هيستيريا ڤيروس كورونا (2)

هيستيريا ڤيروس كورونا (2)

(الدكتورة أروى الشاعر استشارية أمراض القلب والباطنية )

لقد ذكرت في مقالتي السابقة بأن إنفلونزا الكورونا تحولت إلى "هيستيريا الكورونا " لأنه عن طريق الميديا ووسائل الإعلام المختلفة تم تهويلها بشكل لم يسبق له مثيل بأن المرض أكثر فتكاً من غيره،  مما أربك جميع العالم وتسبب بإحداث توتر كبير خوفاً من خطورة المرض ، وهذا بدوره سيؤثر كثيراً على الاقتصاد العالمي ويؤدي الى انهيار كبير ، مما سينتج عنه فقدان الكثير من الموظفين لوظائفهم ، إغلاق الشركات الصغيرة والمتوسطة، وحدوث بطالة، وتفشي الكثير من المشاكل والجرائم والأمراض تباعاً، وبالمقابل إستفادة  كبرى الشركات من كل ذلك.

دعوني ألخص ذلك: 

إن عدد المصابين الذين أعلن رسمياً عن إصابتهم بإنفلونزا الكورونا حتى تاريخ ٣/٦ بالعالم هو أكثر من مئة ألف، وبلغ عدد الوفيات ما يقارب ٣٥٠٠، وبعض الحالات الذين أصيبوا بالإنفلونزا لم يكونوا قد إختلطوا بأشخاص لديهم الكورونا كما أعلن رسمياً في الولايات المتحدة الاميركية.

  إن أعراض المرض تبدأ بالحرارة والسعال وكمضاعفات في بعض الحالات التهاب رئوي مما يستدعي دخولهم إلى المستشفى، وفي أسوأ الحالات  تتطور إلى متلازمة الرئة الحادة مثل أنفلونزا السارس التي حدثت عام ٢٠٠٢- ٢٠٠٣

وبعض الحالات قد يظهر عليهم المرض بشكل وعكة معوية كالإسهال وشعور باللوعة أو الاستفراغ. 

إن فترة الحضانة للمرض تبلغ ١٤ يوم ، بمتوسط ​​5 أيام لظهور أعراض المرض الأولى، والعدوى تكون عن طريق رذاذ  المريض ، ويمكن عند ٢٠٪؜ من الأشخاص أن لا تظهر لديهم أي أعراض للمرض رغم إصابتهم بالڤيروس.

 إن عزل الأشخاص المرضى وتجنب الأماكن المكتظة،  وعدم ملامسة الأسطح العامة في الطرقات ووسائل النقل وغيرها،  بالإضافة إلى غسل اليدين بشكل جيد ومتكرر، وعدم ملامسة الأنف والفم والعينين، وعدم الاقتراب من الأشخاص الذين لا نعرفهم ، وعدم المصافحة بالأيدي والتعانق وتقبيل الأشخاص هي أفضل الوسائل لتجنب انتقال العدوى. واليوم هناك أكثر من ٣٠٠ مليون طفل لا يذهبون إلى المدارس نتيجة أخذ الاحتياطات في الكثير من دول العالم.

في الصين  حوالي ٨٠٪؜ كانت  أعراض المرض خفيفة لديهم ولم يحتاجوا إلى دخول المستشفى أو أي تدخل طبي ، ١٥٪؜ تم حجزهم في المستشفى نتيجة ظهور أعراض أشد ، و ٥٪؜ كانت حالاتهم خطرة واحتاج بعضهم إلى استخدام جهاز التنفس الإصطناعي. 

من الصعب معرفة نسبة الوفيات نتيجة انفلونزا الكورونا  في جميع العالم ، لأنه يتم الرصد والإعلان فقط عن الحالات الشديدة والذين يتم دخولهم إلى المستشفى مما يؤدي إلى المبالغة في نسبة الوفيات ، وأما المرضى الذين تكون لديهم أعراض المرض خفيفة أو غير ظاهرة رغم إصابتهم بالڤيروس فإن أغلبيتهم لا يراجعون المراكز الصحية وإنما يكتفون بملازمة منازلهم والراحة، ولا يتم تشخيص حالتهم، وكلما استطعنا تشخيص الحالات التي تصاب بعوارض المرض الخفيفة ، ستتناقص نسبة الوفيات لتكون أقرب إلى الانفلونزا الموسمية.

في مدينة يوهان كانت نسبة الوفيات 4.3% عند الأفراد الذين تم تشخيصهم نتيجة أعراض المرض الشديدة ، ولكن هذا الرقم ليس هو الصحيح أبداً إذا تم إضافة جميع الحالات التي لم يتم الكشف عنها وتشخيصها نتيجة ظهور أعراض المرض الخفيفة وعدم مراجعة المراكز الطبية.

في إيطاليا تبلغ نسبة الوفيات إلى يومنا هذا %3.2  نتيجة تشخيص الحالات الشديدة الأكثر شدة الذين يضطرون إلى مراجعة الطبيب.

في كوريا الجنوبية نسبة الوفيات فقط 0.6% ( وهي أقرب إلى المنطق والحقيقة وقد تكون أقل من ذلك  )، وهذا يدل على أن التشخيص لديهم أفضل بكثير حيث أنه يشمل جميع حالات الإصابات الخفيفة والشديدة ، ومع تشخيص الحالات الخفيفة للمرض سيتم انخفاض نسبة الوفيات بشكل أكبر. أي بمعنى آخر : 

 إن نسبة الوفيات إلى يومنا هذا  رقم مزيف ، فالمشكلة تكمن في أن مجرد تقسيم إجمالي عدد الوفيات ومجموع عدد الحالات التي تم تشخيصها  هو أنها لا تمثل الحالات الغير مبلغ عنها ، وقد تم تضليل العالم بأرقام غير صحيحة دون دراسة كافية لعدد الإصابات الحقيقية والتي تكون قد تجاوزت الملايين مثل الانفلونزا الموسمية. وبناء على ذلك يترتب على منظمة الصحة العالمية ( WHO )، وكذلك جميع المراكز الصحية حول العالم تكثيف الجهود للوصول إلى أفضل النتائج والحد من نسبة الوفيات المبالغ بأرقامها كثيراً . وبالمقارنة ، فإن الأنفلونزا - المعروفة باسم الأنفلونزا الشائعة - قد أصابت ما يصل إلى 45 مليون أمريكي منذ شهر أكتوبر 2019 وقتلت ما يصل إلى 46000 ، حسب لتقديرات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها.  

   معظم الوفيات من إنفلونزا الكورونا كانت عند كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ، والأطفال هم أقل من أصيبوا بها.

يجب تركيز العلماء ليس فقط على إيجاد لقاح لهذا الڤيروس بل التركيز أيضاً على إيجاد أدوية مضادة لجميع أنواع الڤيروسات والتي قد تكون أدوية لتقوية مناعة الجسم ، وهذا سيكون الأفضل. ولا بد من الاستفادة من التجارب السابقة للإصابات بعدوى الڤيروسات مثل الإيبولا والسارس والميرس التي تنتمي جميعها إلى نفس فصيلة ڤيروس الكورونا ليكون هدفنا موجهاً الى تقوية جهاز المناعة المسؤول عن مقاومة  جميع الڤيروسات .

ولا ننسى أيضاً خطر السلاح البيولوجي على البشرية الذي لربما يكون له دور كبير في تركيب ونشر ڤيروسات جديدة و خطيرة بقصد أو بدون قصد قد تقضي على العالم بأجمعه . حيث أن نشرها عن طريق الطائرات يعتبر سهلاً وخطيراً ، ولربما الأشخاص الذين يعملون في هذه المختبرات هم أيضاً معرضون للإصابة بهذه الڤيروسات المركبة الخطيرة ًونقلها لغيرهم ، ولذلك يجب اتخاذ أقصى درجات الحذر من تلك التجارب التي قد يكون الهدف منها تخريبي أكثر مما هو لمصلحة البشرية والعلم

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني