مع بدء موسم القطاف والعصر.. أسعار زيت الزيتون وتكاليف إنتاجه تكشف عورات السياسات الزراعية !

مع بدء موسم القطاف والعصر.. أسعار زيت الزيتون وتكاليف إنتاجه تكشف عورات السياسات الزراعية !

المشهد | لؤي خليل

مع اقتراب موسم قطاف الزيتون، وانتاج الزيت، تتصاعد الأحاديث عن الدعم الزراعي الغائب عن هذا المحصول الاستراتيجي، والذي انعكس على شكل موجات غلاء متلاحقة طرأت على صفيحة زيت الزيتون خلال العام الجاري.

 فمنذ النصف الأول من هذا العام ارتفع سعر كيلو زيت الزيتون في مختلف مناطق إنتاجه، البعض ربط هذا الارتفاع بالتصدير آنذاك لدول الجوار العراق ولبنان، أو التهريب غير المنظم، ومنها أيضا ارتفاع سعر زيت القلي، إلا أن البعض الآخر ربطها بارتفاع التكاليف أيضا وغياب اي نوع من الدعم الزراعي للفلاح سواء بالسماد غير المتوفر، أو غياب الدعم عن المازوت المستخدم في الفلاحة كما يقول المزارعون.

وفي شهر نيسان من كل عام تبدأ تقديرات المزارعين للموسم الحالي خاصة في مناطق إنتاجه الرئيسية في طرطوس وريفها واللاذقية وريفها، وحمص وحماه وادلب وعفرين في ريف حلب، حيث بينت تلك التقديرات بأن الموسم الحالي غير مبشر بإنتاج وفير، الأمر الذي أدى إلى ثبات في ارتفاع سعر الكيلو غرام زيت صافي، رغم انخفاض الطلب المحلي، نتيجة القوة الشرائية المنخفضة لغالبية المستهلكين، ما جعلهم يقننون في استهلاك الزيت.

أما في هذه الايام ومع نهاية شهر أيلول بدأت المعاصر بالتجهيز للموسم الجديد من ناحية الصيانة وتحضيرات العصر وفق موعد مجالس المحافظات، كان لافتاً تحديد المكتب التنفيذي في محافظتي طرطوس واللاذقية أجرة عصر الزيتون في المحاظة تقريبا بمبلغ 135ل.س للكغ الواحد متضمنة اجور النقل و 110 ل.س في حال كان النقل من قبل صاحب المحصول، والحالتين في حال كان العرجوم من نصيب صاحب المعصرة، أي لو فرضنا أن تنكة الزيت تحتاج في أحسن الأحوال إلى ١٠٠ كغ زيتون أخضر، فهذا يعني تكلفة ١٣٥٠٠ الف تكلفة العصر للتنكة غير متضمنة تكاليف الانتاج الأولية و تكاليف العمل للقطاف.

ومن خلال التواصل مع بعض معاصر ريف اللاذقية وطرطوس يقول اصف علي صاحب معصرة في طرطوس إن تكاليف العصر عادلة في ظل هذه الأسعار لتنكة الزيت حيث قدر السعر الحالي بين ١٨٠ إلى ٢٠٠ الف للتنكة ١٦ كغ حسب المنطقة، وعن الإلتزام بتسعيرة العصر هذه اكد أنه غالبا مايتم الاتفاق بين الفلاح وصاحب المعصرة حسب مسافة النقل والبديل قد يكون الزيت أغلب الأحيان،.

فيما يشير مازن حبيب إلى أنه أثناء العصر لا أحد يلتزم بالتسعيرة من اصحاب المعاصر والجميع يطلب زيت بالنسبة لأسعاره الحالية (بتوفي اكثر معهم).

هذا وتختلف نسبة الإنتاج بين منطقة وأخرى هذا العام، بينما كانت تثبت نسبة الموسم من عام لعام بين موسم أقبال او حرمان، لكن في الأعوام الأخيرة لم تثبت نسبة الإنتاج واختلفت من منطقة لأخرى، فالاشجار باتت تعاني من أمراض من قبيل: (عين الطاووس - والعناكب - والذباب وغيرها)، إضافة إلى قلة الإهتمام الزراعي بسبب غلاء الأسعار وقلة الدعم المقدم حكوميا في السنتين الأخيرتين كأسمدة و مبيدات ومصايد وغيرها.

وفي ريف جبلة يؤكد عدد من أصحاب المعاصر أيضا اختلاف نسبة الإنتاج من منطقة لأخرى وأن الأسعار تتراوح بين ١٦٥ الف و٢٠٠ الف للتنكة حسب جودة ونوعية الزيت، وبأن سعر تنكة زيت زيتون خريج وصلت إلى ٢٤٠ الف هذا العام بسبب قلة إنتاج هذا النوع من الزيت و الصعوبة في طريقة الإنتاج.

"فريد ن" تاجر زيت يرجح أن يستقر سعر الزيت على وضعه الحالي بسبب قلة الطلب وغلاء المعيشة وتوقف التصدير حاليا، وبان تعامله حاليا فقط مع الشركات المحلية.

اذا وفي ظل هذا الغلاء هل سيلجأ المواطن إلى ظروف الزيت الأخيرة كفاف طبخته أم سيلقى من يمسح ألم معيشته بقليل الزيت رحمة بأوضاعهم، وهل سيجد مزارعو الزيتون من يقف إلى جانبهم في وزارة الزراعة ويعيد الدعم إلى هذه المحاصيل الإستراتيجية حتى يجد المزارع محصولا مناسبا كفاف حياته وأبنائه وإنتاجه دون تكاليف انهكت عرق جبينه وأرضه.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني