سوريون يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة
المشهد-جودي دوبا
"لا أستطيع النوم في غرفة مظلمة" بهذه الجملة بدأ "محمد.م" حديثه مبيناً حالة الخوف الشديدة لديه من الظلمة، متابعاً حديثه "في شتاء 2016 تعرضت للخطف من قبل مسلحين أثناء عودتي من عملي في سوق الحميدية إلى منزلي الكائن في ضاحية الأسد، على طريق برزة كانت الساعة حوالي الخامسة مساء، تعرضت للكثير من الإهانات والضرب، والذل، وفي إحدى المرات حاولت المقاومة، فكان عقابي أني وضعت في غرفة مظلمة لم أعرف فيها ليلي من نهاري، كانت مظلمة جداً وباردة، ولا أسمع إلا صراخ المخطوفين يتعرضون لشتى أنواع الذل والعذاب".
ومن ساعة تحريره حتى هذه اللحظة يعاني محمد الخوف من الظلمة، ويعاني من مشاكل في النوم.
يمكن أن يكون هذا الشعور واقعاً أو خيالات ترافق الشخص لفترة زمنيّة من حياته، حيث يعرقل الخوف تقدّم الإنسان في أمور حياته سواء كان في علاقاته الاجتماعية أو الشخصيّة أو على الصعيد العلميّ، وقد يتخطى بعض الأشخاص مرحلة الخوف بنجاح تام. ولكن بالنسبة للبعض الآخر يبقى الخوف هاجساً يعيق حياته.
للخوف أسباب عدة
يقول الدكتور بسام محمد"اخصائي نفسي" لــ"للمشهد" أن الحرب على السورية زادت من الأمراض النفسية في مجتمعنا ولعل أهم هذه الأمراض هي حالات الخوف بسبب ماتعرض له البعض من حوادث كتفجيرات وخطف وابتزاز، فلا نستطيع نكران أن ماتعرضنا له أمر هائل لم نكن معتادين عليه، والصدمة أثناء الحرب، كانت أكبر من الخوف، لكن بعد أن هدأت الأوضاع نوعاً ما بدأت تظهر الحالات المرضية النفسية والتي من أهمها حالة الخوف، فالكثير من الحالات التي وصلتني، لديهم خوف من الأصوات المفاجئة، من الظلمة، من الطرقات، وحتى من الأشخاص.
يوضح د.محمد أن على المريض مراجعة العيادة النفسية، لمتابعة حالته المرضية ووصف العلاج المناسب لها، فالتحدث للطبيب يساعد في التخفيف من الثقل والخوف لدى المريض، اضافة إلى أداء التمارين الرياضية كل يوم لمدّة لا تقلّ عن نصف ساعة، حيث تعمل الرياضة على التخلص من التفكير في الخوف، كما تساعد على تفادي تلك المرحلة، بالإضافة إلى دورها الفعال في إزالة التوتر لدى الإنسان.