الزراعات المحمية وتأثيرات التحول إلى الموز

تعتبر الزراعات المحمية وخاصة البندورة في البيوت البلاستيكية من أكثر الزراعات تأثرا بارتفاع الأسعار نظرا لحاجتها لمواد كثيرة مرتفعة الثمن من نايلون وبذار ومبيدات وغيرها ولكونها تشكل السواد الأعظم من نسبة البيوت البلاستيكية.
ولطالما شكلت مواسم الزراعات المحمية المحرك الرئيسي للعجلة الاقتصادية في الساحل السوري فعندما تكون المواسم وفيرة  والاسعار جيدة تتحرك الدورة الاقتصادية بقوة في الساحل السوري دافعة معها عجلة الاقتصاد الوطني برمته.
اليوم الصورة تتغير فالمزارع غير قادر على تحمل تكاليف الانتاج والصيدليات الزراعية غير قادرة على التمويل فتمويل ثلاثة مزارعين اليوم قد يعادل رأس مال الصيدلية بالكامل
نظرة بسيطة للأسعار تبين ما يحصل فتكلفة النايلون للبيت البلاستيكي الواحد تفوق خمسة ملايين ليرة سورية وسعر ظرف البذور للبيت البلاستيكي الواحد حوالي 1.5 مليون ليرة سورية. وتكلفة تعقيم البيت البلاستيكي حوالي 14 مليون ليرة سورية. وهناك تكاليف متفرقة بين سقاية ومواد مكافحة ومبيدات وحراثة وماشابه بحوالي مليون ليرة. وسعر العبوة الفارغة حوالي 8000 ليرة سورية وأجرة نقل المنتج حوالي160 ليرة للكلغ الواحد. وتكاليف الكمسيون حوالي 300 ليرة سورية للكلغ.
أذا تبلغ تكلفة إنتاج وتسويق الكلغ الواحد حوالي 5000 ليرة سورية بدون عائد رأس المال ؟
اليوم يتراوح السعر بين 2500 و 5000 ليرة سورية وهو أقل أو يعادل التكلفة.
تجهيز مشروع من خمسة بيوت نظامية يحتاج حوالي 70 مليون ليرة أي اربعة مزارعين يحتاجون لحوالي 300 مليون ليرة وبالتالي لا الصيدليات ولا محلات سوق الهال قادرة على التمويل!
اليوم نستطيع تقسيم المزارعين إلى نوعين : نوع لديه امكانات مادية لتمويل مشروعه وسيستمر بالإنتاج وهم قلة قليلة والسواد الاعظم ليس لديه امكانيات الاستمرار توقف عن زراعة البندورة وتحول إلى مواسم أقل كلفة وهنا ارتفع مؤشر زراعة الموز بشكل كبير نتيجة انخفاض التكلفة والعائد الجيد وعدم الحاجة للبيت البلاستيكي .
ولكن ما تأثير هذا التحول في الزراعة على المشهد الزراعي العام؟
الانتاج سيبدأ بالانخفاض بشكل حاد بدءا من العام القادم وبالتالي سترتفع الاسعار بشكل كبير خاصة في فترات انقطاع منتجات الزراعات المكشوفة مما سيؤثر بشكل سلبي على فئة المستهلكين كون البندورة مادة أساسية للأسر السورية وتدخل في كافة المأكولات تقريبا.
على التوازي مع زيادة المساحات المزروعة من الموز وكونها سلعة غير اساسية سينخفض سعرها بشكل كبير وبالتالي قد لاتجدي زراعتها نفعا مستقبلا.
اليوم الحكومة مطالبة بمعالجة المشكلة ونحن على بر الامان قبل تراجع انتاج الزراعات المحمية وبيع المشاريع كخردة حديد 
كيف يمكن ذلك برأي عبر شقين اساسيين الاول قيام الحكومة بإدارة عملية التسويق بشكل يضمن تنظيم عقود تصدير نظامية للخارج تتولى الحكومة توزيعها في أيام محددة بحيث يتمكن المزارع من تصدير حوالي نصف محصوله بسعر مرتفع وبيع الجزء المتبقي للسوق المحلية بما يحافظ على السعر المعتدل للمستهلك النهائي والثاني حل مشكلة قضية التمويل المنظم بشكل يخفض الكلفة واعباء الفوائد على المزارعين .