المسحراتي ومدفع رمضان أصوات غابت ومازالت أصواتها ترن في الذاكرة
اللاذقية- ميساء رزق
لطالما حفل شهر رمضان المبارك بطقوس جميلة تشاركت فيها جميع الدول الإسلامية،تزين بها لتصبح هوية بعلامات فارقة لا تشبه أي شهر سواه، فمن مدفع الإفطار والإمساك إلى طبلة المسحراتي وصوته الرنان مردداً : يانايم وحد الدايم وصولاً إلى السكبة فالأطباق والأكلات الخاصة به من معروك وناعم وعرق سوس وتمر هندي وغيرها الكثير تبعاً لكل بلد.
وفي سورية التي يحظى رمضان بجملة من العادات الخاصة حافظ شعبها على بعض منها وغابت أخرى لظروف متعددة ، استعرض المشهد بعض الآراء من الشارع اللاذقاني حول ما بقي وما غاب من هذه الطقوس،حيث ذكرت أم عبد الله السيدة السبعينية من حي العوينة أنها تفتقد لطبلة المسحراتي و مناداته مع قرعه على طبلته لأهل الحي كل باسمه ليصحو على السحور وبيده سلته يملؤها بعطاياهم من الحلويات والفواكه،مشيرة إلى أن التلفاز والموبايل أخذ دور المسحراتي حيث يسهرون لمشاهدة المسلسلات حتى وقت الإمساك.
بدوره منير ابراهيم من حي الرمل الشمالي ذكر أن لرمضان خصوصية محببة خصوصاً بالمأكولات الخاصة به حيث تتفنن المحلات بتحضيره وإضافة التعديلات عليه عن أيام زمان والتي كانت تعد سابقاً في المنازل أما الآن فتراها معروضة بكثرة خصوصاً خلال هذا الشهر، متمنياً أن تبقى طوال العام وخصوصاً خبز رمضان.
وأشارت رشا موسى إلى تمسكها بعادة والدتها في شهر رمضان بمضاعفة طبختها لتوزع السكبة على جيرانها لدرجة أن الجميع يتناولون نفس الطعام يومياً، واستفقد الجميع صوت مدفع رمضان الذي كانوا ينتظرونه إيذاناً بوقت الفطور، منوهين إلى أن الظروف الظالمة الحالية حرمتهم صوت مدفع السلام لرمضان ليعتادوا على أصوات مدافع الحرب،آملين بعودته بفضل انتصارات وتضحيات أبطال الجيش العربي السوري.
أخيرا ، مهما طرأ على حياتنا من تطور وانشغال واهتمامات سيبقى لشهر رمضان نكهة معجونة بالخير والطيبة مع رشة من موروث معتق، ولابد أن يخرج من العتمة ذلك المسحراتي ليطرق بابنا يوماً ويوقظ فينا ذلك الحنين لنصحو قبل مدفع الإمساك.