"الفورة".. كشك ولوبياء من المائدة الديرية

"الفورة".. كشك ولوبياء من المائدة الديرية

المشهد - متفرقات
لدى أهالي محافظة ديرالزور طقوسا خاصة في الطبخ والتي تحرص معظم ربات البيوت على أن تكون محضرة بعناية وفي المنزل ومنها أكلة الفورة التي تعد من الأكلات الشعبية والتراثية القديمة تحضر مكوناتها في فصل الصيف كمؤونة لفصل الشتاء
  طريقة تحضير الفورة تبدو سهلة ولكنها تحتاج إلى وقت ومهارة في الصنع حيث يتم نقع الكشك الذي يحضر خلال فصل الصيف من الفشيق وهو نوع من الحبوب واللبن ويجفف ويوضع في قلائد على شكل أقراص تخزن للاستعمال في فصل الشتاء وبعد نقع الكشك في الماء قبل أكثر من عشر ساعات من تحضير الفورة كما ينقع العوين وهو حب اللوبياء المجفف لعدة ساعات بالماء أيضا قبل سلقه.
نقوم بتصفية الكشك ليصبح على شكل لبن يوضع على النار ليغلي كما يتم سلق العوين بالماء وبعدها يضاف إلى الكشك الذي يغلي على النار لفترة تتجاوز الساعة والنصف يضاف لها الملح والثوم المهروس والسمن البلدي وتترك لتغلي على نار قوية وبعد استواء العوين وتماسك الكشك المصفى تصبح الفورة جاهزة وتقدم ساخنة حيث يجتمع أفراد الأسرة وتتم دعوة الضيوف أحيانا للمشاركة في تناول الفورة.

طنجرة
قصة تسمية "الفورة" 
- في عام 1760 ق.م عاشت في مملكة "آزورا" دير الزور حالياً، فتاة جميلة جدا اسمها "قزه " ( بكسر القاف وتشديد الزاي وكسره ) ، وعاش في المدينة ايضا شاب اسمه حاچم ، وكان طويلا وجميلا ولكن خشّته كانت كبيرة جداً ومفدعسةٌ حيث أنه ينحدر من عشيرة المشاهدة التي نزحت من مملكة ماري القريبة بسبب ان المشاهدة كانوا عصبيين جدا ولايعجبهم العجب فصدر قرار من الملك حمورابي بنفيهم إلى آزورا .
- كان حاچم يعمل تاجرا للسمن والصوف في السوق المقبي وكانت حالته المادية فوق الريح .
- وفي يوم من الأيام كان حاچم يتمشى في الحويقة فرأى قزه بالصدفة عندما كانت تفتل شعيرية أمام الباب مع جاراتها ، فأحس برمح جفت بصدره وخرج من ظهره عندما وقعت عينيه في عينيها ؛ وفي ليلتها أشعل حاچم لمبة القاز نمرة 3 والتي كانت مخصصة للمناسبات الكبيرة وسهر حتى الصباح يفكر فيها ومتأملا شاطئ الحويقة حيث تسكن قزه .
- ولم يجذب خبر .. فعند الفجر أرسل حاچم النسوان لكي يروا قزه ويحچون بيها.. وبعد ساعة عادت زافة النسوان وقد أعجبتهم قزه ماعدا والدته التي تحسست ذراع قزه وقالت عنها : ( إيدينها مريقه !!! ) .
- وبعد مشاورات ومناتفات لا بد منها تمت خطبة حاچم على قزه وتم الزواج وسارت أمور الحياة بينهم بشكل جيد وحيث أحبت قزه حاچم بعد الزواج لدرجة أنها عندما كانت تمشي معه في السوق كانت تهف عليه بطرف عبائتها لكي تخفف عليه من حر الصيف الزوري الثقيل .
- ومرت الأيام حتى أتى يوم اشترى فيه حاچم اسطوانة صوتية حجرية ( غرامافون ) كانت تحملها احد القوافل المارة والآتية من بابل باتجاه حلب ، فوضعها حاچم في بيت المونة على أمل ان يسأل أحد العارفين عن طريقة تشغيلها .
- في اليوم التالي شرب حاچم طاسة من السمن العربي صباحا .. وذهب إلى عمله ، وأما قزه فلقد لعب الشيطان بعقلها فنزلت إلى بيت المونة لتحاول تشغيل الاسطوانة ، وبعد ساعات من التفكير أدارت الزمبلك المعدني ووضعت الإبرة على الدائرة الحجرية فانطلق صوت المطرب السومري أنكيدو مغنيا ( چلچل علي الرمان .. النومي فزعلي .. وهذا الحلو ماريدا .. ودوني لاهلي ) فاهتزت قزه وطربت طربا شديدا وداخت وأخذها الحال فأخذت تغني مع المطرب وهي تعيد الأغنيه مرارا .. فشالت طاسة الفشيق الكبيره وكتتها في عيار الخاثر بدون أن تنتبه .. وفي تلك اللحظة عاد حاجم الى البيت وقد فاجأه صوت الغناء الآتي من السرداب .. فصاح بصوت عظيم : ول هاي شكون عملتي يا قزي ي ي ...
- فوجئت قزه بقدوم حاچم فجمدت في مكانها .. وأما حاچم فلقد غضب لأنها طلعت فهمانه أكثر منه واستطاعت تشغيل الاسطوانة ؛ ارتفع ضغط حاچم فورا فقال لها : يالله عل بيت أهلچي قطيعة ؟؟؟ .
- لبست قزه عبائتها فورا .. وانطلقت ورجلينها ياالله تشيلها .. وهي تحبس دموعها ووصلت أهلها فوجدت والدتها في البيت لوحدها ، حكت لوالدتها القصة كاملة .. فقالت لها أمها : يول يامالة الدمية عليش طلعتي من البيت .. احردي بالاوضة الغربية بين ماتتراضون .. والله المره الجييه إذا عملتيها إلا أقضب مطرق رمان وألوعچي بيه قدام جوزجي ...
- : مرت يومين عليها .. وفي اليوم الثالث مر حاچم الى بيت اهل قزه صباحا وسلم عليهم من الباب بدون كلام .. وتابع طريقه الى عمله .. فما كان من قزه إلا أن لبست عبايتها وانطلقت إلى بيتها ، جلست في الحوش تفكر ماذا تقول لزوجها عندما يعود .. لكنها تذكرت كلام أمها في الليلة الماضية عندما كانوا يتعللون : حيث ضربتها برفق على فخذها وقالت لها : اعمليلو طبخة عوين ليحبها .. وهو يرضى عليچي ... اشبيچي !!!
- نزلت قزه الى السرداب اتحضر العوين الجديد من آخر موسم .. لكنها تذكرت عيار الخاثر .. فنظرت اليه فإذا بالفشيق قد شرب الخاثر وفاحت منه رائحة حامضه و... قراءة المزيدو لكنها طيبة فلمعت برأسها فكرة :و هي ان تطبخ العوين بمزيج الخاثر و افشيق والماء.. نفذت الفكرة فوراً.. و استمرت تغلي و هي تحرك بالجفجير و قبل النهاية اضافت الثوم المهروس الذي يحبه حاجم و طاسة من السمن.. و حيث اخذت رائحة لذيذة تفوح من القدر..
عاد حاجم عصرا من العمل وشم الرائحة الطيبة التي ملأت الحارة :رحبت به قزة.. و قامت و صبت له بصينية النحاس الجبيرة..
صبت قزة للجيران عدة صبب.. و حيث سألوها عن المكونات و كذلك الاسم فقالت لهم :فورنا العوين مع فشيق و خاثر و هاي هي.. و قد تطورت فيما بعد صناعة الجشج من اجل ايام الشتاء حتى وصلت للطريقة المتبعة في هذه الايام.
جلست قزة امام حاجم تراقبه و هو يأكل.. اعجبته الطبخة كثيرا لكنه لم يتكلم.. و عندما انهى الصينية.. اسند ضهره الى الحائط و صفن قليلا قم قال لها :قلتيلي جلجل علي الرمان ها..:ابتسمت قزة.. و ضحك حاجم.. فضحكت معه و ضحك جميع اهل الدير و اصبحت قصة الفورة تتناقلها الاجيال حتى جيل الفيس بوك.


لوبيا

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني