"الدروب متل القلوب" كمشة ذكريات وغمرة بسمات ودموع

"الدروب متل القلوب" كمشة ذكريات وغمرة بسمات ودموع

مرأة ومجتمع
اللاذقية-ميساء رزق
لطالما كانت الأماكن مخزناً عامراً للذكريات نسترجعه كلما طفنا بها لتفرض أحداثها ببسمة أو دمعة أو حتى نفَس نأخذه ونزفره ليخبر ما اختبرنا.
وللطرقات والدروب الحصة الكبرى في ذكرياتنا حيث تبقى مساراتها بالرغم من تغيير محيطها ولكن ما اختبرته خطواتنا على طولها يبقى له الطعم الحلو أو المر ولكن بكلتا الحالتين هو واقع عشناه زرع بذرة لحدث كان واقعاً وبات ماضٍ رسمنا خطاه على ذلك الدرب.
ببسمة ناعمة ونظرة حالمة سرحت في الماضي تقول غروب للمشهد: أجل للدروب ذاكرة لا يمكن أن تمحى والدليل أنني في كل مرة أعبر بها على الطريق الزراعي الذي كان يؤدي" أنذاك" لمدرسة حسن طراف الثانوية في مدينة بانياس أعود بالزمن ما يزيد عن ٣٠ عاماً عندما كنت وزميلاتي نذهب للمدرسة من هذا الطريق المختصر وتلاحقنا النظرات والابتسامات البريئة ولا تزال آثار الوحل على أحذيتنا والبلل من المطر الذي يفسد تسريحات شعرنا من أجمل الصور وأحنها التي أتمنى أن أعود وأعيشها مرة أخرى وسيبقى قلبي يرتجف كلما سلكت هذا الطريق.
بدوره تحدث أحمد عن ذكرياته على طريق"النهر"في قرية كلماخو عندما كان يزور القرية في العطلة الصيفية وما يحمله هذا الطريق من أجمل الصور والأحداث بالذهاب للبرية وقطاف الزيتون وما يتخلله من قصص عشق بريئ مدته موسم القطاف،ويتابع مبتسماً كلما عبرت هذا الطريق أتذكر كل الماضي وتحضر الوجوه والأسماء لأناس غابوا أو كبروا بالعمر ولكن تبقى صورهم وأصواتهم وكلماتهم حاضرة على طول الطريق.
وذكرت كل من غدير وبتول وسارة أن لطريق الجامع في قرية رأس العين بجبلة مكانة خاصة لديهن لأنه يخزن ذكريات العطلة الصيفية في صغرهن وما يحمله من صور لشقاوتهن ومغامراتهن الطفولية الجميلة من قطاف الزهور و"سرقة"الصبار والتين التي يضحكن عليها كلما مررن بذات الطريق.
وللحزن والدموع حصة في دروبنا هذا ما ذكرته أم نادر التي تستذكر جميع الدروب التي سلكتها مع ابنها الشهيد ففي كل متر منها ذكرى: هنا مشى،هنا وقع،هنا ضحك،هناك بكى،في تلك البقعة كان يلتقي حبيبته،وهناك غادرنا آخر مرة،مسحت دموعها وقالت:" الدروب متل القلوب مليانة كمشة ذكريات وغمرة بسمات ودموع".

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر