البدروسية "شاطئ للسياحة أم للقباحة" (صور + فيديو)

البدروسية "شاطئ للسياحة أم للقباحة" (صور + فيديو)

 تقرير نور علي

منطقة "البدروسية"، من المناطق الحدودية مع تركيا، وتضم الجبل والبحر معاً، ومن حيث المنطق فإنها منطقة سياحية رئيسية، إلا أنها من حيث الواقع تخلو من كافة مقومات السياحة.
طرقات محفرة وغير معبدة، شوارع تفتقد للإنارة أو لأي لافتة دلالية أو إرشادية، شواطئ تملؤها أكوام النفايات والحيوانات النافقة ومواطنون يسبحون في مصب الصرف الصحي.

منطقة مهملة ومحافظة غافلة

كل ملامح تلك المنطقة تدل على أنها طي النسيان، وحتى الشاليهات الخاصة بها أشبه ماتكون بخيم اللجوء، قمامة يمكنك رؤيتها على طول الخط، حاويات كأنها تعرضت لقصف صاروخي أو مدفعي، وخزانات تحويل الكهرباء متآكلة من الصدأ ومجردة من أغطيتها لتكون خطراً يهدد أي طفل.
يقول مصدر مسؤول للمشهد رفض الكشف عن اسمه :"المبالغ التي خصصت لنا لا تكفي للقيام بأي خطة خدمية داخل المنطقة، وإذا أردنا أن نقوم بواجبنا تجاه هذه المنطقة فنحن نحتاج للكثير من التواقيع، وأي إجراء سنتخذه يحتاج للعديد من الموافقات التي قد تأتي سلباً أو إيجاباً وللكثير من الوقت، عدا عن الكتابات التي نرفعها مراراً دون أي رد أو إجابة".

ويضيف :"هل يعقل لوحدة إدارية كاملة أن تكون خالية من أي كازية، وهل يجب على آلياتنا أن تضطر دوماً للنزول إلى كازية الشاطئ أو لأي كازية من كازيات اللاذقية لتعبئة البنزين أو المازوت واستهلاك نصف الكمية للوصول إلى البدروسية أو البسيط".

ومن جهة أخرى، أشار المصدر أن السرافيس العاملة على خط "البدروسية - رأس البسيط" تنتهي في الساعة الثانية والنصف ظهراً إلى الثالثة، أي في فترة الذروة وهو الوقت المخصص لإنصراف العاملين وطلاب المدارس، الأمر الذي يجبرهم على التنقل بسيارات الأجرة.
 
جهود شعبية وتجاهل إداري

غالباً يكون تنظيف الشواطئ في تلك المنطقة مجهوداً ذاتياً وتطوعاً أهلياً في ظل التجاهل الحكومي والإداري.

كاميرا المشهد التقت أحد أهالي منطقة البدروسية الذي عبر قائلاً :"هذه المنطقة تعاني من مشكلات عدة أهمها الصرف الصحي الذي يصب حيث يسبح المواطنون، لدرجة بات المواطن يلتمس بشكل ملحوظ البراز البشري أثناء السباحة وهذا الحال شبيه بحال شاطئ البسيط، وحتى اللحظة لم يتم إتخاذ أي خطوة علاجية علماً أن المسؤولين على إطلاع تام بهذا الأمر، والفترة الماضية زارت شخصيات عديدة هذه المنطقة، أما بالنسبة للقمامة فهو أمر بات شبه ميؤوس منه، فلولا النشاطات الأهلية التطوعية لكان الشط أكثر قذارة من ذلك."

دراسة مأجورة واستملاك سياحي جائر

في كل البقاع السورية هناك مدارس حكومية مجانية إبتدائية وإعدادية، إلا في المنطقة الواقعة مابين "البدروسية والبسيط" وتحديداً جانب مزار "الخضر" عليه السلام فالمدارس لا أساس لها من الوجود، وإن أراد أهالي هذه المنطقة أن يدرِّسوا أولادهم فعليهم أن ينتظروا الشاليهات حتى تفرغ من مستأجريها لتقوم التربية باستئجارها كمدرسة حلقة أولى وحلقة ثانية.

يقول المواطن للمشهد :"الشاليهات صيفاً للسواح، وفي الشتاء للدراسة، هذا هو حال أطفالنا، ولولا أن قامت منظمة اليونيسيف في السنة الماضية بإحداث مدرسة مسبقة الصنع لبقي الأطفال دون دراسة، وكل مطالبنا في هذا الخصوص كانت دون جدوى، علماً أن ممثلي وزراة التربية جاؤوا مراراً وعاينوا الوضع ولكن بلا فائدة".

أكثر من 44 سنة مضت على استملاك السياحة لأراضي منطقة" البدروسية والبسيط" دون أن تضع بها حجراً واحد، 3 كيلومتر استملاك سياحي والمواطنون ممنوع عنهم أي ترخيص.

يقول المواطن للمشهد :"منذ عام 1975 وقرار الاستملاك قائم، ممنوع أن ترخص أي عقار وممنوع أن تقوم بعمل أي مشروع، وحتى أملاكنا الشخصية عليها إشارة استملاك، أي أن الدولة بأي لحظة قد تضع يدها على هذه الأملاك ولا ندري بأي قيمة تخمينية، وربما منشأة بقيمة ملايين تصبح بلا قيمة ويتم أخذها بكل بساطة."

 من سمع وقرأ ليس كمن رأى، فهذه المنطقة وغيرها معاناتها واضحة وظاهرة للعيان، ولكن سبحان الله كيف تكون خافية على من هم بموقع السؤال والمسؤولية؟

 


 

 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر