بعد الجدل الذي أثارته تصريحات الوزير مسؤول في وزارة التربية للمشهد: التعليم المهني ليس مأوى الفاشلين

بعد الجدل الذي أثارته تصريحات الوزير مسؤول في وزارة التربية للمشهد: التعليم المهني ليس مأوى الفاشلين

لمى دياب | المشهد 

الفكرة السائدة لدى كثير من أولياء أمور الطلاب أن التعليم المهني لا قيمة له، وأن من يلتحق به طالب فاشل لم يتمكن من الحصول على درجات عالية، وليس أمامه سبيل سوى الالتحاق بالتعليم المهني، هذه الفكرة غالباً لم تأت من فراغ، لجهة أن هذا النوع من التعليم لم يتطور بالشكل المطلوب، كما أن مخرجاته لم تحدث فارقاً في سوق العمل.

وعلى الرغم من أن اصحاب المهن والحرف، يحققون دخولاً مقبولة في السوق السورية مقارنة بأصحاب الشهادات العلمية، إلا ان معظمهم اخترق سوق العمل ليس بفضل مدارس ومعاهد التعليم المهني، إنما بسبب التحاقهم بها واتقانهم لتلك المهن منذ الطفولة.

مؤخراً أثارت تصريحات لوزير التربية درام طباع جدلاً كبيراً، ربما كان القصد منها التشجيع على التعليم المهني، لكن سبب الاستهجان مرده طريقة مقاربته للموضوع، حيث أعلن الوزير عبر التلفزيون الرسمي بأن هذا العام هو عام التعليم المهني، وقال: "أيهما أفضل أن ندرس 10 أو 12 سنة طب واختصاص، وبالأخير نسافر إلى ألمانيا و نعالج الألمان أو ندرس سنتين وندخل سوق العمل ونطالع مليون أو مليونين" .

و أضاف: إن "الطبيب بيطلع بالشهر مليون ونصف، وهذا المبلغ يستطيع عامل تكييف أن  يطالعهم بيومين ، داعياً الناس لتغيير عقليتها اتجاه التعليم المهني ".

وكلام الوزير آنف الذكر ينطبق عليه المثل الشعبي القائل: "إجا ليكحلا عماها"، حكماً التشجيع على التعليم المهني لا يمكن أن يكون من خلال مقاربة كهذه، إنما بتطوير مخرجات المدارس والمعاهد المهنية، وجعلها مراكز تأهيل حقيقية للموارد البشرية التي يتطلبها سوق العمل الحقيقي.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا فعلت الوزارة لتقول إن العام الحالي هو عام التأهيل المهني؟!

" المشهد " تواصلت مع مدير التعليم المهني والتقني في وزارة التربية المهندس فهمي الأكحل، الذي اعتبر التعميم بأن الجميع لديه فكرة سلبية عن التعليم المهني هو تعميم خاطئ، فالأهالي بحسب رأيه في بعض الحالات يسبقون الوزارة بنظرتهم المستقبلية للمهن، وبالتالي هذا النوع من التأهيل ليس مأوى للفاشلين وفق وجهة نظره.

وحول التوعية بأهمية التعليم المهني، ذكر الأكحل بأن الوزارة تعمل على الترويج للمهن المختلفة بشكل يومي وتـنشر صور ومعلومات على صفحة الوزارة لتعرف الطالب والأهل على الأفاق المستقبلية لتلك المهنة.

ولفت إلى أن الوزارة تعمل على تطوير مناهج التعليم المهني وتحسين جودته بشكل دائم لتتوافق مع الحاجة المجتمعية، وليتسن الترويج له بالشكل الصحيح، وقال: "نحن بحاجة للمزيد من الترويج لمستقبل المهن المختلفة ولترغيب الطلاب.

وبين الاكحل أن القانون 38 الصادر لعام 2021 حوّل مدارس التعليم المهني لمراكز إنتاج، معتبراً ذلك خطوة جيدة ومجربة في العديد من الدول المتقدمة، وتتمثل بربط المدرسة بمؤسسات وشركات النتاج،  فعلى سبيل المثال تم تلمذة طلاب المدرسة الصناعية في اللاذقية في مصفاة بانياس، وهذا ساهم بتدريبهم بشكل عملي وتعليمهم بما يتوافق مع حاجة المصفاة، فعندما ينجح الطالب ويكون من ضمن الـ15 الأوائل سيتم تعينه مباشرة بمصفاة بانياس، مشيرا إلى أن هذا العملية قدمت فرصة التدريب والتعليم في مكان العمل، إضافة إلى ذلك الطالب خرج من المدرسة وهو جاهز لسوق العمل مباشرة ووفرت عليه وقت واكتسب خبرة عملية .  

وأشار مدير التعليم المهني والتقني إلى أن وزارة التربية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، عملت على توسيع أفاق الطلاب بالتعليم المهني، فبإمكان الطالب التقدم إلى المعهد التقني، أو أي معهد تابع لوزارة التعليم العالي أو الكليات التطبيقية في جامعات القطر، موضحا أن الطلاب الثلاثة الأوائل في مدارس التعليم الصناعي والتجاري يذهبون مباشرة إلى كليات الهندسة والاقتصاد.  

كما بين الأكحل أن الوزارة عملت على نظام الشرائح  للتقدم للاختصاصات، وذلك بحسب الدرجة والمنطقة التي يسكن فيها الطالب، مع مراعاة المناطق القربية على المعاهد الموجودة، مبينا أنه سيكون هناك آلية لتوزيع الطلاب على المعاهد بحسب القدرة الاستعابية لها.

وحول تأمين عقود عمل للمدارس المهنية، أكد الأكحل أن هناك بعض العقود التي تم أخذها بإحدى المدارس المهنية التابعة لمديرية تربية حمص، وسيتم التصريح عنها عندما يتم تصديقها بشكل نهائي، لافتا إلى وجود عقود داخلية من الوزارة تخص صيانة وتأهيل بعض المدارس التابعة لها.

وبحسب تقديرات وزارة التربية بلغ عدد مدارس التعليم المهني ٤٧٩ مدرسة موزعة على مختلف المحافزات السورية، استقطبت هذا العام ما يقارب ٨٣٨٧٣ طالب وطالية.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني