مكوناته خس وسلق ونشارة خشب: احذروا المعسل المغشوش في محافظة اللاذقية

مكوناته خس وسلق ونشارة خشب: احذروا المعسل المغشوش في محافظة اللاذقية

اللاذقية-أسعد جحجاح

باتت الأركيلة طقساً وتقليداً لدى الغالبية في محافظة اللاذقية والساحل عموماً حيث لا مفر منها قبل الطعام وبعده وأحياناً كثيرة بدونه يتم تعاطي الأركيلة كلٌ حسب نوع المعسل لديه، إلا أنه كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتشار الدخان والمعسل المغشوش في المحافظة وهو ما أثار موجة استياء بالغة لدى المدخنين والمؤركلين.

مقاهي ومحال كثيرة في أرجاء المحافظة تعتمد في أرباحها على مبيع المشروبات والدخان والمعسل بأنواعه المعروفة، ما حدث أن كثير من هذه المحال بدأت بالتخلي عن بيع معسل(تفاحتين) النخلة المشهور بطعمه ونكهته الخاصة على مستوى العالم نظراً لأنه بات (مضروباً) أي مغشوشاً، يقول همام (خ) أحد العاملين في توزيع مادة معسل التفاحتين(نخلة) لـ(المشهد):"توقفت عن بيع هذه المادة من المعسل لأن أغلب التجار توقفوا عن شرائها كونها فاسدة ومغشوشة وكون الغالبية منها مصنعة من نشارة الأخشاب وبقايا الخضروات (كالخس والسلق المفروم) وبقايا (تفل الشاي) والتبوغ السيئة المنسقة يضاف لها مادة الغليسرين والعسل الأسود والأصبغة ومواد سكرية بكميات ليست دقيقة وغير مدروسة وهي غير صالحة للاستهلاك البشري.

أبو شراع صاحب مطعم ومقهى في ريف اللاذقية كشف لـ(المشهد) أنه وقع ضحية لتجار المعسل المغشوش وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر قائلأ:"ركن أحد الأشخاص سيارته الفيرنا بجوار المطعم وهو يرتدي لباساً مموهاَ، وفتح باب الطبون الخلفي وإذ بأنواع كثيرة من الدخان والمعسل تملأ الباكاج وقال لي (يوجد معي أفخم وأفضل أنواع المعسل (تفاحتين نخلة) شورأيك بكم كروز وبالناقص عن سعر السوق 1000ل.س للكروز الواحد!

ويضيف أبو شراع:" تعجبت من كلام هذا الرجل وطلبت 4 كروزات وقلت في قرارة نفسي توفير 4آلاف ليرة سورية مبلغ لابأس به، إلا أن الكارثة وقعت عندما جاء أحد الزبائن وطلب (نفس أركيلة) حيث تعرض عامل الأراكيل وإدارة المطعم للشتيمة على سوء طعمها ونكهتها المقززة وهو أمر لسنا معتادين عليه في مطعمنا كوننا نقدم أفضل أنواع الأراكيل بشهادة الزبائن، لافتاً إلى أنه وبالرجوع إلى كروزات المعسل تبين أنها مصنوعة من نشارة الخشب بعد وضع الماء عليها ونتيجة تحللها تأكدت من أنها مغشوشة وغير صالحة للاستخدام.          

ظاهرة المعسل المغشوش في محافظة اللاذقية انتشرت بشكل لاسابق له عبر مصانع ليست رسمية وغير مرخصة بواسطة (ورشات سرية صغيرة) تعمل في أوكار خاصة بعيداً عن أعين الرقابة والجهة صاحبة الشأن في قطاع التبغ،حيث أكدت مصادر خاصة لـ(المشهد) أن مادة المعسل المغشوش تعبأ من خلال مكنات طباعة وآلات خاصة ضمن عبوات كرتونية مزورة شبيهة بالأصلية تماماً بحيث يصعب على البائع والشاري كشف مضمونها إلا بعد فتحها، وتتم عمليات بيعها في المطاعم والمقاهي الشعبية لرخص ثمنها ولجني الأرباح الطائلة من ورائها.

جهات صحية في محافظة اللاذقية حذرت في تعاميم سابقة من خطر المعسل المغشوش في الأسواق كونه يحتوي على مواد خطيرة وسامة مضرة بالصحة تعرض شاربيه للسرطان القاتل، بالإضافة إلى تسببه بالعديد من الآثار السلبية والجانبية كـ(التهابات الرئة والصدر والغثيان والصداع الشديد والشعور بالعطش) إلى جانب مضار المعسل المغشوش على الجهاز العصبي والتنفسي للإنسان.

فلتان كبير نتج عنه تفشي ظاهرة المعسل المغشوش في محافظة اللاذقية حيث لم تكلف الجهات الرقابية نفسها بمتابعة هذه الظاهرة لغاية هذه اللحظة لضبط مصنعيها ومزاوليها ومحاربة الأوكار التي تصنع هذا السم القاتل وتجفيف منابعها بإجراءات حازمة تحد منها بشكل نهائي، فيما كانت الآمال تعول على تحفيز المؤركلين والمستهلكين للمعسل بكافة أنواعه سليماً كان أم مغشوشاً بصرف أموالهم على أمور تنفع سبل عيشهم والتفكير بما هو أفضل لأجسادهم.

الجدير بالذكرأن المؤسسة العامة للتبغ حذرت في أوقات سابقة جميع المتعاملين مع مادة المعسل من مصنعين ومروجين ومستخدمين تحت طائلة المساءلة القانونية لضبط حالات الغش الحاصلة ، داعية الجهات ذات العلاقة للتعاون معها لقمع ظاهرة المعسل المغشوش الغير صالح للاستهلاك البشري، كما حذرت المؤسسة جميع المواطنين من تداول المنتجات المغشوشة والمزورة وخصوصاً في المطاعم ومحال البيع.

 

 

  

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر