وصول الدعم إلى مستحقيه.. الجملة التي ترعب السوريين..

وصول الدعم إلى مستحقيه.. الجملة التي ترعب السوريين..

تحقيقات

دمشق - محمد الحلبي
وصول الدعم إلى مستحقيه  هي الجملة التي ابتدعها المسؤولين والحكومات التي تعاقبت على إدارة سنوات الأزمة في البلاد، حيث باتت هذه الجملة نذير شؤم لخطر قادم سيطال إحدى جوانب الحياة المعيشية للمواطن، ومؤشر إلى أننا مقبلون على أزمة جديدة لا نعرف حجم مأساتها ولا مدة المعاناة منها، فكيف وصل الدعم إلى مستحقيه؟ وما هي التطورات التي أحدثها مصطلح (وصول الدعم إلى مستحقيه) في حياة السوريين؟ وهل فعلاً وصل الدعم إلى مستحقيه؟
البطاقة الذكية
يحتار المواطن وهو يبحث عن مكمن الخطأ في اختراع البطاقة الذكية، وكيف أنها لم تحمل من اسمها نصيب..
هل العيب في البطاقة؟ أم يكمن في من يقوم على عملها؟ لا يهم.. إذ أن ما يهم المواطن هو النتيجة، فمنذ أن ولدت البطاقة الذكية باتت حياة المواطن السوري محاطة بغباء استخدام وعمل هذه البطاقة، حيث بدء ضيق العيش مع ولادتها رغم التطمينات الحكومية من أن ولادة هذا الاختراع الجديد سينظم الحياة المعيشية ويعيد الحق المسلوب إلى أصحابه، وسيكف أيادي تجار السوق السوداء عن التحكم بلقمة عيش المواطن ، إلا أن ولادة هذه البطاقة ترافقت مع استحكام أزمة غاز منزلي خانقة، عندما وصل سعر اسطوانة الغاز المنزلي في السوق السوداء إلى 6000 ليرة سورية وقتها، لتختفي تلك الأزمة مع الأيام الأولى لتطبيق خدمة البطاقة الذكية، وتحديد مدة 23 يوماً لاستلام جرة الغاز، لكن ما لبثت أن عادت الازدحامات لتسقط البطاقة الذكية في امتحانها الأول قبل أن تلتف الحكومة على مظاهر الازدحامات، وتتخلص منها بإرسال رسالة sms للموطنين للحصول على الجرة، ومرة جديدة يرتفع سعر اسطوانة الغاز إلى 10000 ليرة سورية في السوق السوداء، قبل أن يظهر وزير حماية المستهلك السابق عاطف نداف ويعلن أن مدة استلام جرة الغاز هو 65 يوماً، عندها ارتفع سعر هذه الأخيرة إلى 25 ألف ليرة سورية في السوق السوداء، فكيف وصل الدعم إلى مستحقيه؟..
سكر ورز
حاولت البطاقة الذكية أن تغير الصورة التي ظهرت عليها في هذا الجانب، وأن توصل الدعم إلى مستحقيه فعلاً، لكن فسيفساء المواطنين في الطوابير التي تلونت على أبواب صالات السورية للتجارة  لم تتغير عن لوحات طوابير انتظار استلام جرة الغاز، لا بل ترافق ذلك مع سقوط بعض السلع التي لم يحصل عليها جل المواطنين (كالزيت والشاي)، حتى أن بعض المواطنين لم يتمكنوا من الحصول على السكر والرز أصلاً..
وقد اقترحنا وقتها أن يستلم المواطنون مخصصاتهم الإعاشية عن طريق رسالة sms كما هو الحال في استلام اسطوانات الغاز، وبعد دراسة مستفيضة استمرت أكثر من عامين توصل المسؤولين إلى هذا الحل ليطبق مؤخراً..
حكاية رغيف الخبز
أما حكاية رغيف الخبز فهي أغرب من حكاية ألف ليلة وليلة، حيث احتار المعنيون كيف يوصلون الدعم إلى مستحقيه لحماية الخط الأحمر تحت رغيف الخبز، فاعتبروه أحد الأولاد الشرعيين للبطاقة الذكية، ويجب حمايته ودعمه ليصل إلى مستحقيه،

فرن الزاهرة الآلي

فارتفع سعر ربطة الخبز في السوق السوداء من 100 ليرة إلى 150 ليرة، كان ذلك قبل أن تحدد وزارة التموين وحماية المستهلك مخصصات كل بطاقة ب4 ربطات خبز، ليرتفع سعر ربطة الخبز في السوق السوداء إلى 200 - 300 ليرة سورية، عندها تفتقت أفكار المعنيين بتخصيص عدد ربطات الخبز حسب عدد أفراد الأسرة، ليصل سعر ربطة الخبز في السوق السوداء بين 800 - 1000 ليرة سورية، ناهيك عن الازدحامات الخانقة، وتآمر عمال الأفران داخل الفرن مع باعة الخبز وعلى عينك يا تاجر، أما المواطن فلا حول له ولا قوة.. فعن أي دعم أوصلتموه إلى مستحقيه تتحدثون؟!..


حكومتنا الموقرة.. ارحموا عقولنا الصغيرة قليلاً، وحافظوا على ما تبقى من ذرات العقل في رؤوسنا.. قبل أن يتحول الوطن إلى مشفى للأمراض العقلية.

وصول الدعم إلي مستحقيه حرمنا مازوت التدفئة.. وصول الدعم إلى مستحقيه تسبب بأزمات نقل خانقة.. جعل من جرة الغاز حلماً، ومن حفنة سكر وكف من الأرز رفاهية..وصول الدعم إلى مستحقيه جعل من رغيف الخبز كنزاً.. ووحدها شماعة العقوبات والحصار الاقتصادي وقانون قيصر  يحملون كل تلك الأزمات..

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر