يستخدمون كل شيء قابل للاحتراق.. هكذا يواجه السوريون برد الشتاء

يستخدمون كل شيء قابل للاحتراق.. هكذا يواجه السوريون برد الشتاء

المشهد - هيا صارم 

شتاء آخر يمر على السوريين وسط شح شديد في وسائل التدفئة، وكما السنوات السابقة أصبح الحصول على مخصصات المازوت حلماً صعب المنال، رسالة ال 50 ليتر قد لا تاتي، رغم ارتفاع سعر هذه الكمية الى 100 الف لمن يشملهم الدعم، مقارنة ب 25 الف سعرها في العام الفائت، التوزيع الى الان شمل من لم يحصل على مخصصات العام الفائت.

يضطر "محمد صالح" من سكان مدينة اللاذقية، لبيع مخصصاته من مادة "مازوت التدفئة"، ليؤمن بفارق ثمنها بعض احتياجات أسرته في فصل الشتاء، حيث يباع الليتر الواحد بحدود 14 الف ليرة سورية، ويؤكد في حديث لـ "المشهد"، أنه أساساً استغنى عن التدفئة بالمازوت، ومنذ عامين حوّل بعض الأغطية الصوفية لملابس يرتديها وأسرته التي تتكون من ستة أفراد لتأمين بعض الدفء، ومواجهة برد الشتاء الذي بات فصلا ثقيلا على من مثله من الفقراء!.

تقنين ذاتي 

تعيل مارلين طفليها منذ استشهاد زوجها، ويشكل فصل الشتاء ثقلا ماديا إضافياً عليها، لذا قررت أن تشارك فصل الشتاء مع والديها، إذ تنتقل وطفليها شتاءاً إلى منزل ذويها لتجمع مخصصات الأسرتين من المازوت، مع تقنين في ساعات تشغيل المدفئة قدر الإمكان لتجنب شراء "المازوت" من السوق السوداء، وتقول الارملة الثلاثينية: "أبقى في منزل والدي مع أطفالي حتى شهر آذار تقريباً، ونحاول ما امكن تأمين التدفئة بالوقود ونفرض قواعد مشددة على أنفسنا لخفض نفقات التدفئة الباهظة إذا ما اردنا شتاء دافئاً لأطفالنا.

بينما تعيش "أم محمد"، مع أسرتها المكونة من ثلاثة أطفال وزوجها الذي يعمل موظفا حكومياً، وتقول: "نقوم بتشغيل المدفئة لمدة ساعتين يومياً خلال فترة المساء، نحاول أن نوزع الـ ٥٠ ليتر على كامل ايام البرد، لكن عند نفاذ الكمية - وهو امر مؤكد- سأكون من زبائن السوق السوداء ما سيجعلني أزيد من التقنين الذاتي في الاستهلاك، ودفع أطفالي لتغطية أنفسهم طيلة الوقت بـ (الحرامات)، لنتجنب إصابة أي منهم بـ "الكريب"، فالأدوية هي الأخرى باهظة الثمن".

تضطر عائلته "احمد" لتأمين وقود التدفئة بأي سعر، كونه يعاني وضعاً صحياً استثنائياً بعد تعرضه لاصابة حربية، ويقول: "إصابتي بشلل رباعي تلزمني السرير طيلة الوقت، عائلتي تفعل المستحيل لتأمين ما يلزمني من أدوية ورعاية، لكن الأمر يزداد سوء خلال فصل الشتاء، والبحث عن بدائل من الحطب أو سواه مستحيل في ظل عدم تجهيز المباني بمداخن خاصة بمدافئ الحطب، لذا فإن كلفة معيشتي تتضاعف في الشتاء، وتثقل كاهل عائلتي التي تعتبر من العوائل الفقيرة أساساً، ولأن المخصصات غير كافية فهم كغيرهم ضحايا لجشع تجار السوق السوداء".

بدائل ضارة 

تستخدم "أم عبير"، مدفئة الحطب في منزلها، لكن الحطب ليس وقودها الوحيد، فكل ما تقع عيناها عليه من أقمشة بالية، وأحذية وقطع بلاستيكية أو ورق مقوى (كرتون)، يصلح لأن يكون وقوداً في مدفئة منزلها، وتقول: بات الشتاء فصلاً للأثرياء، وعلى الفقير أن يلهث طيلة يومه خلف أساسيات حياته، ومسألة الاعتماد على التيار الكهربائي في التدفئة باتت ضرب من الخيال.

بينما يعود "أبو أحمد"، كل يوم من عمله حاملاً معه كيساً من "أغصان الأشجار اليابسة"، التي يجمعها من الحدائق أو من الطرقات في جولة يومية على دراجته الهوائية ليؤمن لأسرته حطباً يكفيها لعدة ساعات، ويشير الى ان سعر كيلو الحطب يصل لـ ٤٠٠٠ ليرة، ويضيف: "نحتاج يومياً لنحو ٥ كغ، ما يعني أن تكلفة الشهر تصل لـ ٦٠٠ ألف ليرة، وراتبي لا يزيد عن ٢٥٠ ألفاً، ومع عملي الإضافي يصبح مجموع دخلي ٦٥٠ ألفاً، وبالتالي فإن جمع كل ما يمكن حرقه من عيدان وبلاستيك وأحذية، يعد خياراً إلزامياً، فلا حلول أخرى!.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني