طريق جبلة بانياس القديم: تعديات وسطو على أملاك الدولة

طريق جبلة بانياس القديم: تعديات وسطو على أملاك الدولة

اللاذقية - ميساء رزق

 يعتبر طريق جبلة - بانياس القديم من أهم الطرق الحيوية التي تخدّم مئات القرى في ريف المنطقتين المذكورتين، وكان هذا الطريق الذي أُحدث منذ أيام الاحتلال الفرنسي الطريق الرئيسي الذي يربط الساحل بالداخل والعاصمة، حيث كان مجرد وقوع حادث عليه يؤخر الوصول لساعات وحتى أيام جراء انقطاعه، ولم يختلف وضعه الراهن عن الماضي حيث بقي الطريق على حاله من الوضع السيئ الذي طالما أرّق العابرين عليه لدرجة أنه سمي "طريق الموت" لكثرة الحوادث والوفيات، ناهيك عن كثرة التعديات على حرم الطريق إن كانت قديمة أو حديثة ما زاد وضعه سوءاً. وقد اشتكى كثيرون من واقعه الحالي الذي يحتاج لحلول إسعافية لتوسيعه وتحسين وضعه بإشارات ومنصفات وجسور عبور ودوارات تسهل المرور والحركة النشطة التي لا تهدأ ليل نهار، والمطالبة بإزالة التعديات المنتشرة على طوله وفي جميع المحاور التابعة له والتي باتت أمراً واقعاً يتمدد باستمرار.

 للجهات المعنية ردّها

 لمناقشة هذا الملف تواصلت المشهد مع الجهات المعنية بهذا الأمر حيث أكد رئيس بلدية جبلة أحمد قناديل أن البلدية تقوم بشكل مستمر بحملات إزالة لجميع إشغالات التعديات ضمن الحدود الإدارية، وأنه منذ أكثر من ثلاث سنوات لم يتم التعدي على الطريق، لافتاً إلى وجود دراسة لتوسيع الطريق المذكور.

 بدوره لفت المهندس مطيع سلهب رئيس فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في اللاذقية إلى أن طريق جبلة-بانياس القديم خارج الاستملاك، أما فيما يتعلق بالمناطق داخل التنظيم فالعمل مناط بالبلديات التابع لها، وأشار إلى أنه في حال كانت المنطقة خارج التنظيم فيوجد حرم للطريق 12 متراً من المنتصف أي بعرض 24 متراً، أما طرق الخدمات فهي بعرض ٧أمتار من الزفت، ولكن تكمن المشكلة بتنظيم العمل مع شبكات الجهات العامة من هاتف ومياه وكهرباء وغيرها حيث تعيق أي عملية توسيع للطريق، ونوه سلهب إلى أن الخطة المقبلة ستكون بإنشاء وصلة الساحل-الغاب واتوستراد اللاذقية-طرطوس كحل بديل يحل أكثر من 50 بالمئة من مشكلة طريق جبلة-بانياس القديم.

 أما بالنسبة لمشكلة البانكيت (جوانب الطريق) وتواجد الأشجار والأعشاب التي نمت لدرجة أدت إلى تداخل كبير مع الطريق بشكل يعيق الرؤية ويضيّق الطريق أكد سلهب أنه سيتم تعزيلها في جميع المواقع وترميم وتسوية الجوانب لتزيد من وسعها وتحل مشكلة الرؤية والرّكن الجانبي للسيارات ووقوف المواطنين.

 بدوره ذكر المهندس بسام هلال رئيس شعبة المخالفات في المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في اللاذقية أن لا تعديات تذكر على الطريق المذكور حيث يتم العمل وفق القانون 26 لعام 2006 الخاص بحماية شبكة الطرق المركزية والقاضي بأن لا تسوية على المخالفات إلا بالهدم، وبسؤاله عن تجاوزات الكولبات والمحال التجارية على جوانب الطريق أجاب بأن الكولبات وضعت بعد موافقة المحافظة لذوي الشهداء ضمن حرم الطريق بالشريحة المترية الأخيرة المنزّل على المخططات العقارية بعرض 10 أمتار من منتصف الزفت(المحور) حيث يتم أخذ 10 أمتار على كل جانب. وأشار هلال إلى أن طريق جبلة- بانياس بطول حوالي 50 كم وهناك رؤية مستقبلية لتوسيعه ولكن حالياً لا يوجد ميزانية ولا استملاك، ومنذ عام 2007 حتى الآن لا توجد أية مخالفات وتعديات حقيقية وإن وجدت فهي قديمة جداً وقبل صدور القرار،أما التعديات الحالية الموجودة لا تستدعي الهدم كحجر الرصف لحماية الممتلكات الخاصة وبارتفاعات قليلة.وبالنسبة لعمليات صيانة الطريق أشار إلى أنها تنفذ حسب الإمكانيات والخطط السنوية ورأي اللجان المختصة بذلك.

 للمواطنين رأي آخر مناقض!

 وعند استطلاع رأي بعض المواطنين القاطنين على محور الطريق والعابرين عليه بشكل مستمر عبّروا عن رأيهم بشكل مناقض لرأي المسؤولين، حيث أجمعوا على وجود التعديات والمخالفات وغياب الرقابة والمحاسبة عن المتعدين، حيث ذكر (محمد.ا) وهو صاحب كولبة عند مفرق القلايع-دوير الخطيب أن الطريق سيئة للغاية بدءاً من جسر جبلة حتى مقص عين شقاق باتجاه بانياس وهي ضيقة جداً ناهيك عن سرعة السيارات العابرة التي تزيد حوادث المرور والوفيات عليه، وأكد أن الجسر بجانب سوق هال (أبو سكينة) ضيق للغاية ما يزيد الزحام والحوادث، وناشد بضرورة وضع منصف وتوسيع الطريق وزيادة الخدمات الطرقية كالإشارات المرورية والتحذيرية فهو يخدم مئات القرى ويعبره الآلاف يومياً، ولفت إلى أن المنطقة من مقص جبلة حتى الجسر تتركز فيها مجموعة من الشركات والمعامل كالريجي والساحل والغزل وهو باتجاهين وضيق ما يزيد الزحام والحوادث لعدم التنظيم خصوصاً عند دخول وخروج الموظفين والآليات منها.

 بدوره لفت (م.أ) وهو من سكان موقع مفرق غنيري إلى سوء واقع الطريق الذي يخدم مئات القرى ويربطها بمدينتي جبلة وبانياس، مؤكداً على ضرورة وجود دوار ينظم السير في تلك المنطقة،كما أشار إلى قرب المحلات من الطريق وتعديها على حرمه بشكل واضح دون رادع ما يزيد من ضيقها.

 وبسؤالنا مجموعة من المواطنين الذين كانوا منتظرين عند ( مقص جبلة) عن رأيهم بواقع الطريق أجمعوا على سوء وضعه الذي يبرز في وقت الذروة عند خروج الموظفين وما يسببه من زحام خصوصاً عند الخروج من المفارق الفرعية للطريق العام،فازدحام السير عليه لكثرة السيارات تؤخر العملية لوقت طويل وتزيد الحوادث، وأشاروا إلى أنه لم يهتم أحد بواقع الطريق السيء ويبادر لوضع حل يخفف الضغط عليه ويقلل الحوادث والوفيات التي يزيدها عبور الشاحنات الكبيرة والكميونات القادمة من اتوستراد الغاب من حماه وحلب التي تزيد الضغط وبطء الحركة على طريق حيوي بمستوى اتوستراد، لافتين إلى ضرورة توسيع الطريق ٣ أمتار بأقل تقدير من كل جانب ووضع منصف ودوارات عند المفارق الرئيسية وجسور عبور للمشاة ووضع دوريات من شرطة المرور لمراقبة السيارات العابرة ووضع حد للتجاوزات والمخالفات والسرعة.

 هذا وحاولنا سؤال بعض أصحاب المحلات التي لاحظنا بالعين المجردة تعديها على حرم الطريق لكنهم رفضوا الحديث والكلام بإشارة تؤكد صوابية تعديهم واختراقهم للقوانين.

على أرض الواقع
واقع الطريق يلمسه ويختبره العابر عليه بحواسه الخمس فالتجرية خير دليل ويؤكدها الزحام الشديد والفلتان بالتعديات والإهمال والسرعة الزائدة دون حسيبأو رقيب، والوفيات والحوادث المتكررة التي تصل لحدود دخول السيارات بالمنازل على جوانبه.
واقع وجب بموجبه إيجاد حل سريع بتوسيعه وتنظيم المرور عليه ولحظه بعين المسؤولية الحقّة خدمة لمئات الآلاف من سكان ريف جبلة وبانياس الذين يعبرون عليه بكرة وأصيلا.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر