بعد رفع سعر لتر المازوت الصناعي.. موجة غلاء ستضرب الأسواق السورية..

بعد رفع سعر لتر المازوت الصناعي.. موجة غلاء ستضرب الأسواق السورية..

دمشق - محمد الحلبي

المازوت بمثابة الدم لجسد الصناعة، وهو شريان الحياة بالنسبة لها، ومع ذلك مازالت الحكومات المتعاقبة تتلاعب بنسب أسعاره بحجة حمايته وتوفيره، لكن الحقيقة على أرض الواقع تشير إلى دس السم فيه كل مرة لرفع الأسعار رغم الحجج الواهية والمزاعم والتبريرات من قبل المعنيين..

ويحضرني هنا قول الشاعر"وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر" فتسرع وزارة التموين حسب العادات والتقاليد للحكومة بإصدار قرارتها ليلاً، وكان آخرها يوم أمس برفع سعر ليتر المازوت الصناعي من 700 ليرة إلى 1700 ليرة لليتر الواحد..

ماذا بعد؟
تم يوم أمس رفع سعر ليتر المازوت الصناعي كما أسلفنا بنسبة قاربت ال150% مع أجور نقله، وقد سبق ذلك تبريرات من عمرو سالم وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن الصناعيين على مختلف صناعاتهم اشتكوا من شراء المازوت الحر بسعر وصل إلى 4000ليرة، وفي الحقيقة نقول أن هذا السبب هو أحد أهم الأسباب الذي شجع الحكومة على رفع سعر ليتر المازوت، ورغم  أن السيد الوزير دعا وطالب بتخفيض الأسعار مراراً وتكراراً إلا أن المطلع سيصاب بالدهشة والعجب، كيف ستنخفض الأسعار وأنتم ترفعون سعر أهم عنصر من عناصر لوازم الانتاج، وهل نسيتم سيدي الوزير أن نشرات أسعار السلع على مختلف أصنافها وأنواعها والصادرة عن وزارتكم تصدر اعتماداً على سعر ليتر المازوت الحكومي وليس على سعر المازوت الحر.. فكيف للأسعار ألّا ترتفع..
عفواً سيادة الوزير.. تبريراتك لم تقنعنا..

ماذا عن وسائل النقل؟
طبعاً سعر المازوت الصناعي لن يؤثر على سعر مازوت وسائل النقل، لكن لنستذكر ما قلنا وما حذرنا منه عندما رُفع سعر المازوت الصناعي إلى 700 ليرة.. قلنا حينها أننا سنعاني من أزمة نقل خانقة لأن أصحاب وسائل النقل الخاصة سيبيعون مخصصاتهم للصناعيين، وتم غض الطرف عن هذا التحذير، ليتجلى ما حذرنا منه جلياً على أرض الواقع، واليوم سنقول لكم أننا لن نشاهد بعد قراركم هذا وسيلة نقل واحدة تعمل، ومعاقبة 150 سرفيس من أصل أكثر من 20 ألف وسيلة نقل عامة نسبة ضعيفة لا تشكل رادعاً حقيقياً، وإن كنتم تعولون على الجهات الرقابية من مرور وغيرهم، فهذه الحجة والتعويل لن تجدِ نفعاً، فسابقاً صرح مصدر للمشهد من فرع مرور دمشق أنهم يعانون من قلة العناصر، ومن الصعب مراقبة عمل وسائل النقل يومياً، وطالبوا المواطنين كما طالبهم عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق مازن دباس أن يفعّلوا ثقافة الشكوى، هذا الحل الذي يستنزف وقت المواطن ما يجعله يعزف عنه، خصوصاً بعد قرار مرور دمشق بكتابة تعهد من قبل المشتكي بالمثول أمام القاضي للشهادة عندما يطلب منه ذلك، فإلى أين نحن ذاهبون بعد قراركم هذا؟!.. 

أمبيرات حلب
وماذا عن أمبيرات حلب التي وعدتم أنها إلى زوال في زيارتكم الأخيرة لها؟ كم هو سعر الأمبير سيصبح اليوم بعد رفع سعر ليتر المازوت الصناعي.. أين هي الدراسات لنواتج هذا القرار، لماذا تشعرونا أن حكومتنا هبطت علينا من كوكبٍ آخر.. نحن لا نريد تبريرات وشرح وتوصيف ما نراه جلياً ونعيه. ما يهمنا هو طحن جعجعتكم.. ما يهمنا هو الحلول التي تريح المواطنين من سنوات حربٕ صبروا عليها، لا أن يعانوا مالم يعانوه في أعتى سنوات الحرب..

القادم أعظم
كل ما ذكر هو مقدمة لرفع أسعار الطاقة المرتقب، وأولها الغاز المنزلي والصناعي الذي لوح به سالم قبل أيام، وقال إن رفعه سيكون بنسبٍ بسيطة، فكم ستكون هذه النسبة البسيطة؟ وكيف ستغدوا أسعار الفروج والبيض والخبز والمعجنات وأطعمة الأطفال والألبسة بعد القرار /2938/ الصادر عن وزارتكم برفع سعر ليتر المازوت الصناعي إلى 1700 ليرة؟ وبعد القرار المرتقب برفع سعر الغاز الصناعي والمنزلي، هل سنشتري البيضة ب800ليرة، وسيصبح سعر الفروج 35ألف ليرةٕ؟ هل سيصبح سعر كيس شيبس الأطفال 3000 ليرة؟ الجواب أكيد في جعبتكم وتغضون الطرف عنه.. لتفاجؤونا به في الليلة الظلماء التي تفتقد البدر!..

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني