على طريق العودة من العمل .. حكايا تعج بالتحليلات والنكات

على طريق العودة من العمل .. حكايا تعج بالتحليلات والنكات

 تحقيقات- ريم غانم
أصبح طريق العودة اليومي من العمل لذوي الدخل المحدود أو كما أصبح حالهم " دخل مهدود" رحلة معاناة تحمل بين طياتها الكثير من القصص الطريفة خاصة في وسائل النقل والتي تستمع خلالها الى عشرات الحكايا من الناس الذين تلتقي بهم على حين غرة وقد تتجاذب معهم بعض أطراف الحديث التي تحتوي على تحليل سياسي واجتماعي واقتصادي تفاجئك بكم المحللين بيننا وكأن كل الشعب وبسبب ظروف المعيشة الحالية الصعبة تعلم التحليل والتمحيص بأدق الأمور الحياتية يكاد أكبر اختصاصي أن يخرج بها، كما يتحدث بلسان العالم والخبير بأن رأيه ومعلوماته هي الأصح.
الاستقالة أو الهجرة
في إحدى السرافيس المتجهة الى المزة 86 وهي منطقة عشوائية تعج بالمخالفات لكن لديها خط حافلات نظامي معترف به من قبل محافظة دمشق لا يلتزم به سوى القلة القليلة والتي سببت معاناة تفوق الوصف لمعظم الموظفين كون أغلبية القاطنين في تلك المنطقة موظفين في مؤسسات الدولة، يبدأ الحديث من عند السائق الذي يقول: لن تنعدل حالنا ونتخلص من أزمتنا ما دمنا لا نحب الخير لبعضنا وما زال الشرطي يقف في الأماكن الغلط ويخالف السرافيس ويمنعها من الوقوف في مكان أقرب من المنطقة التي يتجمع فيها الناس في وقت الذروة ليحصل على رشوة أو يكتب مخالفة، لترد عليه سيدة بالقول كلامك صحيح فقد شب خلاف مع الشرطي لمنعه السرافيس من الوقوف ذات مرة وقال لي بتهكم اذا لم يعجبك الحال اشتري سيارة، لتقول لو كان معي ثمن سيارة لما كنت أعمل في وظيفة لا تؤمن لي دخل أكثر من 40 ألف ليرة شهرياً ولا كنت عملت في مكان أخر لأستطيع وضع مدرسين خصوصي لأبنائي، موجهة حديثها للسائق الذي وافقها القول مشدداً عليها بأنه كان من الأفضل أن تهاجر خارج البلد على العمل بلا جدوى والراتب لا يكفي سوى يومين، لتعود السيدة الخمسينية وتؤكد له انها قدمت طلب لتستقيل من وظيفتها في وزارة الدفاع كونها تصل لسن التقاعد بعد عامين فترتب عليها أيضاً دفع نصف مليون ليرة أي " فوق الموتة عصة قبر" كما يقال"، فقررت أن تكمل عاميها بشق الانفس مجبرة.
مكافحة المواطن
في الخلف يقول راكب أخر لم نجد من مكافحة الفساد سوى مكافحة لقمة عيش المواطن وتضييق الخناق عليه في كل شيء فالوصول الى العمل والعودة منه بات أمر مرهق يومياً بسبب تحكم أصحاب السرافيس فينا على اعتبار أنها وسيلة النقل الأرخص فليس باستطاعة الجميع أن يركب يومياً في التكسي التي طارت أسعار أجارها بشكل كبير أيضاً، مما جعلنا محكومين بانتظار أن نفوز بالجائزة الكبرى ونحصل على مكان يمكننا من الوصول لبيوتنا.
"الواسطة" 
وتؤكد سيدة أخرى في نفس الحافلة إذا لم تملك واسطة في هذا البلد لن تستطيع العيش وعليك ان تسرق لتستطيع العيش "بكرامة" التي سلبتها منا قلة حيلتنا في تأمين قوت يومنا في ظل الغلاء الفاحش، وكأننا أصبحنا سياح في دارنا كل شيء زاد أربع اضعاف، حتى رغيف الخبز ساء حاله ولم يرأف بنا وكأنه يشارك المؤامرة علينا وتنغيص عيشتنا.
فيما كان رأي شاب عرف عن نفسه بأنه طالب جامعي أن الضحك وأخذ الأمور على محمل السخرية سيكون أفضل لصحتنا النفسية والعقلية فهو الحل الأفضل لمواجهة مآسي الحياة التي لا تنتهي بل تزيد وتتفاقم، وهو ما دعا الحديث لينتهي بنكتة سردها الشاب وضحك الجميع ونزول كل شخص في مكانه.
في المحصلة
على الرغم من فرض المحافظة غرامة مالية تقدر بـ 5ألاف ليرة سورية على كل سرفيس خاص يتعاقد مع موظفين أو مدارس إلا أن أزمة المواصلات تزداد مع عدم التزام أي أحد به، فارضة أزمة خانقة على الموظفين خاصة في أوقات الذروة لتزيد من مأساة يومهم ومعاناة معيشتهم اليومية، ويبقى السؤال من ينظر بحال ذوي الدخل المحدود ويسند حيلهم المهدود وينهي أزمة أرهقت جيوبهم ونفوسهم.
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر