في موسم الجني.. أشجار احتضرت وذكريات من غابوا عنها حضرت..

في موسم الجني.. أشجار احتضرت وذكريات من غابوا عنها حضرت..

المشهد
اللاذقية-ميساء رزق
لم تكتف الحرائق التي اجتاحت الساحل السوري بالتهام أشجاره بل وصل جشعها لتطال ذكريات سنين طويلة نمت مع أغصانها ولامست شغاف القلوب مع مرور الأصابع على الثمار في مواسم العناية بها والجني.
بأيدٍ وشحت بالسواد جراء آثار النيران على أشجار الزيتون قال عدي بحسرة: هذه الشجرة عمرها ٧٠ عاماً زرعها جدي وتابع أبي العناية بها وبشقيقاتها ورثتها بعد وفاتهما وفي كل عام أستذكر أحداث ما ينيف عن ٤٠ عاماً منذ طفولتي المبكرة وحتى الآن وما كان يدور تحت أغصانها من ذكريات وأحاديث ولمة العائلة لجني المحصول بضحكات غاب أصحابها وبقيت رنة الصوت تتردد في أذني ويا خجلتي من إهمال أو قدر أتى على خضارها.


ولفت ابو أيمن الرجل السبعيني إلى حزنه وقهره على بستانه الذي أكلته النيران ولم يتبق منه سوى القليل من أغصان كانت ذاخرة بثمار هي الثروة التي ورثها من أبيه وتابع مع ابنائه العناية بها عاماً بعد عام ولكن أكثر ما يؤلمه أن هذه الأشجار كانت مغمسة بعرق أبيه وجده وفقد بحريقها ما كان يزهو به بما سيورثه لأبنائه من سبحة مباركة يتناقلونها وينعمون بخيرها، وختم أبو أيمن بتأكيده وإصراره على عدم قطع هذه الأشجار ومتابعة رعايتها حتى معاودة عافيتها فالزيتون شجرة مباركة وكريمة ومقاومة وستنجو من وجعها.
وبمكان التمت به عائلة أم ابراهيم لجني ما بقي من زيتون ذكرت بغصة لم تمنع دموعها من النزول: كم هو مؤلم ما شهدناه.. نيران في كل مكان كان قلبي يحترق مع أشجاري فهي ما تبقى من ذكرى زوجها المرحوم الذي كان يتغزل ببستانه ومواسم أشجاره،آسفة على ذكريات خزنتها في كل غصن وجذع وحبة زيتون،فهذه الأشجار حسب قولها تحمل قبساً من روح الرجل الذي زرعها واهتم بها ولايمكن للنيران أن تمحي تلك الذكريات والأحداث وصدى الأصوات التي ستبقى حاضرة في المكان تستظل ولو بأغصان محروقة.
غادرنا العائلات لتتابع عملها المجبول بألمها ليستمر مسلسل جمع وتخزين الذكريات بحلوها ومرها مع موسمهم الحزين ولتكون أحداث هذا العام بحريقه الكبير حلقة سوداء سواد ما خلفته النيران من أثر على أيديهم بسلسلة كل من ذكرناهم وأمثالهم لتروى للأحفاد في مواسم الجني القادمة ب :كان ياما كان أن حدث في سنة ٢٠٢٠ ذلك الحريق الذي أكل الاخضر واليابس....

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني