الشهادة واستنزاف العقول والجيوب

الشهادة واستنزاف العقول والجيوب


اللاذقية - ميساء رزق
بات وصول أحد الأبناء للشهادة الإعدادية أو الثانوية همّاً يطال كل أفراد العائلة ويستدعي الاستنفار التام وتعطيل الحياة الاجتماعية والتفرغ التام لتوفير الجو المناسب لهذا المقبل على ما يمكن أن يقال عليه الجهاد في سبيل النجاح ،وقد سادت في الآونة الأخيرة بعض البدع المحدثة وفقاً للظروف الراهنة من تدني مستوى التعليم في بعض المدارس وزيادة أعداد الطلاب في الشعب الصفية وتغيير المناهج التعليمية وما زاد الطين بلّة موضة الدروس الخصوصية لجميع المواد تلك التي أرهقت كاهل الأهالي بأجور خيالية للمدرسين الذين استغل بعضهم الوضع وضاعف أسعار المناهج بشكل كبير.
 وحول هذا الموضوع رصدت المشهد حال بعض الأسر مع تجربتهم ورأيهم بهذا الخصوص: حيث ذكرت نسرين اسماعيل (أم محمد)وهو طالب في الصف الحادي عشر أنها تحضر محمد للبكالوريا بتسجيله بدورات لجميع المواد منذ بداية الفصل الثاني ليكون مستعداً لها وعلى دراية بالمنهاج منذ بداية العام ،لافتة إلى أنها عانت في حجز مكان لابنها عند بعض الأساتذة المشهورين في مدينتها بانياس لزيادة الطلب عليهم لجدارتهم بالرغم من ارتفاع أسعارهم حيث يتقاضى بعضهم حوالي ١٥٠ ألف للطالب على المنهاج بمجموعة قليلة العدد يزداد السعر ويقل حسب العدد، من جهتها لفتت ديمة أحمد وهي أم لتوأم في البكالوريا أنها في حالة استنفار في المنزل عطلت جميع نشاطاتها و فرضت أحكاماً قاسية من منع الموبايل والتلفاز والزيارات لتأمين الجو المناسب لهما مع الدروس الخصوصية لجميع المواد على أمل أن يحصلا علامات عالية، وذكر محمد حديدي وهو أب لطالب في الصف التاسع أنه يحاول أن يوفر لابنه كل وسائل الراحة للدراسة حيث خصص له غرفة مستقلة و قلّص مصروف الكماليات ليؤمن الدروس الخصوصية له. 
كما التقينا مدرسة الرياضيات فريال بلول التي ذكرت للمشهد أنها تعطي دروساً لطلاب قريتها بأجور رمزية حيث تتقاضى ١٥٠ ليرة للحصة الدرسية مستغربة هذا الإقبال على الدروس الخصوصية التي يصر عليها الأهل أكثر من الأبناء بغض النظر عن حاجتهم لها، منوهة إلى التسرب المبكر من المدارس قبل انتهاء العام الدراسي للشهادات بحجة مراجعة المنهاج وتغاضي التربية عن هذا الأمر.
ختاماً التفوق والتحصيل العلمي أمر جيد بالمطلق ولكن تحميل الأبناء فوق طاقتهم والأهل أكثر من قدرتهم أمر غير مقبول، وللأمانة مدارسنا ومدرسيها على سوية عالية من الجدارة فلماذا لا نعيد لهم مجدهم ونمنحهم ثقتنا من جديد؟ ولنتذكر كم خرٌجوا من عظماء علمياً ومهنياً، وبالحقيقة من جدٌ وجد.
فتحنا اليوم هذا الملف وناقشنا الموضوع من زاوية ضيقة مع شريحة صغيرة مقتدرة على الوعد بالمتابعة بجوانب أخرى سنناقشها حول واقع التعليم وما يدور في فلكه من قضايا تمس هيكليته و مستقبل أجيال تخطو على دروب المستقبل في وطن بحاجة لكل فرد فيه فالتعليم أساس البناء السليم.
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر