أتمتة امتحانات الثانوية كابوس جديد للأسر والطلاب

أتمتة امتحانات الثانوية كابوس جديد للأسر والطلاب

لا يمكن لورقة امتحانات سخيفة أن تحدد مستقبلي " بهذا القول المآثور لتوماس أديسون نستطيع أن نختصر واقع امتحانات الشهادة الثانوية في سورية. فحصيلة تعب وجهد 12 عاما كان يمكن لانزلاقه بسيطة أو انفجار اطار  في وسائل النقل أن يدمرها اليوم سهوة بسيطة في نقل الجواب يمكن ان تنهيها.
نحن لسنا ضد أتمته الامتحانات بل على العكس مع زيادة الاتمتة والحرص ولكن هناك تساؤلات مشروعة من حق اولياء الامور الحصول عليها من المعنيين؟
ربط نتائج كافة سني الدراسة باختبار واحد وإهمال بقية الاختبارات التي أجراها طيلة حياته بحيث أن تميز طالب على مدار عشرة أعوام قد تدمره نوبة توتر او ارهاق بسيطة او مهارة طالب في اقتناص الاجوبة من زملائه قد تحجز له مقعدا جامعيا في الصفوف الاولى
هل يساهم شكل الامتحانات المؤتمت مع كل التعديلات السابقة وإدخال الكاميرات بتحسين جودة التعليم ؟الجواب بالنفي حيث ستزداد جودة الامتحان فقط على حساب جودة التعليم
هناك قضية مراعاة في شكل الامتحانات السابق وهي ان الطالب الذي يطبق القوانين بشكل صحيح في الرياضيات والفيزياء والكيمياء قد يصل لجواب خاطئ نتيجة عملية حسابية ما وهنا يفقد علامة الاجابة كيف ستعالج هذه القضية وفق نظام الامتحانات الجديد
إن امتحان الشهادة الثانوية هو جسر عبور بين مرحلتين فارقتين في حياة الانسان فهو سيعبر من الـ 18 سنة الاولى من العمر إلى كافة مراحل الحياة المتبقية وهو اللبنة الاساسية لبناء المجتمع فأي تشوه فيه سيقود إلى تشوه في مخرجات التعليم العالي وبالتالي تشوه في الاجيال التي ستبني الوطن  وهذا يؤكد أهمية التعديل الجذري  لنظام الامتحانات والتقييم نضمن من خلاله المحافظة على نفس سوية الطلاب خلال كافة سنوات الدراسة ماقبل الجامعية والجامعية وتخفيف الضغوط على الاهالي والطلاب على حد سواء بحيث نتمكن من إجراء نقلة نوعية في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي والجامعي والحياة العملية ولكن كيف يمكن ذلك؟
بداية يجب عدم  إهمال تقييم كافة سنوات الدراسة السابقة في المعدل النهائي؟ إذا كان الهدف المحافظة على النزاهة ويتم ذلك عبر أتمته الاختبارات منذ امتحان التعليم الاساسي وهي عملية غير مكلفة ويمكن مقارنة الجهد والوقت والكلف التي تصرف للتصحيح للتحقق من الوفر ؟
ومن ثم اعتماد ربط الامتحانات بغرفة عمليات في وزارة التربية بحيث يكون انتقاء الاسئلة وتصحيحها مؤتمتا مع انتقاء اسئلة ضمن نطاق 20 % من إجمالي الاسئلة تكون منتقاة من قبل خبراء مختصين لفرز الطلاب بشكل دقيق ومن ثم اعتماد هذه الاسئلة في مرحلة القبول الجامعي بحيث نضمن انتقاء افضل الطلاب بدون أي تشويه لمدخلات ومخرجات العملية التعليمية وتلك الشريحة يتم انتقاؤها لمراكز البحوث العلمية.
ايضا هناك عامل اخر غاية في الاهمية وهو شخصية الطالب نفسه فكافة المدارس التعليمية في العالم تركز اليوم على العوامل السلوكية والانسانية وهنا يجب ادخال مقرر ضمن الامتحان الوطني للقبول في الجامعات بشكل متواز مع عملية الاتمتة يتعلق بشخصية الطالب فهناك طلاب متفوقون ولكن شخصيتهم وتركيبتهم غير ملائمة لدراسة الطب البشري مثلا" ولكن يدخلوها مجبرين تحت ضغط الاهل والنتيجة الفشل مستقبلا" .
اخيرا نقول ان نقطة البداية للامتحان المؤتمت يجب ان تكون في الصف الاول الثانوي لتنتقل بعد عامين للثالث الثانوي لا ان تبدأ مع الثالث الثانوي بحيث يختبر الطالب شكلا" جديدا" للامتحان في لحظة تقرير مصيره وهذه نقطة غاية في الاهمية بل هي اللبنة الاولى لنجاح المشروع واعتقد نحن الان لانزال على بر الامان ويمكن تعديل القرارات قبل نهاية الفصل الاول.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني