على ماذا اقتات الإنسان قبل 100 ألف عام؟ (صور)

على ماذا اقتات الإنسان قبل 100 ألف عام؟ (صور)

ترجمة وإعداد ناهل الخطيب

منذ حوالي مئة ألف عام عاش إنسان "النياندرتال" على أراضي أوروبا الحديثة وآسيا الوسطى. بعض العلماء يعتبرونهم أسلافنا البعيدين ويحاولون باستمرار معرفة معيشتهم اليومية.
من المعروف في الوقت الحالي أنه في تلك الأيام حاول الناس القدامى البقاء على قيد الحياة فقد بحثوا عن كهوف مناسبة للسكن وصنعوا الرماح لصيد الحيوانات.
إذا كانت بيوت النياندرتال وطرق صيدهم معروفة بالفعل ، فإن نظامهم الغذائي لا يزال مبهماً، لكن غالباً ما كانوا يأكلون لحوم الحيوانات، ومؤخراً اكتشف العلماء أنهم أكلوا الأسماك أيضا.

ولكن كيف أمسكوا بها وكيف أثر عليهم الطعام المتنوع؟

بالحكم على البقايا التي عثر عليها العلماء منذ مئات آلاف السنين، عاش النياندرتال في كهوف تقع في إيطاليا والبرتغال ودول مجاورة أخرى.

وتم تقسيم بيوتهم إلى ثلاث مناطق :
الأولى - بمثابة مطبخ يتم فيه تقطيع لحوم الحيوانات المذبوحة وتناولها.
المنطقة الثانية - استناداً لوجود موقد دائما في هذا القسم، فعلى ما يبدو هذه المنطقة كانت مخصصة للاستراحة والنوم.
والمنطقة الثالثة - عبارة عن ورشة عمل يتم فيها صنع رماح خشبية بأطراف حجرية وفؤوس وأدوات أخرى يحتاجونها في الحياة اليومية.

نظراً لامتلاك البشر القدماء الرماح والفؤوس، كانوا قادرين على اصطياد الثيران ووحيد القرن والماموث وحتى الأسود والضباع المفترسة أيضاً.
ومع ذلك فخلال عمليات الصيد والقتال المتلاحم مع الحيوانات، أصيبوا بجروح خطيرة أدت إلى وفاة البعض منهم أحياناً.
وكانت رحلات الصيد في أماكن مختلفة، حقول مفتوحة وغابات ومناطق وعرة وجبال .
فعمليات الصيد في بعض الأحيان كانت سهلة نوعاً ما، حيث الحيوانات التي انتهى بها المطاف في الحفر أو المستنقعات وغير قادرة على المقاومة، ولم يتبقى على الصيادين سوى رميها بالرماح لقتلها.

كان البشر البدائيون أذكياء للغاية، حيث عرفوا كيفية تقطيع اللحم باحتراف باستخدام الأحجار الحادة بداية الأمر، ثم بعد ذلك باستخدام السكاكين الحجرية، وكانوا يقطعون اللحم إلى عدة أجزاء بحيث يكون أكثر ملاءمة للأكل نيئاً أو مشوياً، وفي معظم الحالات يتم تناولها في جلستين لأن الإنسان القديم لم يعرف كيفية تخزين اللحم ليبقى طازجاً.
والجدير بالذكر أنهم قاموا أيضا بسلخ جلد الفرائس وصنع الملابس الدافئة منها.

كما تبين في الآونة الأخيرة الكثير من الأدلة على أن النياندرتال تناولوا المأكولات البحرية أيضاً مثل الأسماك والمحار وسرطان البحر.
ويتجلى ذلك على الأقل في اكتشاف أثري على أحد سواحل البرتغال، حيث تمكن العلماء من العثور على العديد من عظام الحيوانات المختلفة، من بينها بقايا صدف الرخويات، التي تشكلت قبل 86-106 ألف سنة على شكل كومة من "القمامة" ، والتي أكد العلماء أن النياندرتال قد تخلت عنها آنذاك.

اكتشف الباحثون بقيادة عالم الآثار خوان زيلان بعد دراسة هذه البقايا، أن الأشخاص القدماء أكلوا الأسماك وطيور البحر وحتى الصنوبر.
ووفقا لبعض التقارير العلمية التي تؤكد أن المأكولات البحرية شكلت ما يقرب نصف النظام الغذائي للنياندرتال، أي أنهم كانوا يأكلون بنفس الطريقة التي نتبعها نحن تقريباً.
هذا الافتراض وثيق الصلة بالنياندرتال الذين يعيشون في أراضي البرتغال الحديثة على أقل تقدير.

كما شك العلماء لفترة طويلة أن النياندرتال مارسوا الصيد البحري، لكن في عام 1949 درس العلماء كهف موسيريني الإيطالي ووجدوا فيه 167 صدفة على الأقل ذات حواف حادة.
كان من بينها صدف ذات أسطح ناعمة، لذلك اكد الباحثون أن الناس القدماء استخرجوها من قاع البحر مباشرة.
وللقيام بذلك من المفروض أنهم غاصوا على عمق مترين إلى أربعة أمتار تحت الماء، مستخدمين الرماح بعمليات الصيد هذه.

هناك افتراض أنه إن لم يأكل الإنسان البدائي المأكولات البحرية، فإن تطور الجنس البشري قد استغرق وقتاً أطول.
فيعتقد العلماء أن الأحماض الدهنية الموجودة في الماكولات البحرية لها تأثير إيجابي على دماغ البشر القدامى وتحسين قدراتهم العقلية تدريجياً. واتضح أن الأسماك والكائنات البحرية الأخرى أثرت بشكل غير مباشر على سرعة التطور البشري.

يبقى الأمل حالياً في أن يتمكن العلماء من الكشف عن حقائق أخرى مثيرة للاهتمام حول تغذية أسلافنا البعيدين. ولكن سيكون من الصعب جداً القيام بذلك ، لأن " أكوام القمامة " المتبقية بالقرب من المسطحات المائية نادراً ما يقوم العلماء باستكشافها.
ويعتقد أن هذا يرجع إلى حقيقة أن هذه التراكمات من عظام الحيوانات لآلاف السنين قد جرفت واندثرت بمياه البحار والمحيطات.

سمي الأشخاص الذين عاشوا قبل 100 ألف سنة باسم "النياندرتال" لأنه تم العثور على إحدى جماجمهم الأولى عام 1856 في وادي نياندرتال (ألمانيا).
النياندرتال هم الممثلون المنقرضون للجنس البشري، كانوا أقصر منا ولديهم أكتاف عريضة وكان متوسط ​​العمر المتوقع لديهم حوالي 20 سنة. ومن الواضح أن هؤلاء البشر البدائيون ليسوا الأسلاف المباشرين للإنسان، وأنه كان بيننا أنواع أخرى من الناس القدماء، لم يتم اكتشافها بعد.

وحقيقة أخرى مثيرة للاهتمام - عندما لم يتمكن النياندرتال من العثور على كهوف مناسبة للحياة، كانوا يبنون ملاجئ من عظام وجلود الماموث. وكثيراً ما كان يتوجب عليهم البحث عن سكن، لأنهم كانوا يتنقلون باستمرار من مكان إلى آخر.

وعن "أكوام القمامة" المذكورة أعلاه والتي تركها النياندرتال لها اسم ( kieckenmedings ) ، وعادة ما يتم العثور عليها بالقرب من المسطحات المائية وتلال بارتفاع عدة أمتار. وغالباً ما يجد العلماء في هذه الأكوام عظام الخنازير والغزلان وحتى الأسماك.

 لابد ان البشر البدائيين أكلوا النباتات أيضا بالإضافة إلى اللحوم والمأكولات البحرية.
كما ستكشف نتائج الدراسة الكثير من الأشياء الأخرى المثيرة للاهتمام حول النياندرتال..

 


على ماذا اقتات الإنسان قبل 100 ألف عام؟


شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني