تبعات قرارات الإغلاق غير المدروسة

تبعات قرارات الإغلاق غير المدروسة

صدر مؤخراً عن محافظة دمشق قرار تحديد ساعات الدوام والإغلاق لكافة الفعاليات التجارية وبدأت بقية المحافظات تحذو حذوها في القرار.

المحافظات التي صدرت قرارات الإغلاق لم توضح الهدف والأسباب التي دفعت باتجاه مثل هكذا قرار.

إذا كان الهدف هو توفير الطاقة الكهربائية من أجل تخفيض ساعات التقنين كان الأجدر تخفيض ساعات الفتح النهاري وتخفيض ساعات الإغلاق الليلي لاسيما في ظل موجات الحر الشديد المتلاحقة التي تشهدها سورية مؤخراً.

الانعكاسات السلبية للقرار كبيرة جداً:

جميع وكالات ومحلات الألبسة والأحذية والاكسسوارات وغيرها تعمل بدوامين لاسيما في المدن الكبرى ومراكز المحافظات دوام صباحي يمتد حتى الثالثة ظهراً، ودوام مسائي يمتد من السادسة مساء وحتى الثانية عشر ليلاً وتطبيق القرار يعني أن الدوام المسائي سيلغى فليس من مصلحة أي رب عمل دفع راتب موظف لأجل دوام ساعتين وهنا نكون قد شكلنا جيشاً من العاطلين عن العمل بشكل تدريجي يقدر بالآلاف؟

أيضاً" في المدن ومراكز المحافظات غالبية عمليات الشراء من محال الألبسة والإكسسوارات والأحذية تكون في الفترة المسائية لا سيما في ظروف الحر من جهة ومن جهة ثانية للموظفين في القطاعين العام والخاص وبالتالي توقف الفترة المسائية سيسبب حالة جمود اقتصادي غير مرغوب في هذه المرحلة.

بالنسبة للمطاعم والمقاهي لاسيما في المولات والمواقع السياحية والاثرية كمناطق دمشق القديمة درجت العادة على استقبال الزبائن حتى ساعات الصباح الأولى لاسيما السياح وغيرهم وبالتالي تطبيق القرار سيعرض هذه المنشآت لخسائر كبيرة جداً وأيضاً الاستغناء عن مجموعة كبيرة من العمال في فترة الدوام المسائية.

أيضاً جمود وإغلاق الاسواق سيقود حتماً إلى جمود في حركة النقل وجمود في كافة المحلات الأخرى نتيجة إلغاء المواطنين جولاتهم المسائية في الأسواق.

حتى نحلل الموضوع بشكل صحيح نحتاج إلى معطيات تتعلق بالأسباب التي دفعت المحافظات لاتخاذ هذا الإجراء.

فهل يعقل اتخاذ هكذا قرار بدون إعلان الأسباب الموجبة له لاسيما أنه يمس شريحة كبيرة جداً من المواطنين لا بل ستطال آثاره كافة المواطنين تقريباً إذا أخذنا البائعين والمستهلكين بعين الاعتبار.

إذا كان الهدف موضوع الطاقة الكهربائية فاستهلاك الطاقة الكهربائية خلال ساعات النهار أكبر نتيجة الحر الشديد والحاجة إلى التكيف والمراوح وبالتالي كان يمكن تطبيق قرار إغلاق المحلات بين الساعة الواحدة ظهراً والسابعة مساء وبالرغم مع عدم اقتناعنا بالإجراء فإنه يحقق غاية أكبر إذا كان الدافع هو الطاقة الكهربائية.

 أما إذا كان الهدف موضوع الإجراءات الوقائية لفايروس كورونا نظرة سريعة إلى وسائل النقل وفروع السورية للتجارة كفيلة بنسف كل الإجراءات الوقائية لفايروس كورونا .

برأيي الموضوع يحتاج إعادة دراسة وتقييم وإعلام اصحاب الفعاليات بأسباب وموجبات القرار والتباحث معهم فيها للوصول إلى قرار يحقق مصالح جميع الاطراف.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني