"مخيم الهول" حولته ميليشيات "قسد" المدعومة أمريكياً إلى سجن كبير

"مخيم الهول" حولته ميليشيات "قسد" المدعومة أمريكياً إلى سجن كبير

مالك الجاسم | المشهد

يقع "مخيم الهول" الذي تديره ميليشيات "قسد" المدعومة أمريكياً في الجهة الشرقية لمحافظة الحسكة على مسافة ثلاثين كيلو متراً عن مركز مدينة الحسكة، ويفصله عن الحدود السورية العراقية أثنا عشر كيلو متراً، ويقسم إلى ثمانية أقسام تخصص للعوائل وفق الجنسية، ويعمل فيها عشرات المنظمات العابرة للحدود التي دخلت إلى المحافظة بشكل غير شرعي من المناطق التي تحتلها القوات الأمريكية وميليشيا "قسد"، ويضم أكثر من ستين ألف شخص، موزعين على أكثر من ثماني آلاف أسرة، ويعد من أكبر المخيمات التي تسيطر عليها ميليشيات "قسد" ضمن مناطق انتشارها، وغالبية قاطنيه هم من أرياف ديرالزور والرقة والحسكة، وعدد من العراقيين، ويوجد به أقسام تضم آلاف النساء والأطفال من زوجات عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، ومن جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، وبرغم أن هذه الميليشيات قامت بالسماح بخروج عدد من العوائل بفترة ليست بالطويلة وغالبيتهم من قرى وبلدات ريف ديرالزور بكفالة عشائرية، إلا أن هذا لم يغير على أرض الواقع شيئاً، حيث بقيت معاناة قاطني هذا المخيم كبيرة في ظل فلتان أمني يشهده، يضاف إليه تردي الوضع المعيشي والخدمي، وانعدام حالة الأمن والامان، وكثيرة هي الحوادث التي شهدها هذا المخيم خلال الفترة الماضية .

ومنذ أيام شهد اشتباكات عنيفة بين عناصر ميليشيات "قسد" من جهة، وعناصر مجهولة من جهة ثانية، وفيما بعد تحدثت "قسد" على أن هذه الاشتباكات كانت مع عناصر من تنظيم "داعش"، وقد أدت إلى مقتل أربعة من عناصر "قسد" وإصابة أحدى عشر آخرين، لتقوم هذه الميليشيات بفرض حظر تجوال على المخيم بالكامل، وتمنع دخول المياه والغذاء إليه، وفيما بعد سمحت بدخول صهاريج المياه، ولكنها استمرت بمنع دخول الخضار والفواكه إلى داخله .

وهذا المخيم يعاني إضافة إلى تردي الوضع المعيشي تردي الواقع الصحي، إذ شهد خلال الفترة الماضية كثير من حالات الوفاة نتيجة غياب الرعاية الصحية .

وخلال فترة هجوم تنظيم "داعش" الإرهابي على محافظة "الموصل" العراقية، شهد زيادة في اعداد القاطنين، وبخاصة من منطقة "بعاجة" العراقية .

ومع تصعيد ميليشيات "قسد" وقوات الاحتلال الأمريكي في الرقة وريفها وحتى بلدة "الباغوز" بريف ديرالزور الشرقي، نزح الآلاف من أبناء القرى والبلدات لهذا المخيم، حيث تم حجزهم، ولم يسمح لهم بالخروج منه، لتتحكم ميليشيات "قسد" بمصير الأشخاص، وتحوله إلى سجن كبير يضم الآلاف من الأشخاص .

ويوجد ضمن مناطق انتشار ميليشيات "قسد" المدعومة امريكياً أربعة مخيمات تديرها هذه الميليشيات وهي: "مخيم تل تمر" الذي يقع على الطريق الواصل بين الحسكة وتل تمر ويضم 11951 لاجئاً وافداً موزعين على 1878 أسرة من أبناء مدينة "رأس العين" وقراها الذين هجرتهم قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها، ومنعتهم ميليشيا "قسد" من الدخول إلى مدينة الحسكة .

وكذلك "مخيم العريشة" بريف الحسكة الجنوبي، ويضم أكثر من أربعة عشر ألف لاجئاً وافداً من أرياف دير الزور والرقة والحسكة، ومخيم "عين الخضرا" بريف المالكية ويضم أكثر من مئة أسرة غالبيتهم من الجنسيات الأجنبية يضاف إليها مخيم الهول جنوب الحسكة .

يذكر بأن المخيم يخضع لحراسة من ميليشيا "قسد" المدعومة أمريكياً، ويعيش القاطنون فيه أوضاعاً إنسانية سيئة .

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني