"ازدياد ظاهرة التسول في رمضان" حاجة أم استغلال للشهر الكريم؟
-
ميساء رزق - 2019/05/09
- 3169
اللاذقية - ميساء رزق
انتشرت مع حلول شهر رمضان المبارك الظاهرة الحاضرة دوماً في شوارعنا وهي التسول ،فأنّا يممت وجهك ترى الأيادي الممدودة المستجدية بعض المال ،وفي جولة للمشهد في أنحاء مدينة اللاذقية رصدنا فيها واقع هذه الظاهرة المتفشية بوضوح لأطفال بعمر صغير ونساء وحتى رجال بأعمار متفاوتة مستغلين هذا الشهر الفضيل وقدسيته لعدم ردّ أياديهم خالية،تراهم على إشارات المرور وفي الأسواق وأنفاق العبور يلحقون الناس بإلحاح بدعوات لقنوا بها وحفظوها عن ظهر قلب.
واللافت الأطفال الصغار الذين سلبوا براءتهم عمداً لظروف قاهرة فرضتها الحرب والنزوح ،فعلى الكورنيش الجنوبي وفي ساعة متأخرة من الليل قابلنا ثلاثة أخوة ولدين وبنت بأعمار متقاربة أكبرهم ذو سبعة أعوام تجمعوا مادين أيديهم طلباً للصدقة حاورناهم كل على حدة بأسئلة موحدة عن سبب تسولهم ،وأين أهلهم، وهل هم في المدارس، ولماذا يتسولون ليلاً ؟ أجاب كل واحد منهم بأجوبة مغايرة عن أخيه حيث قال محمد أن أمه متوفاة وأبوه مريض وهو متسرب من المدرسة بحجة عدم قدرة والده المريض على مصاريف دراسته وهو يعيل أسرته من التسول ،وذكرت منى أن أبوها متوفي وأمها عاجزة و ستدخل المدرسة العام المقبل وتريد المال لتشتري الطعام والدواء لوالدتها ،بدوره أصغرهم عبدالله قال أن أهله فقراء ووالده عاجز وأمه مريضة تحتاج الدواء، وعندما هممنا لتصويرهم هرب الثلاثة جرياً متفرقين ، وبسؤال أحد باعة الذرة والفول على رصيف الكورنيش حيث كنا عن هؤلاء الأطفال ذكر أنهم يتواجدون هنا يومياً وحتى وقت متأخر للتسول حيث يوصلهم أحد الرجال كل يوم ويعود ليأخذهم ليلاً .
وفي حي الزراعة تتواجد مجموعة أخرى من النساء والأطفال يفترشون الأرصفة أو يتجولون بين السيارات يستحلفون المارة بالشهر الفضيل لوهب المال بإلحاح لدرجة يجبرونك بها على المبادرة للتخلص من أيديهم التي قد تتشبث بثيابك أحياناً ،وقس على ذلك من أمثلة مشابهة أينما ذهبت في ظل غياب واضح للجهات المعنية بهذه الظاهرة التي عجزت عن السيطرةو الحل.
في الختام قال تعالى : (أمّا السائل فلا تنهر)ولكن في زماننا هذا وما فُرض علينا من ظروف صعبة بات التسول واستغلال شهر رمضان قضية مؤلمة تحتار معها هل تعطي أم تمنع؟فالخوف من حاجة السائل الحقيقي تجبرك غالباً على المجاراة بغض النظر عن وجود حالات كثيرة للمتاجرة بهذا الوضع ،على أمل أن تختفي هذه الظاهرة خلال شهر رمضان وعلى مدار العام.
