"البامياء" أكلة ديرية أخذت شهرة عالمية
ديرالزور – مالك الجاسم
تزرع شجرة البامياء في مناطق متعددة من محافظة ديرالزور ، وبات للبامياء الديرية حضور كبير في الكثير من المناسبات ، وارتبط اسمها بديرالزور نظراً لنوعية وطعمة الثمرة أثناء الطبخ ، وهي الحاضرة كذلك أثناء الدعوات " العزيمة " ، ومن أكثر ما يتم تقديمه ثريد البامياء المجلل باللحوم ، وهذا ما جعل صيتها يأخذ مساحة أوسع على مستوى البلدان العربية ، وحتى العالمية ، وبات الأشخاص ينقلونها معهم أثناء حلهم وترحالهم ، حتى باتت تحظى بالاهتمام الأكبر في موسمها ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل تعدى ذلك إلى أن بعضهم بات يلجأ إلى تجفيف البامياء ، والآخر إلى أسلوب التعليب " الضغط بأواني زجاجية ، وغيرها من الطرق التي تعرفها الأسرة أكثر .
وتختلف ثمرة البامياء في ديرالزور عن غيرها في المحافظات السورية الأخرى ومميزاتها إنها ذات حجم صغير ومتوسط ، وتقطف في فترة معينة لتقدم على الموائد ، وعدد من الفلاحين يلجأ إلى ترك الثمرة في الشجرة حتى تكبر إلى حجم معين ، ومن ثم يتم الحصول على بذور للموسم الآخر.
وحتى نتعرف على طريق تحضير هذه الوجبة تحدثت السيدة بدرية وهي سيدة في الخامسة والستين من عمرها وتقول: في البداية نقوم بغسل البامياء ، ووضعها جانباً ، ومن ثم نقوم بغسل حبات البندورة ، وبعضهم يحبذ البندورة الطبيعية وعصرها ، والآخر يحبذ رب البندورة الجاهزة ، ولكل عائلة طريقتها في الحصول على مرقة البامياء ، وعدد آخر يجمع الاثنين مع بعضها .
وتتابع: نقوم بوضع اللحمة في طنجرة على نار هادئة حتى تنضج ، ثم نقوم بوضع السمنة في طنجرة أخرى ، ونقوم بتقطيع حبات البصل ووضع اللحمة مع بعضها ، ومن بعدها نقوم بصب عصير البندورة ، ونتركها حتى نحصل على المرقة المطلوبة ، ثم نقوم بإضافة البامياء بعد إزالة الطوارف العلوية والسفلية وهي تعرف في ديرالزور " تزرير البامياء " ، ونتركها على النار ، وفي هذه الأثناء نقوم بوضع الثوم والقليل من ملح الليمون حسب الرغبة حتى تنضج .
وتقدم البامياء في ديرالزور في سكبها عبر أطباق على المائدة ،والكثير يقدمها ثريد ، وتكون أكثر لذة مع خبز التنور ، وكمية اللحمة تتحكم بها كل عائلة ، وكذلك الدسم ، والكثير يفضل شراء طرف اللحم وهي " لية الخاروف " أثناء طبخ البامياء وبعضهم يقدمها إلى جانب الأرز .
والبامياء هي نوع من النباتات يتبع لفصيلة نبات الخبيزة ، ويتم زراعتها من أجل الحصول في النهاية على قرونها الخضراء ، والتي يتم طبخها بعد حصادها مباشرة أو بعد فترات قليلة من عملية الحصاد ، أما بالنسبة للمحاصيل التي يتم تصديرها أو نقلها لمسافات طويلة فيمكن حفظها عن طريق تجميدها.