تخفيضات.. تخفيضات..أغلب الباعة المعلنون عن تخفيضات مخالفون للقانون.. كيف ذلك؟!..

تحقيقات

خاص - المشهد

دمشق - محمد الحلبي

 تخفيضات.. عرض خاص.. اشتري قطعة واحصل على الثانية مجاناً.. أرقام بأحجام وألوان مختلفة تغازل عيون المستهلك وهي تعلن عن تخفيضات وتنزيلات بالأسعار.. تدغدغ مشاعر المواطن لاغتنام الفرصة التي قد لا تتكرر بالسعر ذاته مرة أخرى..
شوارع المدينة
بمجرد نزولك إلى الأسواق.. سواء أسواق الألبسة كسوق الحميدية أو الحمرا أو الشعلان...إلخ، أو غير ذلك من الأسواق كأسواق الأغذية والمولات.. ستبهرك العروض والتخفيضات المعلنة على واجهات المحلات.. حيث تصل التخفيضات في بعض الأحيان إلى أكثر من 70%، لكن ما إن تدخل إلى المحل لشراء السلعة التي أعجبتك حتى تفاجأ بصاحب المحل يقول لك:" هذه القطعة لا يسري عليها العرض" لتجد أن البهرجة الدعائية للتخفيضات والتنزيلات على واجهة المحل لا تنطبق سوى على ستاند واحد في المحل كله.. ويسري الطرح السابق على المواد الغذائية أيضاً أو المنظفات.. حيث غالباً ما يشمل العرض السلع التي قارب تاريخ صلاحيتها على النفاد، وعندما تريد شراء نفس السلعة ومن ذات المحل من الرف الآخر يقول لك البائع:"العرض فقط على بعض العبوات أو السلع  ولا يشمل مثيلاتها من ذات السلع" حتى ولو كانت من نفس النوع والأسم والماركة، ولا تختلف عن التي يشملها العرض بشيء سوى تاريخ صلاحيتها!..
قانون ولكن؟!..
سألنا صاحب أحد محلات الألبسة في شارع الحمرا بدمشق كان قد أعلن عن تنزيلات من 20 - 30% ، واخترنا إحدى القطع ليقول هذه القطعة لاتخضع للتخفيضات.. قلنا له: ولكنك قد أعلنت على واجهة محلك عن تخفيضات حتى 30%.. فقال: العرض يشمل هذا الستاند فقط!.. وهي طبعاً ألبسة قديمة في الموديل أو لايوجد منها سوى مقاسات محددة.. سألناه إن كان يعلم بأنه قد خرق قانون حماية المستهلك، فأجاب إنه لا يعلم ذلك!..
في مشهد آخر أعلن صاحب أحد المحال الغذائية في سوق باب سريجة عن عرض خاص.. علبة مرتديلا بحجم متوسط مع علبة صغيرة بتخفيض يصل إلى 20%، وعندما حاولنا شراء نفس العبوتين من ستاند آخر قال أن هذه السلع لا يشملها العرض! وطبعاً كان تاريخ انتاج العبوات التي يشملها العرض قديم وشارف على انتهاء الصلاحية.. وعندما قلنا له أنه يضع لائحة التخفيضات لهذه السلعة على واجهة المحل أصر أن العرض لا يشمل كل الأصناف!..
في حضرة حماية المستهلك
توجهنا بالسؤال إلى مدير مديرية حماية المستهلك عدي شبلي لتوضيح رؤية القانون في هذا الجانب فقال: إذا أعلن البائع على واجهة محله عن تخفيضات فكل البضاعة داخل المحل خاضعة للتخفيضات دون استثناء، أما إذا أراد البائع أن يعلن عن عرض خاص لبعض البضائع والسلع، فيجب وضع العرض على الستاند الذي يحوي البضائع الخاضعة للتخفيضات فقط، وإلا فإن البائع يرتكب مخالفة للتسعيرة المعلنة..
نقطة نظام
على ما يبدو أنه ليس المواطن فقط بحاجة إلى تثقيف بقانون حماية المستهلك فقط ليعلم حقوقه.. بل يجري الأمر كذلك على الباعة والتجار أيضاً، ويجب على وسائل الإعلام، وخاصة المرئية توضيح جوانب هذا القانون وتسليط الضوء عليه، ليعي المستهلك والبائع لحقوقهم على حد سواء، وخصوصاً أن قانون حماية المستهلك الجديد قيد الدرسة، كي تثمر نتائجه على أرض الواقع، وتردم الهوة بين المستهلك وقانونه الذي يحميه، وتتغير الصورة السوداء التي ظهر عليها في نسخته الحالية..