نريد شراء أناناسة .. في المرة القادمة !

نريد شراء أناناسة .. في المرة القادمة !

نريد شراء أناناسة .. في المرة القادمة !

المشهد- طرطوس- ربا أحمد
الطبخة اليوم تبلغ تكلفتها /3-4/آلاف ليرة ، والخضار باتت حملاً مالياً ثقيلاً يحتاج إلى من يسنده ، فالبطاطا المسلوقة التي كانت أكلة الفقراء ، للأسف اليوم أصبحت أغلى من غيرها بكثير.
أرقام خيالية تضرب أسعار الخضروات والفواكه بطرطوس ، والمواطن الذي يعمل ليل نهار يعيش ليكفي عائلته من الأكل فقط.
بجولة على سوق الخضار بطرطوس اشتكى الناس من لهيب الأسعار المستعر ، فالبطاطا /500/ليرة والبندورة /450/ ليرة والكوسا/800/ ليرة والباذنجان /650/ ليرة والفاصولياء /ألف ليرة/ ، حتى السبانخ والحشائش ارتفعت إلى أسعار لم تشهدها طوال سنين فبلغت كيلو السبانخ /400/ليرة .
أرقام فلكية تدهش الناس ، ليقف الجميع عاجزاً عن العيش بحياة كريمة تلك التي تكفي لما هو أقل الحقوق وهو الشبع.
سيدة في السوق وقفت تسأل بائع الخضراوات ، كيف الناس ستعيش ! إن كانت أسعار الخضراوات هكذا دون أن نضيف عليها اللحم أو الدجاج أو رب البندورة أو الزيوت والسمن والأرز ؟
سؤال لم يجد أحد جواب له ليجيبها ، ولكن الغصة ربما كانت كافية لتجعل من ساقية الأسئلة بحر من الهموم اليومية .
وعند سؤال الباعة عن أسباب غلاء الخضراوات بهذه الطريقة المرعبة ، أشار الكثيرون منهم إلى أن السبب يعود لكونها ليست بموسمها وهي من البيوت البلاستيكية التي تعتبر مرتفعة الثمن سواء من حيث تكلفتها أو تكلفة مزروعاتها .
في حين أكد الكثيرون أن ما زاد الطين بلة هي العواصف والكوارث الطبيعية التي حصلت خلال هذا الشهر وما سبقه من تدمير لعشرات البيوت المحمية وموت للمزروعات وبكميات كبيرة على امتداد المحافظة ، وبالتالي قلة العرض أمام الطلب .
ولكن بعض المواطنين أكدوا أن أسعار الخضراوات في بقية المحافظات أقل بكثير وبفارق ما يزيد عن المئة بالكيلو الواحد ، وهنا دافع الباعة عن أنفسهم بأن من يحدد الأسعار هي تسعيرة سوق الهال وليس بائع المفرق .
هذا الكلام رفضه العم أبو أحمد الذي طالبنا بزيارة عدة أسواق لمعرفة الفارق السعري بين كل سوق وآخر ، فالكولبات تبيع بأسعار مرتفعة جداً وكذلك دكاكين الحارات ليليها أسواق الخضار وأقلها أسعار الأسواق الشعبية حيث يمنع على الزبون أن ينقي الخضار والفواكه بنفسه وإنما البائع يملأ الأكياس كما يريد.
ولكن يبدو أن أسهم الخضار تسقط في بورصة الأسواق أمام أسعار الفواكه التي ولدت لدى الناس شعوراً أنها فعلاً استوائية وهم في بلاد الواق واق .. فالأناناس وهي زراعة المحافظة تبلغ سعرها /2000/ ليرة والكيوي يتراوح بين /1500-1800/ ليرة للكيلو ، والمانجو /ألف /ليرة بينما الموز والتفاح يقف عند حدود /500/ليرة وهي الفاكهة التي تحتاجها العائلات بشكل يومي للحقيبة المدرسية .
أكدت لي بعض السيدات أن هناك من الأطفال من يطالب أهاليهم بشراء الأناناس ولكنهم للأسف لا يستطيعون ويعدوهم في المرة القادمة ، لتعلق وتقول :" إنها تردي الأوضاع الاقتصادية للبلاد بعد الحرب والتي خلقت مشاكل اجتماعية واقتصادية وثقافية سنحتاج للكثير من السنوات لمعالجتها ".
الخضار والفواكه وهي التي اعتاد الناس على وجودها كالخبز في المنزل كونها من ضروريات الحياة ، تصبح اليوم على قائمة الهموم الكثيرة أمام التكاليف المدرسية والنقل والمرض والملابس وغيرها الكثير.
إحدى المدرسات التي تشتري بعض الخضار أوقفتني لتطلب مني أن تجد الحكومة طريقة لتقليص الفارق بين الدخل والمصروف ، فزوجها الموظف في إحدى المشافي وهي يعملون عملاً إضافياً ولا يكفي حاجاتهم ، فلديها /3/ أولاد ، اثنان منهم في الجامعة والثالث في الشهادة الثانوية ( البكالوريا) ، مؤكدة أنها بحاجة ل/350/ألف شهرياً .
وبنفس الوقت أكد أحد الزبائن أنه اشترى /4/أنواع خضار ب/6/آلاف ليرة ، مطالباً التجار ببيع الخضراوات القديمة للفقراء بأسعار أقل .
هكذا تسير اليوم حياة المواطن بطرطوس .. كيف نأكل ؟ وهل ستكفي رواتبنا أسبوعها الأول؟ هل أجسادنا أعياها التعب ؟ هل الفرح والسعادة باتت في حياة أخرى ؟؟


 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني