكون أحبابه بجانبه ، متنمياً الخير والسلام على الوطن .
برودة في حركة الأسواق ، واكتظاظ على صرافات طرطوس لقبض رواتب أول الشهر فقد امتعض الكثير من الموظفين من تاريخ صدورها في آخر يوم ، مستغربين عدم اتجاه المؤسسات لصرفها قبل يومين ، فليس من المعقول أن يقبض كل موظفي طرطوس رواتبهم بنفس اليوم ، بينما معظم الصرافات معطلة وخاصة صرافات المصرف العقاري ،وكأن الجهات الرسمية تفاجأت بحلول يوم رأس السنة ولا تعلم به ، فبعض الصرافات خالية من الأموال وأخرى معطلة بينما آلاف الموظفين ينتظرون فرج الله.