كيف غير "كورونا" رمضان السوريين ؟

كيف غير "كورونا" رمضان السوريين ؟


المشهد- ريم غانم
لم يكد السوريين يتنفسون بعض الصعداء بعد أن كانت الحرب في نهايتها حتى دخل وباء كورونا وسرق بهجة الاحتفال بالحياة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتراجع الوضع المعيشي للكثيرين بسبب الإجراءات الاحترازية التي فرضت لمنع تفشي المرض الذي فتك بكل العالم، ومع دخول شهر رمضان الذي أجبر الأغلبية على التقشف والتخلي عن الكثير من العادات الاستهلاكية بسبب الغلاء الذي طال كل شيء، فيما ينتظر آخرون عطاءات من الجمعيات الخيرية، فكان رمضان كئيباً وبغير حلة هذا العام.
غياب التهنئة الشخصية
غيرت الإجراءات الوقائية بعدم التجمع والتقليل من الاختلاط مع الأخرين وإيقاف الدوام في معظم المؤسسات والدوائر وإغلاق المعامل والورشات والمطاعم والمقاهي، شكل استقبال شهر رمضان الذي كان يبدأ بالتهاني الشخصية بين الناس عبر زيارة بيوت بعضهم والتي قلت واختفت.
فيما استذكر الكثير من كبار السن تلك الأيام بحسرة حيث قال أبو محمد : تدمي القلب الحال التي وصل إليها الناس هذه الأيام إضافة إلى تراجع الوضع المعيشي للكثيرين والغلاء الذي لم يرحم أحد أتت "الكورونا" وكملتها علينا ، وكأنه لم ينقصنا غيرها، فلم نعد حتى مصافحة بعضنا واختفت كل مظاهر الزيارات الشخصية للتهنئة التي كانت من عاداتنا التي توارثناها عن أجدادنا، وأصبحت اليوم عبارة عن تهنئة عبر الواتساب والمسنجر بأفضل الأحوال.
فيما أعربت أم محمد عن حزنها وأسفها على الحال التي وصلنا لها منذ أن بدأت الحرب التي كانت قد أخذا حصتها من حالنا وسرقت الكثير من بهجة رمضان فأتى الفيروس و" زاد الطين بلة" كما يقال فلم يعد لدى الفقراء سوى الامتناع عن الأكل أو الانتظار على المساعدات من هنا وهنا .

تراجع الإقبال على الأسواق
ومع موجة الغلاء الجديدة وغير المسبوقة التي تسببت بها الإجراءات الوقائية لمواجهة تفشي «كوفيد - 19»، والتراجع الجديد لسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، تفتح المحال التجارية أبوابها وحركة المارة طبيعية والتي زادت أيضاً مع قدوم شهر رمضان، لكن يلاحظ في الوقت نفسه تراجع الإقبال من قبل المواطنين على الشراء عما كان عليه في موسم رمضان العام الماضي، بسبب تزايد تردي قوتهم الشرائية، بينما تظهر استعدادات خجولة لأصحاب المحال وشكاويهم من قلة تصريف البضائع.
وبعد أن وصل سعر لتر الزيت النباتي حالياً إلى 1600 ليرة، وكيلو الرز الوسط أكثر من 850 ليرة، بينما حلق كيلو الفروج المذبوح إلى أكثر من 2000 ليرة، والبندورة إلى 800 ليرة والبطاطا إلى مايقارب 500 ليرة.
فيما ألقت وزارة التجارة والداخلية اللوم في تلك الارتفاعات على التجار وبأنهم  غير متعاونين لتخفيض الأسعار في رمضان ولا يقدمون أي مبادرات
وهو ماصرح به مدير الأسعار في الوزارة تمام العقدة وبأن التعاون ضعيف من التجار في تخفيض الأسعار، وتقديم عروض جيدة للمواطنين، مع بدء شهر رمضان المبارك، على الرغم من كل التسهيلات التي تقدمها الحكومة، وخاصة بتبسيط إجراءات الاستيراد، مؤكداً أن رأس المال يبقى جباناً، والتجار يشتكون دائماً، من مخاوف كثيرة، وصعوبات في الاستيراد، وعلى الرغم من ظروف الحصار والعقوبات، فإن التسهيلات موجودة، ولكن التجار لا يقدمون أي مبادرات.
ولفت العقدة، إلى أنه تم التشديد على دوريات الرقابة التموينية للضرب بيد من حديد خلال شهر رمضان، وخاصة ما يتعلق برفع الأسعار والتلاعب بها، ومخالفة المواصفات والغش، حيث تم توجيه تعليمات صارمة لعدم التهاون مع أي مخالفة مهما كان حجمها وقيمتها، والتي لم تنفع مع أي تاجر ولا تزال الأسعار تحلق ولا يزال المواطن عاجر امامها مفضلاً التخلي عن الكثير من المواد.

 

التوجه نحو التالف

حتى مع كل التحذيرات بعدم السير في الأماكن المزدحمة تجنباً للعدوى من الفيروس إلا أن مها وهي ربة منزل مكونة من أربعة أطفال وزوج متوفى لم تملك سوى خيار أن تنزل للسوق للشراء لكن مع المشهد المتعالي للأسعار، وجدت أن تشتري من الأصناف الوسط والرديئة، التي يضعها الباعة جانباً فهم يعرضونها بأسعار منخفضة لبيعها بسرعة قبل أن تتلف.
 

وأكدت مها أنها وكل من حولها لم يحضروا شيء لرمضان وربما لن يصوم هذا الشهر أحد منهم فالناس نسيت التحضير له وأصبح همها حالياً تأمين طبخة اليوم فقط، وغي أكثر الأحيان لا تؤمن، فقد أصبح الشراء في حال القدرة على الحبة والحبتين حتى ميسورو الحال اضطروا للتقشف مع توقف أعمالهم.

مساعدات خيرية
مع كل الظروف السيئة وانقطاع مصدر رزق الكثيرين  لا تزال هناك جمعيات خيرية في معظم المحافظات تقدم سلات غذائية وفي بعض الأحيان توزع وجبات يومية، والتي حاولت وزارة الشؤون الاجتماعية تنظيمها في بعض الجهات لكنها تراجعت هذا العام كما لاحظ الجميع وامتنع كبار التجار إلى حد كبير عن المبادرة في هذا المجال، رغم كثافة الدعوات الرسمية والشعبية لهم.

 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر