الأيادي الخفية وراء تأخير إقامة سوق الهال الجديد في بانياس

اللاذقية - ميساء رزق
أسئلة كثيرة تتردد على ألسنتهم و استفسارات طالما بحثوا لها عن أجوبة و حلول أو حتى طيف حل يسد رمق تعطشهم لراحة البال بتيسير أعمالهم .. إنهم مئات من تجار سوق الهال في بانياس بالإضافة إلى أضعافهم من مزارعي القرى المحيطة الذين بات همهم استقرار وضعهم بسوق الهال الجديد الذي وعِدوا به منذ سنوات ، وللوقوف على وضعهم التقت المشهد بعضاً منهم بالنيابة عن كلهم لعل صوتهم يصل عبر منبرنا ، حيث تحدثوا عن معاناتهم مع تجاهل كل من طرقوا بابه لشكواهم و مطالبهم بتنفيذ الوعد ببناء سوق الهال الجديد الذي كان مقرراً منذ ما يقارب العشر سنوات وقد خصص لهذا السوق آنذاك جزءاً من  العقار ٤٨ / دير البشل بمساحة ١٢٥ دونماً الكافية لتشييد سوق الهال المزعوم. وقد تم فعلاً نقل العقار المذكور من ملاك وزارة الزراعة إلى ملاك وزارة الإدارة المحلية بمباركة بلدية بانياس و كانت بادرة حسن نية بثت الأمل في نفوسهم ، ولكن المماطلة و التسويف والتأجيل بدأ يسري مع مرور الوقت في طريق تنفيذ هذا المشروع الملح فتارةً يتم اقتراح إقامة مكب نفايات فيه ، و مؤخراً تقرر بناء منشأة للفرز والتوضيب و بوشر فعلاً ببناء كتل إسمنتية ضخمة في منتصف العقار بشكل يعرقل بالتأكيد و يدحض صلاحية تنفيذ السوق الذي يحتاج لمخططات خاصة بعيدة كل البعد عن وجود هذه الكتل المجهولة الهوية و الغاية و التي تعيق دخول البرادات والآليات الكبيرة المستخدمة لتصدير الخضروات و خصوصاً البندورة التي هي المصدر الرئيسي لدخل مزارعي بانياس و الذين باشروا منذ أعوام قريبة باعتماد تجارتهم وأعمالهم في هذا الموقع باعتبار سوق الهال القديم والموجود في وسط مدينة بانياس غير قادر على استيعاب أعدادهم المتزايدة ، وبات تأهيل السوق الجديد حاجة ضرورية في ظل اتساع و انتشار زراعة الخضار في بانياس و اعتماد مئات الأسر على خدماته في تأمين لقمة عيشهم بالكامل .
وعن المحاولات التي قاموا بها لتسريع و تأكيد إقامة هذا المشروع أكدوا أنهم راجعوا جميع الجهات المعنية في وزارة الإدارة المحلية و  محافظة طرطوس فرع الحزب والبلدية ووعدوا خيراً و لكن حتى الآن لم يطفُ على السطح أي مؤشر لهذا ( الوعد الخير) لدرجة أنهم قدموا مذكرة موقعة بأكثر من ألف اسم موثقة بهوياتهم بالمساهمة بعملية الإنشاء حيث تقدم لهم المحافظة والبلدية الدراسات الهندسية والفنية اللازمة لإنشاء سوق هال بمواصفات عالية مع توضيح التفصيلات الأساسية للبنى التحتية وتنفيذها بشكل جيد وبناء موحد لائق ويتعهد جميع من وقعوا على  المذكرة بالتنفيذ و دفع أسعار المقاسم المخصصة لكل وحد منهم.
هذا غيض مما ذكره من التقيناهم و ما خفي أعظم و لكن فردنا في ملفنا هذا بعض مما أخبرونا به و سنوافيكم لاحقاً حسب ما وعدوا بالأمور التي أبقوها طي الكتمان حتى يذوب بعض ثلج وتفصح جهينة عن خبرها اليقين أو تنسحب الأيدي الخفية التي تعرقل هذا المشروع.