السوريون يبحثون عن "الكيف" الحرب نشرت الحشيش في سورية..  زراعةً وتعاطي..

السوريون يبحثون عن "الكيف" الحرب نشرت الحشيش في سورية.. زراعةً وتعاطي..


خاص المشهد - جودي دوبا

لا أحد ينكر الضغوطات المعيشية والاجتماعية والحربية التي عاشها المجمع السوري، ولعل فئة الشباب هم أكثر من تأثر بهذه الحرب، حيث دمرت هذه الحرب طموحات كثيرين وأثرت على مستقبل آخرين، "هذا ما  بدأ به الحديث "سامر .ك" خريج كلية الاقتصاد"،  موضحاً أن ذلك جعل الكثير من الشباب يتجه نحو تعاطي أنواع خفيفة من الحشيش لمجرد الخروج من الواقع ولو لعدة ساعات ليس أكثر، متابعاً :" لا أنكر أنني كنت من الأشخاص الذين اتجهوا للهروب من الواقع بهذه الطريقة ولكن لفترة بسيطة ليس أكثر، فلقد بدأت بالعمل منذ عدة أشهر وضغط العمل استطاع أن ينقذني من هذه العادة السيئة..
لمروان قصة مختلفة مع التعاطي حيث حدثنا عن  أول سهرةٍ  له جرّب فيها الحشيش: "كنت غاضباً كثيراً، وظروفي الحياتية إلى تدهور مستمر فقررت الخروج مع أصدقائي إلى ملهى ليلي لأشرب قليلاً من الخمر وأقضي يوماً جميلاً بعيداً عن همومي، وأنا في الملهى  قال لي صديقي خذ تناول هذه السيجارة وستكون لي من الشاكرين ضحكت وشربتها كلها لأتفاجأ بعد شربها بأقل من ساعة أنني في قمة السعادة والراحة والانتعاش، سألته ماذا يحدث قال لي هامساً في أذني حبة "زهزهينا" كان قد فرطها في سيجارة ، بالفعل إنها تنسيك همومك.

  و على إثر هذه التجربة ، استمريت على هذه العادة لمدة سنة، وعندما قررت أن أتركها كانت المفاجأة الكبرى حيث لم أستطع أن أعيش بدونها حتى تيقنت أنها حشيش وأنني مدمن عليها وهنا جن جنوني ولكن إرادتي القوية جعلتني أراجع مركز للإدمان وأنا الآن أتعالج منها، ولا أنكر أنها تجربة قاسية مررت بها.

عيش يومك
يقول الدكتور هيثم علي "أخصائي نفسي ": " هناك محاولات عالمية لترويج أنواع من الحشيش في المجتمع السوري، خاصةً في ظل الظروف التي تمر بها البلاد حيث تحول مجتمعنا من مجتمع آمن ومنضبط إلى مجتمع "عيش يومك" ..
موضحاً أن الدمار والموت المتربص بنا في كل لحظة، إضافة إلى الظروف الاقتصادية السيئة تجعل المجتمع يبتعد عن الإنجاز الحقيقي " تحقيق الذات" ويتجه إلى القناعة بأن يعيش اليوم كأنه يموت غداً، هذا ما يجعل تداول الحشيش في البلاد ينتشر بشكل سريع..
أما عن نتائج التعاطي فلقد بين الدكتور هيثم أن هناك أنواع من الحشيش تكون سلسة وقد لا تجعل صاحبها مدمن عليها ولكن خطرها على المدى البعيد يكون حيث أن هناك أنواع منتشرة تزيد من نسبة الفصام عند المرء.
ونوه علي إلى أن الحشيش دخل سورية بشكل شبه مجاني في عام 2011 ويعتبر شكل من أشكال الحرب على سورية .


إمكانياتٌ محدودة
يقول بعض المختصين في  المرصد الوطني لرعاية الشباب: " إن المركز يعاني من ضعف الإمكانيات، مقارنةً مع حجم هذه الأزمة الاجتماعية، حيث أن عدد الغرف التي يتضمّنها المركز لا يزيد عن 35 غرفة". وعن طبيعة الموادّ التي كان يتعاطاها المدمنون النزلاء في المرصد يقول: "معظم الذين راجعوا المرصد من المدمنين على الهيروين. وهم من المرضى الذين وصلوا إلى مراحل متقدّمةٍ في الإدمان، وتسبّبوا في أذيةٍ كبيرةٍ لأجسادهم وأدمغتهم، لذا يعطيهم المرصد الأولوية. هناك أيضاً مدمنو الحشيش والكوكايين والكحول، إضافةً إلى مدمني الأدوية المنوّمة والمهدّئة وبعض أدوية رفع المزاج المخصّصة لعلاج داء باركنسون".

عقوبات رادعة
حذرت مصادر في وزارة الداخلية من خلال عدة برامج تلفزيونية توعوية من  ظاهرة انتشار الحشيش والمخدرات، مبينة "أن التقارير الدولية الصادرة عن الهيئة الدولية للرقابة على المخدرات، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، تؤكد جميعها بأن ظاهرة المخدرات لا زالت في تزايد وتفاقم في دول العالم الغنية منها والفقيرة، المتقدمة والنامية، وبات الإتجار بها واستعمالها من أكثر المشكلات التي تقلق العالم بأسره، بالرغم من الجهود العالمية المبذولة لمكافحتها، تفيد هذه التقارير بأن العالم يستقبل كل عام حوالي 1000 طن من الهيروين، ومثلها من الهيروين، وكميات أخرى من أنواع مخدرة مثل الحشيش والحبوب المخدرة المختلفة".

كما بينت المصادر أن سورية وباعتراف المجتمع الدولي تعتبر خالية تماماً من زراعة هذه المواد المخدرة، حسب الإحصائيات الصادرة على صعيد الإنتاج، أما على صعيد التعاطي ففي سورية لا تشكل مشكلة حادة مقارنة مع باقي البلدان، أما على صعيد اعتبارها معبراً لنقل هذه المواد بين الدول، فالوزارة تحاول جاهدة تعطيل هذه الظاهرة التي سببتها الأزمة.
وأوضحت المصادر أن الوزارة اتخذت عقوبات بحق كل من ضُبط يتعاطى أو يتاجر بمواد مخدرة حسب قانون المخدرات رقم 2 لعام 1993 حيث حدد بموجبها العقوبات المفروضة بحسب الجريمة المرتكبة، في المادة 39 يُعاقب بالإعدام كل من هرّب أو صنّع أو زرع مواد مخدرة، وفي المادة 47 يعاقب بالحبس لمدة لا تزيد عن سنة وغرامة لا تتجاوز 5000 ليرة كل من استورد أو صدّر أو صنّع أحد المواد المخدرة، أما نص المادة 49 يعاقب بالاعتقال المؤقت وبغرامة من 5000 إلى 30,000 ليرة كل من تعدّى على أحد العاملين في الدولة، والمادة 40 يعاقب بالاعتقال المؤبد وغرامة من مليون إلى 5 ملايين ليرة كل من حاز أو أحرز أو اشترى أو باع أو سلّم أو تسلّم بقصد الإتجار... أما بالنسبة لحالات التعاطي حسب المادة 43 يعاقب بالاعتقال المؤقت وبغرامة من 100,000 إلى 500,000 ليرة كل من حاز أو أحرز أو اشترى أو نقل أو سلم أو تسلم مواد مخدرة وكان ذلك بقصد التعاطي أو الاستعمال الشخصي.
بالمقابل قبض فرع المخدرات بطرطوس قبل أيام على ستة أشخاص من منطقة الشیخ بدر بریف طرطوس بعد العثور على شجيرات (القنب الھندي) حسب ما نقلت صحف محلية.

الجدير ذكره أن وزارة الداخلية قد أولت اهتماماً كبيراً لهذه الظاهرة ومكافحتها، حيث وفرت البنية التحتية لفرع مكافحة المخدرات من خلال تشييد أبنية حديثة، وقامت بتجهيز مخابر حديثة لتحليل العينات وفحص المتعاطين.. كما نظمت عدد من الورشات والندوات قام فيها عدد من الضباط الخبراء بمحاضرات توعوية للابتعاد عن هذه الظاهرة، وبث الفكر التوعوي لدى الشباب.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر