عيد الرابع وذكريات كان ياما كان
-
ميساء رزق - 2019/04/17
- 1762
اللاذقية - ميساء رزق
يصادف اليوم السابع عشر من نيسان عيد الرابع وهو احتفال سنوي يقيمه أهل الساحل السوري منذ زمن بعيد بقدوم الربيع وعودة الحياة للطبيعة وفق التقويم الشرقي الموافق ٤نيسان،عيد افتقده أهل المنطقة بعد الحرب الظالمة على بلدنا والذي كانوا ينتظرونه ويعدون له العدة قبل وقت أوانه،وكم سمعنا من جداتنا أحاديث قادتنا للزمن الجميل الذي عاشوه ببساطته و براءته وقد شاركت المشهد بعضهن في جلسة جمعتهن أمام منزل الجدة أم محمد التي روت لنا بفيض من الحب والمتعة بعض ذكرياتها مع الرابع حيث همست ببعض الخجل أنها كانت تجهز للعيد مع قريناتها من صبايا القريةأنذاك المناديل المسلوبة المزينة بالخرز الملون ويستعرن من بعضهن الملابس والأحذية والكحل العربي و زيت الشعر والعطر ،وضحكت أم عبدالله قائلة بأنها كانت تتقن الدبكة الشعبية وتتحدى الشباب بتفننها ورشاقتها متحسرة على أيام الصبا،ردت أم فؤاد بحمرة كست وجهها بتجاعيده الطيبة بأنها التقت زوجها في الرابع وتعاهدا على الحب والزواج في العيد التالي، وكرّت سبحة الذكريات بقصة من هذه و مزحة من تلك عن أحداث لمّت أهالي القرى المجاورة والدبكة والطبل والزمر والموائد المشتركة لأيام العيد السبعة معلنة الحب والبساطة والحياة الجميلة والراحة لبعض الوقت من شقاء العمل المضني في الأرض والزراعة بانتظار الربيع والبداية الجديدة.
عيد الرابع من الموروث الشعبي للبيئة الساحلية جمع الناس لسنين طويلة بالفرح والحب والأمل ولكنه غاب منذ سنوات قليلة لظروف طالت البلد قسراً ، ولكننا شعب محكوم بالأمل و إصرارنا باق بإعادة بعث ما كان يزرع الفرح ويحصد الأمل ، وإلى الملتقى في الرابع المقبل بنصر يجمع كل السوريين وكل عام وأنتم وسورية بألف خير.
