لعبة المنقلة التراثية تتناقل حصاها أيدي الجد والحفيد

لعبة المنقلة التراثية تتناقل حصاها أيدي الجد والحفيد

اللاذقية- ميساء رزق
لا يكاد يخلو منها منزل في ريفنا الجميل وحتى في المدن ومقاهيها، توارث هيكلها الخشبي وحصاها الصغيرة الأبناء عن الأجداد، لعبة المنقلة التراثية التي يتبارى الرجال بجميع الأعمار باللعب بها،فكم تختزن الذاكرة مشاهد لأجدادنا بلباسهم الريفي وعقالاتهم الملونة وهم يتحلقون حولها وما زالت رنة حصاها تصدح في الآذان بتعالي أصوات التشجيع وعدّ الحصى وإعلان الفائز لتتوالى جولات اللعب .

العم حمدان نويرة من قرية كلماخو تحدث لـ"المشهد" عن هذه اللعبة وطقوسها المحببة كونه أحد اللاعبين البارزين في منطقته , قائلا: هي إحدى الألعاب الشعبية المشهورة في الريف بين كبار السن خصوصاً ومن موروثهم التقليدي نظراً لارتباطها بالأجيال المتلاحقة من أهالي الريف اللاذقاني ولسهولة حملها والتنقل بها لصغر حجمها وإتقان صنعها بحفظ حصاها بداخلها،واصفاً شكلها بأنها قطعة مستطيلة من الخشب السميك بطول ٦٥سم وعرض ١٥سم تضم صفين متوازيين يتصلان ببعضهما بمفصلات معدنية ناعمة في كل صف ٧حفر تدعى (جونات) توزع عليها ٩٨ حصاة صغيرة ملساء تدعى (حصو منقلة)،توزع في كل جونة ٧ حصوات،ومبدأ اللعب بتنقيل الحصى بين الجونات بعكس عقارب الساعة،يفوز بالجولة من يجمع أكبر عدد من الحصى, وهناك طريقتين للعب :المجنونة وهي الأسهل والعاقلة التي تحتاج التركيز والتفكير،لافتاً إلى أن هذه اللعبة تحتاج إلى ذكاء و مهارات ذهنية كالشطرنج، إضافة إلى القدرة على الحساب والتفكير والعد السريع، وتقام لها المباريات ومسابقات الدوري على مستوى القرى والمناطق تكريساً لفكرة استمرارها.
وأشار نويرة إلى أن اللمة على هذه اللعبة تضفي عليها الكثير من الحميمية والتواصل نظراً لجمعها رجال القرية وتبادل الأحاديث فضلاً عن الجو الحماسي والتنافس الذي يصل حدود التخاصم المؤقت أحياناً للتدخل والانحياز لأحد اللاعبين ،منوهاً بإقبال الشباب أيضاً على ممارسة هذه اللعبة وبراعتهم بها وتحديهم لأجدادهم بفوزهم بها ما يثير موجة من الهرج والمزاح في جلساتهم التي تنتهي (بحرد الجد) على حد قوله.
موروثنا الشعبي غني بالكثير من العادات والتقاليد والأكلات والألعاب التي يصر الأجداد على حفظها و نقلها لأبنائهم وأحفادهم بكثير من الحب والإصرار على خزن ذاكرة مليئة بالصور الجميلة لبلد عريق باقٍ بقاء الحجر والشجر مادتي صنع المنقلة.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر