في يومها العالمي.. المرأة السورية انتصرت في "المطاحشة" و"العتالة" وغُلبت في الحقوق والحماية!

في يومها العالمي.. المرأة السورية انتصرت في "المطاحشة" و"العتالة" وغُلبت في الحقوق والحماية!

المشهد | ريم ربيع

على أنغام الأغنيات المعدة بكل عناية، والمذاعة على مختلف القنوات احتفاءً بيوم المرأة، حضّرت هالة احتياجات طفلتها وأرسلتها إلى المدرسة، لتنطلق هي إلى العمل الذي بالكاد يؤمن قوت يومها بعد أن سافر زوجها منذ ست سنوات على نية أن تلحق به بلمّ شمل لم يتحقق.

ومع غياب وسائل النقل الجماعي إلى المؤسسة التي تعمل بها، تواجه هالة معركة يومية حتى تجد وسيلة تقلها، لاسيما أنها تنتقل من الريف إلى المدينة، فتحولت وسائل النقل من "ميكرو سرفيس" إلى "سوزوكي" إلى "تركتور" وصولاً إلى الدراجة النارية أو أية وسيلة متوفرة، فلم يبق متسع لأي بريستيج أمام الظروف الحالية.

يومياً، وبعد انتهاء ساعات عملها، تتجه هالة نحو المحكمة لتتابع قضية طلاقها المعلقة منذ سنوات، بعد أن خذلها زوجها وأفرغ ما بجعبته من حجج واهية لعدم استكمال إجراءات سفرها، وبات يقولها صراحة: "أريدك ان تبقي مع عائلتي ولن تسافري أبداً"، لتكتشف لاحقاً أن القانون يقف إلى صفه وصف عائلته التي تضغط عليها معنوياً ومادياً، فحين طلبت الطلاق رفض الزوج وعائلته ورضخ القانون إلى رفضهم، وحين حاولت السفر مُنعت ابنتها من المغادرة دون موافقة وليها وعائلته أيضاً.!، لتبقى اليوم معلقة رهن مزاج زوجها وغضب المجتمع عليها.

نكتة سمجة

لهالة مثيلة في كل أسرة تقريباً، فما تعانيه النساء اليوم من أزمات مهّدها المجتمع وتوّجها قانون قاصر، جعلت من يوم المرأة العالمي "نكتة سمجة" لا مكان لها في زحام المهام والمعارك اليومية، حتى تلك النساء اللاتي كسرن الصور النمطية وحققن إنجازات مهنية وفنية وثقافية وعلمية، ورغم كل الحفاوة بهن، فمازلن يواجهن ذات الأزمات ويتعرضن لمختلف أشكال الاستغلال دون حماية قانونية أو مجتمعية لهن.

تسلط "النسوان"

إحقاقاً للحق، فقد تساوت المرأة مع الرجل أخيراً في الكثير من جوانب الحياة، بدايةً من التنوع في المهن، حيث دخلت النساء ميادين عمل لم يسبق لهن تجربتها، فلم يبقَ اليوم مهنة "للرجال فقط"، وتساوت أيضاً مع النصف الثاني للمجتمع في الانتظار على مختلف أنواع الطوابير، و"المطاحشة" على وسائل النقل، و"عتالة" مستلزمات البيت من الخضار وصولاً لجرة الغاز، حتى بات بعض الشبان يتذمرون من تطفل النساء على مختلف الميادين، قائلين :"ما ضل شي ما أخدوه النسوان".!

حتى إشعار آخر..

أما حقوق المرأة في اختيار الزواج الذي يلائمها، أو الطلاق الذي تحتاجه، وحقها في رعاية أطفالها، ومنحهم جنسيتها، أو حصولها على عمل لائق يحميها من تحرش مرؤوسيها أو زملائها بها لفظياً أو جسدياً، وحقها في الأمان والحماية التي يفترض أن تكون مؤمنة ضمن عائلتها، أو تقدمها بالشكوى عند تعرضها لأي إزعاج مهما كان نوعه دون أن ينصب المجتمع نفسه قاضياً وحكماً عليها، فهي كلها حقوق مؤجلة لا مكان لها في بلد "الأزمة"، غير أن غيابها لم يمنع سيل المعايدات والتعاضد الذي أظهرته المؤسسات الرسمية في هذا اليوم.

طموح الكرسي.!

تقول ربا "طالبة جامعية": بالتأكيد لدي خطط وأحلام كبيرة لأنفذها مستقبلاً، إلا أن جلّ اهتمامي عندما استيقظ صباح كل يوم يكون في إيجاد مقعد في الباص، يقيني شر المتحرشين المستغلين الازدحام الحاصل، حتى لا اضطر لمتابعة الطريق سيراً على الأقدام، فإن تجرأت وتفوهت بحرف واحد بصوت مرتفع سأصبح "سيرة اليوم" لكل ركاب الباص وكأنني أنا المخطئة.! فقبل أن يحتفي المجتمع بعيد المرأة –تتابع ربا- كان الأجدى به وضع أبسط الأسس والمقومات التي تمكنها من تحصيل حقوقها، وليس المقصود هنا ألا تتعرض المرأة لأي ضغوطات أو مشكلات، فهذا أمر مستحيل، ولكن أن تُمنح فرصتها في الدفاع عن نفسها وتحصيل حقوقها دون أحكام وتقييمات لا فائدة منها.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر