الشهيدة الحية هيام خضر: تساويت مع الجرحى عندما فقدت ساقي وشقائق النعمان توصل الدعم للجنود على الجبهات (فيديو)

الشهيدة الحية هيام خضر: تساويت مع الجرحى عندما فقدت ساقي وشقائق النعمان توصل الدعم للجنود على الجبهات (فيديو)

اللاذقية-ميساء رزق
خلق رب العالمين الأم على الأرض لتكون الملاك الرؤوم الموجود في كل بيت، ولطالما كانت الأم السورية رمزاً للمحبة والعطاء والحنان الذي تمنحه أينما حلّت.
هيام خضر( أم برهوم)  لم يثنها فقد ساقها اليسرى وهي توزع الطعام على جنود الجيش العربي السوري على الجبهات الساخنة، إنها التي افتخرت بإصابتها التي ساوتها بجرحى وقفت معهم وكان كل واحد منهم بمثابة وحيدها الذي ترعاه وتقف معه وتسانده في المشفى وترعاه وتطعمه من طبخ يدها .. تفرح لفرحه وتحزن لحزنه ويدعوها (ماما هيام) في غياب أمه.

التقيناها لتروي تفاصيل إنشائها لمجموعة"شقائق النعمان"وحكاية مطبخ الدعتور وتفاصيل إصابتها وعلاقتها بالشهيدة سهام الشبل (أم الجنود) التي استشهدت معها.

ذكرت أم برهوم أن مجموعة شقائق النعمان تضم مجموعة من السيدات السوريات اللواتي أخذن على عاتقهن مساعدة جرحى ومصابي الجيش العربي السوري وعن سبب اختيار الاسم لفتت إلى رمزية شقائق النعمان التي تدل على دماء الشهداء التي أنبتت النصر في جميع ربوع سورية، مشيرة إلى أنها اتخذت قرار العمل الخيري هذا بالصدفة أثناء زيارتها لأحد الجرحى من أقربائها في بداية الأزمة بالمشفى العسكري باللاذقية وملاحظتها لعدد من الجنود الوحيدين بدون أهاليهم لتبدأ رحلة الاهتمام بهم وبشؤونهم كأنها أم لهم بدءاً من تحضير الطعام الخاص لهم بمنزلها مروراً بالسهر على علاجهم وصولاً لغسل ملابسهم مازاد تعلقها بهم وشغفها بتوسيع نطاق عملها حيث أنها تملك محلاً للألبسة رهنت ريعه للجرحى وتأمين متطلباتهم مع بعض الدعم من معارفها وأصدقائها، لتلتقي بالشهيدة سهام الشبل التي كانت تعمل في دعم الجيش عن طريق مطبخ الدعتور الذي أنشأته ليكون مطبخ أمهات الجنود والذي يضم زوجات وأمهات جنود وشهداء يطبخن للعساكر ويأخذن الطعام المنزلي لهم إلى ساحات القتال والجبهات الساخنة ولتبدأ مرحلة جديدة بالتوازي مع رعاية الجرجى بالمشفى،وروت أم برهوم رحلة زياراتها للجنود برفقة أم الجنود سهام الشبل إلى أغلب المناطق الساخنة في سورية من حلب إلى ديرالزور وتدمر ومطار كويرس وحصارهم لثلاثة أيام في معمل القرميد في جسر الشغور مستذكرة مقدار الأمان الذي شعروا به برفقة الجنود هناك.

واسترجعت أم برهوم لحظة إصابتها برفقة أم الجنود وبعض الضباط والجنود أثناء إيصالهم الطعام واللباس للجنود في أحد المواقع بريف اللاذقية الشمالي عندما استهدف الإرهابيون سيارتهم بصاروخ حراري استشهد على إثرها كل من كان معها وتعرضت هي لإصابة بالغة بترت على إثرها ساقها اليسرى بالإضافة لكسور بيدها ورجلها الأخرى وشظايا متعددة في أنحاء جسمها، لتبدأ مرحلة جديدة بحياتها بعد رحلة علاج طويلة بكى خلالها مئات الجنود حزناً عليها ولتكون دموعهم ودعواتهم الدافع الأكبر لاستمرار علاجها وتسريعه، فبعد عدة أشهر ركبت طرفاً صناعياً وعادت للسير والعمل من جديد وبهمة أكبر لتتابع خطى الشهيدة سهام الشبل ولتكبر مجموعتها ويتوسع نشاطها.

ولم يتوقف عمل المجموعة على الجنود في ساحات القتال وأثناء الإصابة، بل استمر حتى بعد الشفاء لتصبح العلاقة مع أمهم أم برهوم عائلية تربطها المحبة ورد الجميل.

كما طال نشاط الجمعية وعمل الشهيدة الحية العمل الخيري خارج إطار الجيش حيث يقصدها كل من لديه حاجة لتلبيه دون "منية" فجميع أبناء البلد سواسية تحت سقف الإنسانية والمحبة.

أم برهوم رمز لكل سوري أحب بلده وامتنّ لتضحيات أبنائه وشارك بالتضحية، فسورية جميلة بأهلها ومساندتهم لبعضهم البعض ولا تنتهي النماذج الإنسانية الرائعة في بلد صدّر الحب والجمال والتضحية والانتصار.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر