"استروا بناتكم" حملة مشبوهة على "الفيسبوك" في حلب والرقابة غائبة

"استروا بناتكم" حملة مشبوهة على "الفيسبوك" في حلب والرقابة غائبة

دمشق – رامي سلوم

وصلت فوضى صفحات موقع "الفيس بوك" أخيرا، إلى ما يدعى بحملة (استروا بناتكم)، والتي كالعادة أطلقها أشخاص مجهولين، ولاقت استقبالا من البعض الذين كرروا نشرها إما استهزاءً أو تفاعلا، ولكنهم في النهاية أسهموا في انتشارها بوعي أو من دون وعي.

وما تسمى بحملة (استروا بناتكم) ليست سورية في الأصل، غير أنها انتشرت في بلدان العالم العربي، ومنها سورية، والتي تبث صورا لفتيات يرتدين زيا عاديا، بحجة أنها أزياء غير ملائمة لشهر رمضان، وهنا يبرز السؤال الأهم، أين الرقابة والمحاسبة على مطلقي مثل هذه الحملات الشعبوية السلبية والتي يصل بعضها إلى حد التحريض؟، خصوصا من قبل (الجرائم الإلكترونية)، والتي طالب مواطنون بتدخلها الإيجابي لرصد مثل هذه الظواهر.

ودعا الكثير من المواطنين الذين التقتهم "المشهد" الجهات المعنية لكبح جماح هذه الظواهر السلبية ومحاسبة مرتكبيها، إضافة إلى جميع من يعمد إلى نشر الأفكار السلبية المضرة بالمجتمع، مشيرين إلى أن الجهات المعنية تدخلت في العديد من القضايا التي لا تشكل شرخا اجتماعيا أو بعدا سلبيا من دون أن تتدخل لبتر هذه الظواهر.

 وعلى الرغم من الصد الواسع الذي لاقته المنشورات السابقة، غير أنها تلقى استحسان البعض وتحصد اهتمامهم ليصبح ما يمكن أن يكون طبيعيا مستهجنا ومحرضا على الفعل، خصوصا أن 80% من سكان المنطقة العربية من ضعاف التعليم أو الأميين، وفقا لتقرير نشرته منظمان أممية سابقا، وهو الأمر الذي يرفع معدلات تأثرهم بالشائعات والدعوات السلبية.

وبالتأكيد لاقت المنشورات استهزاءً واسعا في الوسط الاجتماعي، وأطلق بعضهم حملات مضادة مثل حملة (اقلعوا عيونكم) التي تدعوا بدورها الشباب إلى غض الطرف وعدم النظر إلى النساء في الشوارع في حال كانوا يتأذون فعلا من ذلك، كما نشر آخرون صورا عادية عن يومياتهم المعتادة وهم يمارسون الرياضة أو بصحبة أصدقاءهم في المطاعم وغيرها وخصوصا الفتيات منهن، وارفقوها (بهاشتاغ) (استروا بناتكم) استهزاء بالحملة ومطلقيها.

المشكلة الحقيقية وراء الحملة أنها نشرت صورا عادية لنساء في الأسواق أو في مراكز العمل، والمعروفة بأنها تلتزم بأزياء عادية ويمكن تسميتها بالمحتشمة، غير أن استخدام صورهن ينطلق من حملة للتشدد، والتي ساهمت في بعض التصرفات السلبية لأشخاص آخرين اعتدوا لفظيا على نساء في الشوارع متهمين إياهن بقلة الحشمة، على الرغم من كونهن موظفات حكوميات، وهي الأماكن التي تمنع عمليا الزي غير المحتشم، إلا من وجهة نظر أصحاب الحملة.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني