كل "أكيتو بريخو" وأنتم بخير

كل "أكيتو بريخو" وأنتم بخير

طرطوس - ميرنا المحمد

لم يقتصر عيد رأس السنة السورية كباقي الأعياد على يوم واحد للاحتفال، قبل أن تدمج مرات الاحتفال العديدة بيوم واحد وهو عيد "الآكيتو"، بعد أن اعتاد السوريون القديمون على الاحتفال بعيد رأس السنة السورية مرتين في العام، المرة الأولى في عيد "القوزلي" تزامناً مع موسم بذر الشعير بعد أول مطرةٍ من تشرين حتى آذار والمرة الثانية تبدأ من نيسان حتى أيلول والذي سمّي بعيد "عودة الحياة إلى الطبيعة"

 كما لعب التاريخ لعبته في إلغاء هذا اليوم من عدّاده الزمني حيث ألغى أقدم تاريخ مسّجل في المنطقة من الروزنامة السورية بمساعدة الاحتلالات والغزوات المتعاقبة في المنطقة والتي نسبت تراث البلاد إلى حضارتها وشعوبها

فعندما نذكر النوع اللامادي من التراث، لابد من ذكر رأس السنة السورية إلى جانب الأغاني والاساطير والأزياء السورية التقليدية القديمة، باعتبارها المعلومة التي يغفل عنها شعوب سورية القديمة

 

ولربما نتذكر تاريخ الأول من نيسان بعد بدعه كذبة هذا اليوم ولكن آخر ما يتبادر لنا بأذهاننا هو حقيقة تزامن هذا اليوم مع بداية التقويم السوري والذي وصلنا الى عام 6769 منه

اختلفت معاني كلمة "آكيتو" من مكان لآخر فكان الكلدانيون والسومريون أول من احتفل بهذا العيد، والذي كان يعني الحياة وبالسريانية والآرامية كانت تلفظ "حج" وتعني الاحتفال والفرح وبالبابلية "ريش شاتيم" بما معناه رأس السنة  

وبالتأكيد لا عيداً يترجم صورة إعادة خلق الحياة والخصب بدون أضاحي فتميز "عيد رأس السنة السورية" بتقديم القرابين والأضاحي والنذور وتسيير مواكب احتفالية, بالإضافة الى تقديم الألعاب الرياضية على امتداد  أيام الاحتفالات ,والتي تجاوزت الإحدى عشر يوماً يتوسطها أفراح أهالي المنطقة وأعراسهم ,من خلال الزواج المقدس حينها

كما كان للحزن حصة من الطقوس أيضاً, حيث خصصوا أول ثلاثة أيام لطقوس الحزن والمآسي، تلاها أيام التكفير وطلب الغفران ختاماً بالتغييرات السياسية والقانونية والانتخابات، بعد أن يقدم الملك تقريراً عن أعماله خلال العام الذي مضى
حيث ظهرت المرأة بكامل أهميتها في عيد "الآكيتو" على شكل آلهة الخصب والجنس والحب عشتار، معلنين عن بدء طقوس الزواج المقدس وإظهار أهمية الخصوبة والوفرة في اليوم الثامن

وكان لـ "المشهد" لقاء مع رئيس مكتب الثقافة والنشر والإعلام في اتحاد الحرفيين بطرطوس الأستاذ منذر رمضان حيث قال:
عندما نعلم بأن سورية هي الأقدم بوضع تقويم سنوي والذي أصبح اليوم وفق التقويم السوري 6769 عام, فهذا خير دليل أنَّ السوريون كانوا وما زالوا مهد الحضارة والتاريخ ,لأن هذا التقويم يعتبر الأقدم في تاريخ البشرية ,إضافة إلى ضرورة إعلانه للعالم وعدم السماح بطيه خاصة بأن هناك من يحاول محو ذاكرة الأجيال المتعلقة بالحضارة السورية ,لذلك علينا أن نحتفل به في كل عام ,من خلال إقامة المعارض التراثية والندوات والمحاضرات وكافة الوسائل المتاحة ,ولكن الأهم من كل هذا أن يدخل مناهجنا التربوية والتعليمية وبذلك نكون قد حافظنا على هذا الموروث, وأثبتنا للعالم بأننا شعب لا يفرط في أي تفصيل من تاريخه وتراثه
يأتي مثلث الاحتلال الروماني مروراً بالعثماني والفرنسي ,من أهم العوامل التي ساهمت بتحريف التاريخ وتزويره على أرضه بعد أن سلب منه ما سلب ونهب من الحضارة ما نهب، ومن باب مقولة "القوي هو من يكتب التاريخ"، كتب الاحتلال حينها تاريخاً جديداً يساهم بدثر تاريخنا الحقيقي وهويتنا الأصلية
تعكس طقوس "الاكيتو" فكرة جوهرية مغزاها "من الموت تولد الحياة، والحياة تنتهي بالموت ضمن دائرة كونية ﻻ منتهية تعرف بالمانداﻻ السورية.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر