الأزمة الاقتصادية العالمية هل تحرك الحرب أم تحتاج الحرب للحل

الأزمة الاقتصادية العالمية هل تحرك الحرب أم تحتاج الحرب للحل

أدت الأزمة المالية العالمية في الفترة ما بين 2008-2009 إلى إفلاس الحكومات تقريباً، وتسببت في انهيار منهجي. وقد تمكن صناع السياسة من إبعاد الاقتصاد العالمي عن الحافة ، عن طريق الاعتماد على حوافز نقدية شاملة، بما في ذلك التيسير الكمي ومعدلات الفائدة القريبة من الصفر(أو حتى المعادِلة له)

لكن الاعتماد على الحوافز النقدية يشبه استعمال الأدرينالين لإعادة الحياة في قلب توقف عن النبض؛ إذ يمكن للأدرينالين استرجاع المريض لكنه لا يفعل أي شيء لمعالجة المرض. لذا، فمعالجة اقتصاد مريض يتطلب إصلاحات بنيوية تشمل جميع جوانب الاقتصاد، بما في ذلك الأسواق المالية وأسواق التشغيل ونظم الضرائب وأنماط الخصوبة وسياسات التعليم.
بعدها جاءت جائحة كورونا وتبعتها مباشرة الحرب الروسية الاوكرانية وفي هذا السياق، وبخلاف التداعيات الإنسانية المباشرة والفادحة للحرب، فإنها أدت إلى إبطاء النمو الاقتصادي ورفع معدلات التضخم. وشهد الاقتصاد ارتفاعا حادا في مستويات المخاطر عموما، وازدادت صعوبة المفاضلة بين السياسات.


ومقارنة بالتنبؤات الصادرة سابقا تم تخفيض توقعات النمو العالمي إلى 3,6% لعام 2023. ويعكس ذلك التأثير المباشر للحرب على أوكرانيا والعقوبات على روسيا، حيث يُتوقع أن يشهد كلا البلدين انكماشات حادة في معدلات النمو. وفي الاتحاد الأوروبي، تم تخفيض توقعات النمو للعام الجاري بمقدار 1,1 نقطة مئوية نتيجة الآثار غير المباشرة للحرب، مما يجعله ثاني أكبر مساهم في تخفيض التوقعات الكلية.


اليوم جميع بلدان العالم مع اختلاف النسب تواجه النتائج الاقتصادية المتماثلة كانخفاض الدخل النقدي الحقيقي وارتفاع جنوني بالأسعار لاسيما اسعار الطاقة وارتفاع معدلات التضخم والبطالة ولايوجد في الافق حل لما يجري مع عامل خطير جدا جدا وهو سرعة التحول في مجريات الامور بشكل قياسي جدا يوصل لشفير الحرب كما حصل مع تمرد فاغنر وما تشهده أوروبا حاليا.

تداعيات الأزمة الاقتصادية التي خلّفتها الحرب الروسية الأوكرانية، طرقت أبواب الدول الأوروبية كافةً، شعوباً وحكومات، من إيطاليا، حيث باتت بنوك الإطعام توسّع أعمالها يوماً بعد آخر، مرورا بفرنسا التي تشتعل حاليا وصولاً إلى ألمانيا التي يُعدّ مسؤولوها خططاً لمواجهة خطر انتقال الاحتجاجات إليها
السؤال المطروح هل نحن على شفير حرب عالمية أو بمعنى ادق هل تتلاقى مصالح الحكومات العميقة في العالم لإشعال حرب عالمية تخرجها من أزماتها ؟
أين يمكن أن تبدأ؟ موقع "1945" الأميركي يقول إنّ العالم يقترب من حرب القوى العظمى أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة. 
أمريكا بحسب خبرائها تبدو على أبواب حرب عالمية ثالثة ولكن بصيغة جديدة كحرب دولية كونية من نمط جديد، تشارك فيها أكثر من دولة دون مشاركة الجيوش الجرارة، فهي تراقب الوضع في أوكرانيا بدقة وعلى مدار الساعة وتريد لهذه المواجهة العسكرية في أوكرانيا أن تبقى محصورة تحت سقف معين هو سقف حرب استنزاف لروسيا، ولذلك ستعمل على تزويد هذه الحرب بكل الوقود اللازمة وتجهز نفسها للمواجهة الدفاعية نوويا.وهي المستفيد الاول اقتصاديا وتبقى مصلحتها عند مستوى الصراع الحالي.
روسيا وفي ظل عدم قدرتها على إحراز تقدمٍ سريع" نحو كييف، "قد يهدد استقرار الوضع الداخلي الروسي، ما قد يدفع موسكو إلى التفكير في تصعيدٍ خطير يقلب الموازنات".
كما أن التشكيك بقدرة أوكرانيا على مواصلة الحرب على المدى الطويل، قد يجبر كييف على اتخاذ خطوات محفوفة بالمخاطر من تلقاء نفسها لكسر الجمود، بحسب الخبراء.
حلف الناتو: توسيع نطاق الحرب لتشمل حلف شمال الأطلسي "الناتو" لا يزال أمراً غير محتمل، ولكنه ممكن.   في ظل تصاعد الضغوط السياسية على حكومات بلدان الحلف لاسيما دول اوروبا الغربية التي قد تجد في الحرب ملاذا لها من أزماتها الداخلية في ظل التصرفات العدائية غير المعلنة من قبل الولايات المتحدة تجاهها لاسيما في خضم ازمة الغاز
الصين : الحكومة الامريكية تستثمر في ازمة تايوان والازمة الهندية والصينية ولكن الصين لا تزال تحافظ على توازنها الاقتصادي والسياسي .
خلاصة الكلام ان الولايات المتحدة تريد اغراق روسيا أكثر فأكثر بالمستنقع الاوكراني حسب اعتقادها وهذا يضعف الامل في تعافي الاقتصاد العالمي على المدى المنظور وهي لا تريد توسيع الصراع أكثر من ذلك ضمن سياسة الاستنزاف الجماعي للحلفاء والخصوم ولكن بقية الاطراف باتت على شفير هاوية في ظل تعقد الاوضاع الاقتصادية مما قد يطلق حربا" طاحنة في أي اتجاه خارج عن السيطرة الامريكية للخروج من عنق الزجاجة الاقتصادي وهنا ستكون الحرب مفتوحة والجبهات مفتوحة على كل الاحتمالات اما النهاية فهي المجهول الوحيد في هذه الحالة واعتقد ان امريكا لم تترك خيارا لا لحلفائها ولا لأعدائها  والايام القادمة ستخبر بمآل الامور.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني