اللباس المدرسي السوري يدخل عالم الموضة والأزياء

اللباس المدرسي السوري يدخل عالم الموضة والأزياء

خاص - نور علي 

على مدار أكثر من أربعين سنة واللباس المدرسي السوري الموحد بين الإناث والذكور ذو النمط العسكري واللون الزيتي لم يتغير، ولطالما كان يتمتع هذا اللباس بمظهر يعكس الانضباط، الحزم والجدية للطالب وللمؤسسة التربوية التعليمية. 

ومع تطور الأجيال ومن باب التحديث والارتقاء، تم اعتماد لباس مدرسي سوري بنمط مختلف تماماً يتماشى مع العصر وهو عبارة عن قميص زهري وسترة وبنطال أزرق للفتيات في المرحلة الإعدادية، وقميص أزرق وسترة وبنطال أزرق للشبان في المرحلة نفسها، وذات الأمر بالنسبة للمرحلة الثانوية مع تغيير لون البنطال والسترة من الأزرق للرمادي، على أن يكون هذا اللباس رسمي ليس واسعاً ولا هو بضيق، وكلاسيكياً لايحتوي أي نقش أو تطريز مزين.

- اللباس المدرسي السوري قرار إجباري وتنفيذ اختياري

كان من المفترض بعد أن تم طرح فكرة اللباس المدرسي الجديد أن تتخذ الجهات التربوية المسؤولة إجراءات تلزم الطالب أو الطالبة التقيد بشروط اللباس المنصوص بشكل جدي على الأقل كما كان سابقاً في فترة اللباس القديم، وتتخذ العقوبة اللازمة بحق المخالفين منهم وتوجيه إنذار لأولياء الأمور، وكان من المفترض أيضاً أن تكون الرقابة التوجيهية ضمن المدارس حاضرة وبشدة، إلا أن ما يحدث مخالف تماماً، فالتجاهل والتراخي التربوي بات هو سيد الموقف، مما سمح للباس المدرسي "الحديث" أن يتخلى في كل سنة عن شرط من شروطه المنصوصة رسمياً ويفصل على أذواق الطلاب وحسب رغباتهم، ليغدو قرار اللباس إجباري حبر على ورق فقط واختياري على أرض الواقع. 

- لباس مدرسي بحلة استعراضية 

في كل عام وتحديداً في هذا الوقت من السنة يبدأ معظم الأهالي بتجهيز أبنائهم وبناتهم لاستقبال موسم دراسي جديد، وشراء كل ما يلزم من لباس مدرسي، حقائب وقرطاسية. 

هذا العام شهدت الأسواق السورية قمصاناً مدرسية للفتيات تواكب آخر صيحات  موضة 2019، فمنها القصيرة المزمومة على الجوانب، ومنها ذات 4 أو 5 أزرار فقط وربطة في نهاية القميص تعقد حسب الرغبة، ومنها ذات التطريزات المبرهجة وغيرها الكثير من الموديلات. 

هذا بالنسبة للقميص، أما بالنسبة للبنطال فهو الآخر كان له حصة كبيرة من الموضة، كبنطال "السيكاريت"، بنطال "الكاجوال"، بنطال السرج العالي "الخصر العالي"، وبنطال "الفيزون". 
وللأمانة فإن كل الموديلات التي سبق ذكرها سواء للقميص أو البنطال هي ضمن شروط الألوان المعتمدة للباس المدرسي "الألوان فقط". 

- تنوع بالأقمشة والموديلات وتفاوت في الطبقات

 دون أدنى شك فإن الموديلات الصارخة للألبسة المدرسية ظاهرة غريبة على المجتمع السوري غير مقبولة ومثيرة للجدل، إلا أنها ليست وحدها القضية، فالتفاوت الطبقي بين العائلات السورية وتدني القدرة الشرائية لدى الغالبية منها لن يسمح بأن يكون اللباس المدرسي لأبنائهم وبناتهم يحمل ذات الجودة الإنتاجية ونفس نوع القماش، الأمر الذي سيحدث فوارق واضحة في اللباس المدرسي الذي من المفترض أن يكون موحد كما ذكرنا سابقاً، فالمقارنة غير ممكنة وغير عادلة بين لباس نخب أول قياسي المواصفات وبين لباس نخب ثالث أو رابع، بالإضافة أنه سيولد الحساسية والتنمر بين الطلاب والطالبات على وجه الخصوص ويضع بعض الأهل في مواقف محرجة ستؤثر تباعاً على مواقف أبنائهم وبناتهم أمام زملائهم، ويحول المدارس من مؤسسات تربوية للعلم إلى دور للمنافسة والأزياء. 

اليوم وفي ظل هذه الفوضى والفلتان، ومع تحول طالبات المدارس لعارضات للأزياء، لم يعد من الصعب أن نتنبأ بما ستؤول إليه أحوال هذه الأجيال وأحوال المدارس التي بدأت تفقد شرعيتها التربوية شيئاً فشيئاً، لذا لابد أن نستحضر قليلاً في الذاكرة أيام مرحلة التربية العسكرية "الفتوة" التي تم حذفها من المناهج ونقول فعلاً: "الله يرحم".

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر