ماليات

مليون ليرة سورية ويزيد هي احتياجات الأسرة السورية في العيد..

مليون ليرة سورية ويزيد هي احتياجات الأسرة السورية في العيد..

بات قدوم العيد ثقيلاً على كاهل الأسر السورية بعد عشر عجاف مرت على البلاد، ولم تستطع الحكومات المتعاقبة الحد من ارتفاع الخط البياني لمعدلات التضخم وانقاذ الليرة السورية من الانهيارات التي لحقت بها، لتسقط السلع من قوائم احتياجات الأسرة السورية الواحدة تلو الأخرى، ولتحل بعض السلع في خانة الكماليات بعد أن كانت من الضروريات، فيما الضروريات خرجت نهائياً من قائمة الحسابات، وما ينتظر الأسر السورية في الأيام القادمة بات شبحاً يحتار المواطن السوري كيف سيتعامل معه أو سيحتال عليه!..

المقاهي تفتقد زوارها متأثرةً بموجة الغلاء وكورونا..

المقاهي تفتقد زوارها متأثرةً بموجة الغلاء وكورونا..

تعيش سوريا حالة من الانفصام كما يحلو لعلماء النفس تسميتها، فهي لم تتعافى بعد من هموم الحرب التي أثقلت كاهلها، حتى جار عليها تجار الأزمة بإغراقها وأهلها بغلاء المواد الأساسية للحياة.. دمشق اليوم مرهقة، تعبق فيها رائحة الجوع والموت والفقر والفاقة، أهاليها بالكاد يرشفون طعم الحياة، بل يرشفون طعم الموت أكثر منه كل يومٍ، ربما يهربون إلى الشوارع من البيوت المعتمة، التي أصبحت خانقة بمسؤولياتها وطلبات أهلها مقابل أيدٍ عاجزة، وتسمع في الشوارع أحاديثهم التي باتت تقتصر على غلاء المعيشة وصعوبة الحال والعجز أمام متطلبات الحياة. فما بين تراشق المسؤوليات، وواقع صعب، وانفصال عن الواقع، يعيش السوريون اليوم حياتهم مثقلة بالهموم، متعبون من الواقع الذي بات الكثير منهم يحاول اشغال نفسه بأي شيء عسى أن يستطيع الخلاص من يومه بعيدا عن أزمة قلبية، أو الدخول في غيبوبة بسبب الصدمات المتلاحقة ، أو حتى جلطة دماغية، فغالبا ما يهرب السوريون بعد يوم شاق يحمل الكثير من العناء إلى أحضان الليل ليختبئوا به من هموم الصباح التي عبقت بهم، فمنهم من يتجول في حارات (باب توما)، المنطقة الشعبية التي يعشقها أغلب السوريين، ومنهم من يرتاد المقاهي ليلا مع بعض أصدقائه، يتجاذبون أطراف الحديث ويلعبون ورق الشدة علهم يتناسون ما ألم بهم في الصباح من هموم ومصاعب ..