تجمعات "الخبز والسورية للتجارة" والوباء المتربص
اللاذقية - ميساء رزق
لطالما رمى الناس الاتهامات جزافاً على الحكومة لتقصيرها وهو أمر مشروع ومتاح فالمقصر يجب أن يحاسب.
ولكن عندما اتخذت الحكومة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فايروس "كورونا" وضعت الكرة في ملعب شعبها، فالمسؤولية مشتركة ولكن النسبة ترجح لكفة الناس بالتقيد بالتعليمات و إبعاد شبح الكارثة عن البلاد.
ولكن ما نلمسه على أرض الواقع يخيب الآمال بمقدار الاستهتار والاستخفاف بأبسط شروط السلامة ومنع انتشار العدوى،حيث التجمعات الكبيرة على مراكز توزيع الخبز ومنافذ بيع السورية للتجارة وكأننا مقدمون على مجاعة وفقدان للمواد التموينية والمعيشيةالأساسية، بالرغم من تطمينات الجهات المعنية بوفرة هذه المواد وضمان استمرار توفيرها كالمعتاد.
مناظر يندى لها الجبين من التدافع والصياح والعراك حد الضرب والسباب تتكرر في أماكن متفرقة بأحياء اللاذقية- والأمر كما علمنا يقاس على جميع المحافظات-
الحكومة اتخذت إجراءاتها لمنع التجمعات كإيقاف البيع من الأفران وتحويله لمراكز خاصة والمحال التجارية وبالسعر المدعوم دون زيادة تذكر،مع زيادة منافذ بيع السورية للتجارة،والأسئلة التي تطرح نفسها بإلحاح:
هل من بدائل سريعة لمنع التجمعات؟
لماذا هذا الإصرار على التجمعات وتجاهل "كورونا" الخطر الأكبر؟
هل هي مسألة عدم وعي،أم مسألة عدم ثقة "معهودة" بالحكومة؟
وبالحالتين لا يوجد مبرر للاستهتار والتجمع المميت- التربة الخصبة -لنشر الوباء المتربص الذي لاسمح الله إن وقع لا ي ينفع معه الندم وعض الأصابع.