ألم يحن الوقت لإطلاق مشروع إعادة الإعمار

ألم يحن الوقت لإطلاق مشروع إعادة الإعمار

بعد أن بدأت الحرب السورية تضع أوزارها وعاد الامن والامان إلى أغلب المناطق السورية ومع إخفاق كل السياسات الاقتصادية التقليدية لتحريك الاقتصاد السوري بدأت الحكومة سياسة الصدمات المتوسطة في محاولة منها لإنعاش الاقتصاد عبر رفع اسعار الطاقة وتحريرها تدريجيا ولكن لم يتحرك الاقتصاد بل ازدادت الامور سوءً.
اليوم تمر سورية بأصعب الاوقات منذ انطلاق الحرب الكونية عليها مترافقة مع استمرار العقوبات القاسية والجائرة المفروضة من الولايات المتحدة والدول الاوربية و استمرار تواجد القوات الامريكية الذي يعيق استعادة حقول النفط ويحرم الحكومة السورية من مصدر تمويل هام جدا.
الاقتصاد السوري اشبه بمريض في حالة الغيبوبة يحتاج عدة صدمات كهربائية قوية لإنعاشه بعد ان اخفقت الصدمات المتوسطة واعتقد ان إطلاق عملية منظمة لإعادة الاعمار اشبه بمشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية يمكن ان يحدث الصدمة المطلوبة.
كيف يمكن ان تحصل الصدمة المطلوبة؟
عملية إعادة الاعمار تتضمن الجزئيات الآتية: إعادة إعمار المناطق السكنية وإعادة تجهيز البنية التحتية من طرق وجسور ومطارات وإعادة الخدمات الاساسية من صرف صحي وكهرباء ومياه. وإعادة المناطق الصناعية وتشغيل معامل القطاعين العام والخاص.
إن سورية اليوم تمر بمرحلة الانعاش (المرحلة الانتقالية) بعد الحرب  ولا تتسم هذه المرحلة بسمة أحادية، إنما تختلف باختلاف حالة كل دولة، ولهذه المرحلة دور كبير في تحسين وضع الدولة التي خرجت للتو من الأزمة، وعودة الحياة إلى طبيعتها، وتسريع عملية الانتقال من حياة الحرب والاضطرابات إلى حياة الأمن والسلام والاهم في هذه المرحلة هو معالجة الاختلالات الخطيرة في الاقتصاد الكلي، والقضايا المتعلقة بالسياسة النقدية والمالية، ورفع قدرة الحكومة من أجل خلق بيئة مناسبة مواتية للاستثمار والنمو، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود القيود المالية الخطيرة والاضطرابات السياسية والاجتماعية والمؤسسية، وعدم المقدرة على استقطاب جميع المساعدات الضرورية في الأجل القريب
إذا اخذنا جزئيات المرحلة فهي تتضمن مشاريع ضخمة تحتاج عشرات الاف العمال والمواد الاولية والخدمات المساعدة كما حصل عند اعادة اعمار وسط بيروت ابان الحرب الاهلية اللبنانية , كل ذلك جيد ولكن تبقى اللبنة الاولى وكما هو معروف في علم الهندسة إذا كان هناك عيوب في الاساسات سينهار البناء حكما في يوم ما وهذا ما حصل في لبنان عن اختيار طرق تمويل غير صحيحة احدثت الصدمة المطلوبة وحركت عجلة الاقتصاد اللبناني ولكنها دمرته في النهاية عندما تجاوزت خدمة الدين العام الدخل القومي اللبناني.
اذا الخطوة الاولى تتمثل في تأمين التمويل لإطلاق مشروع اعادة الاعمار بشكل يحدث الصدمة المطلوبة في الاقتصاد السوري ولايترك ذيولا تدفع ثمنها الاجيال القادمة عملا بمبادئ التنمية المستدامة.
المصدر الاساسي للتمويل يجب ان يكون محليا حقيقيا لا يؤدي الى مزيد من الشلل في الحياة الاقتصادية كما يحصل اليوم مع كل قرار رفع جديد للأسعار والضرائب
ما هو المصدر الذي يحقق هذا الشرط؟
لا يوجد مصدر تمويل يحقق الشرط إلا الثروات الوطنية من نفط وقمح وغاز والموجودة تحت الاحتلال
لنكن واقعيين الحكومة امام خيارين لا ثالث لهما لتحريك اعادة الاعمار وبالتالي تقديم الصدمة الاسعافية للاقتصاد السوري الخيار الاول اطلاق مشروع دولي مشابه لمشروع مارشال وهذا الخيار غير متاح بحكم الظروف السياسية والعسكرية المحلية والاقليمية والدولية.
الخيار الثاني استعادة الموارد وإطلاق مشروع وطني محلي وهو يبدو أكثر واقعية ضمن الظروف الحالية ولاسيما الضربات المؤلمة للاحتلال الامريكي كل يوم لذلك يجب تفعيل عملية منظمة شعبية غير حكومية تقوم بدفع القوات الامريكية خارجا واستعادة الموارد وكل اجراء خلافا لذلك هو نوع من المسكنات التي لاتغير من الحالة السريرية للمريض المحتاج لجراحة اسعافية.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني