الاستياء!

الاستياء!

قد لا يعجب هذا الكلام البعض، لاسيما ممن يقللون من أهمية الرأي الشعبي ويعملون على "تجميل" الواقع.... لكن تفاقم المشكلة بات يتطلب مصارحة علنية لها.

نعم... هناك استياء شعبي جراء الأوضاع الاقتصادية والأداء الحكومي، وهو استياء تختلف شدته ومبرراته باختلاف اهتمامات الفئات الشعبية ومصالحها، لكن في النهاية البوصلة تكون مع الفئات الفقيرة وذات الدخل المحدود باعتبارها الشريحة الأوسع حالياً.
وللعلم... الاستياء الشعبي يمكن أن يحصل في أي مجتمع، وعلى خلفية أي قرار سياسي، اقتصادي، اجتماعي، ثقافي، رياضي...الخ.
لنكن واقعيين...  
ماذا ننتظر من مواطن يضطر للوقوف في طابور ساعتين وثلاث ساعات ليحصل على ربطة خبز؟
وماذا ننتظر من مواطن يسمع وعوداً حكومية منذ عدة أشهر عن تحسن في الوضع المعيشي، فلا يلمس سوى مزيداً من الغلاء والفقر؟
وماذا ننتظر من أسرة تضطر إلى اختصار  طعامها اليومي على وجبة واحدة تحوي على النذر اليسير من الأكل؟ 
وماذا ننتظر من شريحة شعبية واسعة وهي ترى الفساد يسرق علانية لقمة عيشها وحقها وأحلامها البسيطة؟
وماذا ننتظر من كفاءات وخبرات جرى تحييدها لصالح كوادر معطلة وبلا إمكانيات؟
هو الاستياء ولا شيء غيره... ولهذا يجب العمل سريعاً "لتنفيس" ذلك الاستياء بإجراءات حقيقية تريح الشارع، وترفع من مستوى التفاؤل والأمل..
هناك نوعين من الإجراءات...
إجراءات إعادة بناء الثقة مع المواطن عبر  مصارحته بالمشاكل والصعوبات، ومشاركته في صناعة القرار الاقتصادي...
فمثلاً.... 
لماذا اليوم هذا الصمت المريب لمسؤولي وزارة التجارة الداخلية، وهم أنفسهم كانوا قبل أيام "يتغنون" بالوفر المتحقق من استخدام البطاقة الالكترونية؟ 
ولماذا فجأة تصبح خزينة الدولة غير قادرة على تمويل شراء المشتقات النفطية ويكون الحل برفع أسعارها؟
وكيف يتم تأمين قطع أجنبي لاستيراد سلع استهلاكية كمالية، ولا يتوفر قطع أجنبي لشراء قمح ودواء وغذاء؟
ولماذا السكوت عن بعض المسؤولين الذين تحوم حولهم شبهات فساد كثيرة في حين كان يسرح موظف لمجرد تقرير كتب به أو  جراء تحقيق تفتيشي؟
.....الخ.
النوع الثاني من الإجراءات هدفها المباشر تحسين الوضع المعيشي بشكل عاجل ووفق الإمكانيات والموارد المتاحة، وهي يمكن أن تسد جزءا من الحاجة في ظل الظرف الحالي إذا ما قطعت يد الفساد عنها، وأحسن استثمارها واستخدامها...
فمثلاً...
هناك ضرورة لإعادة النظر بآليات التدخل الحكومي في السوق، وتصويب عملها وتخليصها من ممارسات الفساد لتحدث الأثر الايجابي المرتقب...
وهناك ضرورة أيضاً للسير فعلاً بمشروع فرض ضريبة على الثروات كما هو الحال في معظم دول العالم.
وهناك ضرورة لتسهيل تدفق السلع والمواد بين المحافظات والمناطق من دون أي عوائق أو نفقات غير منظورة...
وهناك ضرورة للتعامل مع المستثمر المحلي كمنقذ في هذه المرحلة، بحيث يُلبى في كل ما يطلب لتعود ماكينة الإنتاج للعمل من جديد، وبوتيرة أسرع....
.....الخ
المواطن ينتظر خطوات ملموسة من قبل مؤسسات الدولة ليدعمها ويساندها، فهو يعلم متى يكون الحصار سبباً في معاناته، ومتى يكون التعثر الداخلي في إدارة الملف الاقتصادي والخدمي سبباً في شقائه...المواطن بات يعرف كل شيء.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني