العنف والتسرب ودمج الطلاب يؤرق العملية التعليمية في دمشق

العنف والتسرب ودمج الطلاب يؤرق العملية التعليمية في دمشق

دمشق – رامي سلوم

كشف مدير تربية دمشق غسان اللحام "للمشهد" أن تداعيات الحرب والأزمة التي عاشتها سورية على مدار السنوات الماضية لا تزال ظاهرة في العملية التعليمية من خلال حالات العنف والتسرب ووجود الطلبة الكبار مع الصغار في صفوف واحدة، خصوصا بعد عودة الأطفال من المناطق الساخنة والذين تعرضوا لحالات انعدام الأمان وسلطة القانون والعديد من الممارسات اللاأخلاقية والقمعية وعاشوا حالات الذعر والخوف، فضلا عن انقطاعهم عن التعليم لسنوات.

وأوضح اللحام أن هؤلاء الأطفال عانوا من ممارسات غريبة انعكست على حالتهم النفسية وبالتالي طريقة تعاملهم مع أقرانهم ومع الآخرين، مؤكدا على أن مديرية تربية دمشق تدرك تماما أن هؤلاء الأطفال ضحايا لا ذنب لهم حتى في تصرفاتهم الغير مستقرة وتعمل على دعمهم نفسيا واجتماعيا، وقياس مدى استجابتهم للعلاجات الاجتماعية والنفسية الغير مباشرة من خلال دائرة البحوث في مديرية التربية، والتي تركز نشاطها على دعم هذه الحالات خلال المرحلة الحالية.

وأكد اللحام أن مديرية تربية دمشق تدرك تماما مخاطر وسلبيات المرحلة الحالية، خصوصا اندماج الطلبة الكبار مع الصغار، وما ينقلونه لهم من أفكار وممارسات لا تناسب أعمارهم، وقد لا تكون مناسبة تربويا على الإطلاق، خصوصا في حالات دمج الطالبات الكبار مع الصغار في مدارس الإناث، مشددا على أن مديرية التربية تراقب بدقة تلك الممارسات، وتستخدم العديد من الوسائل لمنعها حرصا على العملية التربوية وعدم انتشار أفكار وممارسات سلبية ولا أخلاقية جراء عمليات التواصل الغير متكافئة.

وأشار اللحام إلى أن بعض الطلبة الكبار يحملون عادات وقيم مختلفة، خصوصا أن معظمهم من الذين انقطعوا عن العملية التعليمية، وكانوا خارج إطار الدولة، وتربوا في ظروف عمل غير مناسبة تربويا ومن سن صغيرة، مبينا أن وزارة التربية والتعليم دمجت القادمين الجدد في الصفوف الدراسية في سبيل تأهيلهم من جديد واستعادة البعد الأخلاقي والقيمي والتربوي في أسلوب حياتهم من خلال اندماجهم مع أقرانهم.

و قال اللحام إن مديرة التربية ودائرة البحوث تعمل بشكل دائم على رصد التداعيات النفسية للأطفال بطرق علمية عصرية ترصد استجابة الأطفال للمتغيرات بشكل دوري، لافتا إلى أن واحدة من تلك الطرق هو تنظيم معارض الرسم التي تسبر أفكار الطلبة وبنيتهم الداخلية، مبينا أن لوحات بعض المعارض غلبت عليها رسومات الدمار، وصور المعارك، وألوان الدم، وهو ما يلتقطه الأخصائيون مباشرة، ويتعاملون معه من خلال الأدوات الملائمة، خصوصا أن وجود مرشد اجتماعي ونفسي في كل مدرسة يدعم هذا التوجه.  

وأشار اللحام إلى أن مركز البحوث في مديرية تربية دمشق يتعاون بشكل مستمر مع المنظمات الدولية الخبيرة في هذا المجال، مثل منظمة "اليونيسف" وغيرها، وذلك لتبادل الأفكار واستقدام أحدث التجارب والمخرجات العالمية في المجال لتأمين الدعم الاجتماعي والنفسي اللازم للطلبة، لمكافحة التسرب المدرسي، والتوجه العنفي، كما ينظم المركز العديد من الدورات بالتعاون مع المنظمات نفسها، لدعم الكادر التدريسي بالأدوات الملائمة للتصرف، خصوصا المرشدين الاجتماعيين والنفسيين.

واعتبر اللحام أن بناء الإنسان من أولويات وزارة التربية، التي تعمل على تهيئة البيئة المدرسية الإيجابية، والكوادر البشرية للعمل على إعادة دمج الطلاب القادمين وغرس شعور الهدوء والأمان والطمأنينة في داخلهم وتحفيزهم إلى النواحي الإيجابية، مبينا أن المديرية تتقدم بخطوات واسعة في هذا المجال، نافيا استخدام الأساليب القمعية أو التهديد الذي سينعكس سلبا على الأطفال، مؤكدا أن الأسلوب التهديدي بعيد عن كليا عن الأسلوب التربوي الذي تنتهجه الوزارة.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني